دعت دول مجموعة أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي المحكمة الجنائية الدولية إلى 'تعليق' كل الملاحقات بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير المتهم من قبل ادعاء المحكمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال الرئيس الغاني جون كوفور خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة عقدتها المجموعة في العاصمة الغانية أكرا واستمرت يومين 'نعتقد أنه يجب إتاحة المجال أمام الجهود الدبلوماسية'. وأشار الرئيس الغاني إلى أن الصيغة الأولية للإعلان الختامي المشترك للقمة تضمنت فقرة تدعو إلى 'سحب إجراءات المحكمة الجنائية الدولية إفساحا للمجال أمام الجهود الدبلوماسية'. ك وأضاف أن المجتمعين اتفقوا أخيرا على استبدال عبارة 'تعليق الإجراءات' بعبارة 'سحب الإجراءات' التي كانت مقررة من قبل. ك ونبه الرئيس السوداني في افتتاح القمة إلى أن إمكانية توجيه اتهامات إليه بارتكاب جرائم حرب من شأنها أن تخرج محادثات السلام في دارفور عن مسارها وسعى لحشد مساندة المجموعة التي تضم 79 دولة ضد الادعاء. وأصدر لويس مورينو أوكامبو كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية في يوليو الماضي مذكرة تتهم البشير بارتكاب جرائم إبادة في منطقة دارفور غربي السودان وتطالب باعتقاله. شراكة اقتصادية وناقشت القمة أيضا سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي وآثار تغير المناخ وارتفاع تكلفة الغذاء والطاقة على اقتصادات دول المجموعة. وسعى المجتمعون في هذه القمة إلى تكوين جبهة مشتركة بشأن التجارة مع الاتحاد الأوروبي الذي يشتري أكثر من ربع صادرات المجموعة، كما ناقشوا محاولة تحسين شروط التجارة لدولهم داخل منظمة التجارة العالمية. وتخشى دول مجموعة أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي أن تكون الأكثر تأثرا بالأزمة الاقتصادية الراهنة، وكذلك بالاتفاقات التجارية التي وقعتها بعض دولها منفردة مع الاتحاد الأوروبي. ووقعت بعض دول المجموعة اتفاقات شراكة اقتصادية منفردة تحت ضغط أوروبي وطمعا في سوق الاتحاد، في حين تحجم أخرى طلبا لشروط أفضل. ويقول الكثيرون من قادة العالم النامي وناشطو محاربة الفقر إن اتفاقات الشراكة الاقتصادية هذه أضعفت قدرة المجموعة على الفوز بشروط تجارية أفضل من الاتحاد الأوروبي لحماية اقتصاداتها المعرضة للخطر، والتي تعتمد على تصدير السلع الأولية. ضغوط الأغنياء وقد دعا الرئيسان السوداني والغاني دول المجموعة ال79 -التي يتجاوز عدد سكانها ثمانمائة مليون نسمة وتضم بعض أفقر دول العالم- إلى وحدة الصف لمواجهة تحديات العولمة. وأشار البشير –الذي كان يترأس المجموعة قبل أن يخلفه كوفور في هذه القمة- إلى أن الدول الغنية 'تمارس ضغوطا على البلدان الفقيرة لقبول شروط تجارية سيئة'. وأكد أن الدول الصغيرة والفقيرة التي تشكل غالبية أعضاء المجموعة 'معرضة لخطر الاعتداء والتدخل في شؤونها والتخريب والابتزاز ومختلف الضغوط من الأغنياء والأقوياء.