في الأعوام الثلاث الماضية ضرب المصري رقما قياسيا في الذهاب إلى الانتخابات وتحمل وهج الظهيرة والساعات الطوال ، إلى هذا الصندوق الذي لم يعترف به دعاة الديمقراطية الآن على المشهد السياسي وأرادوا أن نلعب معهم مرة أخرى. لم يعترفوا به واعترفوا بمن هو أعلى صوتا في شوارع المحروسة والأقدر على أثارة الجلبة،يا ترى هل هذا الصندوق لم يكن سوى صندوق خشبي يرقد فيه بسلام شبابنا بعد أن تغادر روحه إلى بارئها ،إن كل الشباب الذين يوعون للحظتهم التاريخية المجيدة تصبح هذه الصناديق نعوشا لهم أم ماذا ؟، أم أنه لا يعبر إلا عن الأرقام القياسية فقط ! ألا يخجلون من أنفسهم ؟ ، أتذكر أستاذ كان يعلمني قديما الرياضيات حين كان يعيد المسائل الرياضية لنا بشكل مستفز ويرى ذلك باديا على وجوهنا كان يقول "لا تغضبوا ، التكرار يعلم الشطار" وللأسف الكثير يستخدم هذه المقولة لتبرير ما يحدث ألا يعلمون أن هذه المسرحية تتكرر فصولها باستمرار على المشاهد الذي بدأ يتلذذ من هذه الحالة التكرارية لدرجة أنها أصبحت ملهاة مبكية ومضحكة معا على حال البلاد العباد،كيف لدولة مثل مصر تعاني من ظروف اقتصادية سيئة أن يحدث هذا بها على مدار الثلاث سنوات السابقة ؟فعلا فقراء ولكن ظرفاء ، يدعون إلى التقشف وتقليل النفقات ومن الناحية الأخرى إلى انتخابات بطول الدنيا وعرضها ، كيف هذا ! لن أنتخب لأني أخشى بعد سنة أن يقوم أحد بالنزول للشارع والاعتراض على سياسة المرشح الذي فاز فيمحو صوتي ويلقي به في أقرب سلة مهملات، أعطني عقلك ، لماذا؟ أذهب إلى الانتخابات وأنا أعلم أن مرشحي لن يستقر كثيرا ؟ بسبب اللعبة الديمقراطية التي نعبث بها ، لماذا أتعب نفسي وأذهب وأحمل عناء الطريق ووعثاء السفر وتعطيل الحال من أجل لحظة يخرج لنا فيها المخلص فجأة فينهار كل شيء أمامي ، أسمح لي لن أكون ذلك الرجل الذي يضرب على قفاه خمسين قلما على سهوة ، لن أنتخب لأني لست مغفلا.