قالت 'الجماعة الإسلامية'، إن النصر الذي حققته مصر على إسرائيل بجدارة في حرب السادس من أكتوبر 1973، جاء عندما أخذت بأسباب النصر، وإن إسرائيل عندما هزمت الدول العربية في حرب يونيو 1967م كانت تستحق النصر وقتها بغض النظر عن عدوانها وبغيها. واعتبرت الجماعة في بيان أن النصر الذي يعد الأول من نوعه على إسرائيل في سلسلة الحروب العربية معها 'كان غرة الجهد الكبير الذي بدأه الرئيس جمال عبد الناصر الذي لم تتحمل أعصابه أن يرى الطائرات الإسرائيلية تعربد في سماء القاهرة بعد الهزيمة، فأصيب بانسداد الشريان التاجي، ومات وهو في سن الثانية والخمسين على غير عادة أمثاله من الرؤساء الذي يعمرون عادة إلى ما بعد الثمانين من أعمارهم'. وأعرب الدكتور ناجح إبراهيم القيادي البارز بالجماعة عن أمله في أن تكون هذه النهاية للرئيس عبد الناصر سببا في أن يعفو الله عنه جراء ما اقترف من مظالم في حق الحركة الإسلامية وجماعة 'الإخوان المسلمين' خاصة في فترة الصراع والصدام بينهما. ومع إشارته إلى الجهد الذي بذله مع غيره من القادة العسكريين في تحقيق ذلك النصر، إلا أن ناجح قال إن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المصرية في فترة الحرب ارتكب أخطاء سياسية فادحة بعد اختلافه مع نظام الرئيس الراحل أنور السادات. وكان الشاذلي الذي يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عزل من منصبه بعد أن حمله السادات المسئولية عن الثغرة التي تمكنت من خلالها إسرائيل من التوغل في آخر أيام الحرب. وذكر ناجح أن أحد الأخطاء التي وقع فيها الشاذلي أثناء حادثة المنصة في أكتوبر 1981، حيث أخذ يصدر بيانات من إذاعة ليبيا أثناء إقامته فيها وقت اغتيال السادات، يقول فيها إن المجموعة التي قتلت السادات هي إحدى المجموعات التابعة له، وإنهم إحدى مجموعات الضباط الأحرار على غير الحقيقة. وأضاف 'ما أحزنني أن الفريق الشاذلي كان ينادي من الإذاعة الليبية ويقول تقدم يا ناجح.. تقدم يا ناجح وهو لا يعلم أنني كنت مصابا إصابة شديدة ولا أستطيع الحركة بل أنني كنت لا أجد وقتها مأوى يأويني'. وطالب البيان، القادة العسكريين العظام من أمثال الشاذلي بعدم الانخراط في السياسة وألا يقبلوا مناصبها حتى لا يضيع عطاؤهم ويظل تاريخهم ناصعا. وأشادت الجماعة بكل من ساهم في تحقيق نصر أكتوبر، وخصت بالذكر الرئيسين عبد الناصر والسادات والقادة العسكريين في الجيش المصري، ومنهم محمد فوزي وعبد المنعم رياض ومحمد صادق وسعد الدين الشاذلي وأحمد إسماعيل والجمسي وأبو غزالة وسعد مأمون.