أيام حكم مرسى خرج علينا الإعلاميون بأصواتهم المزعجة و بكل قوتهم ليهاجمون مرسى و يتهمونه بالعمالة و الخيانة , و جهلة بمصلحة البلاد متحججين بما اشيع عن بيعه للأراضى المصرية و بيع سيناء للعدو الصهيونى و تقسيم الأراضى و ...و.. و .. إلخ . سمعنا اقاويل كثيرة و اتهامات تستهدف اهانه الرجل و تحقيره أمام الرأى العام , و لكن الاساس ان الإعلام المصرى لعب دوراً محورياً فى العزف على وتر العاطفة للشعب المصرى , فهم يعلمون مدى كراهية الشعب المصرى لإسرائيل بحكم انها العدو الأول و الأخير لنا نحن العرب , لهذا كان لابد من نقش خيانه مرسى فى اذهان المصرين حتى يكون الأنقلاب عليه و الأطاحه به أمر لا بد منه و مطلب شعبى جسدتة ثورة 25 يناير أن لا يحكمهم عميل مرة اخرى , فإذا ايقن الشعب ان مرسى عميل سيكون إزالته رد فعل طبيعى للحفاظ على البلاد !! و بالفعل اصبح الحديث الشاغل هو ان مرسى فشل فى قيادة سفينة الوطن , بجانب إثارة الشعب تجاه أمور معينه هى من أولوياته اجتماعياً مثل لقمة العيش و توفير الكهرباء و الغاز و العمل , التى لم يستطع مرسى توفيرها بالقدر الذى كان ينتظرة الشعب , بسبب الاعتراضات و التعطيل التى تعرض له سواء إعلامياً او من بقايا النظام السابق الذين لعبو فى هذه المرحلة دوراً كبيراً جداً عن طريق الايادى الخفية التى كانت تلعب فى الخفاء و نصبت له المكايد . بالرغم من الأطاحه بكبيرهم بعد ثورة 25 يناير , إلا ان النظام السابق كان موجود بكل قوة على الساحه المصرية , و بعد الانتخابات و نجاح مرسى كان لا بد للنظام السابق ان يلملم شتاتة ليرد كرامته المسلوبة ابان ثورة يناير !! فطوع رجال الاعمال الفضائيات الخاصة لمهاجمتة , و نجحوا فى تشويه الحكم و جماعة الاخوان المسلمين باعتبارهم لهم دور اساسى فى الحكم طوال فترة مرسى , و استطاعوا ان يقنعو الشعب المصرى ان ثورة يناير لم تات إلا بالمزيد من الخراب و الاهانة , حتى بدأ بعض الناس فى ترديد "ولا يوم من ايامك يا مبارك " العميل العظيم الذى اهانتة الثورة !! و عندما خرج علينا السيسى بخطاب 3 يوليو و بدأ عهد الانقلاب , أستكمل الإعلام دوره و لكن بطريقه مختلفه , هذه المره بدأ فى تحسين صورة الأنقلاب و قائدة , و تغاضى عن المجازر التى فعلها الانقلاب و لم يحرك لها ساكنا على الدماء التى اسيلت فى الشوارع المصرية بل و دعى بعضهم على ضروره التخلص من الاخوان المسلمين و متبعيهم بدعوى انهم خوارج كما خرج علينا المفتى العظيم "على جمعه" !!! ولم يلتفت الغالبية منهم إلى الأسباب التى دعتهم للثورة على مرسى , من غلاء الأسعار و ضياع اسس الحياة الاجتماعية التى كانو ينادون بضرورة انجازها فى عهد مرسى ..! و لكن بغض النظر عن كل الاحداث التى حدثت منذ يوم 3 يوليو و بداية عهد الانقلاب و دعم إعلام الفلول للسيسى " فهو ابن مبارك المدلل" , يأتى السؤال المهم و هو كيف للشعب الذى اقتنع بكلام الإعلامين بأن مرسى عميل بالرغم من انه اصدر قرارا بقطع العلاقات معهم و عدم الاعتراف بهم كدولة ... لم يقتنع بأن السيسى عميل باعتراف اسرائيل نفسها ..!!!؟؟ بالتاكيد طالما ان الاعلام المصرى لم يقل ان السيسى خائن فلم نصدق الصحف الاسرائيلية التى لم تتوقف منذ يوم 3يوليو عن مدح السيسى و دعمه و الترويج له فى كل البلاد الأوروبيه ..!! و مثلا عندما يخرج علينا "ايهود باراك" رئيس الوزراء الاسرائيلى السابق ليقول " أن على العالم الحر مسانده السيسى بعد خطوة عزل مرسى , لان مرسى سعى إلى تحويل النظام إلى نظام شمولى دينى" .. فهذا دليل على ان مرسى كان عميل و السيسى انقذنا منه حتى لا يحول النظام إلى حكم شمولى دينى ..!!! هذا بإعتقاد عينه من ابناء جلدتنا .. لا اكترث لهم كثيراً ...! و فى مناسبة أخرى يصف المدير العسكرى و السياسى لوزاره الدفاع الاسرائيلية " عاموس جلعاد" السيسى بأنه " زعيم جديد سوف يتذكره التاريخ , و انه انقذ مصر من السقوط فى الهاويه " و عندما أشاد بقوة العمليات العسكرية للجيش المصرى فى سيناء والتى كان منها ضرب الانفاق الواصله لغزة قائلاً : " لأول مرة نرى كل هذه العمليات الحازمة ضد الأرهاب فى سيناء" ..!! و هذا يعكس النظرية الأعلامية الراسخة فى زمن الأنقلاب ان جيش مصر العظيم فى طريقه لاقتلاع الأرهاب من جذورة , و لكن السؤال هنا ... هل العدو أو الإرهاب بالنسبة لنا نحن المصريين او العرب هو حماس أم اسرائيل ..... ؟! فى السابق كنت اعلم ان اسرائيل هى العدو الوحيد لنا نحن العرب لاحتلالها اراضينا المقدسة , هذا ما تربينا عليه , و تربينا ان نبذل اقصى جهدنا لإخراجهم من اراضينا العربية , و لكن ما نشهده الأن فى زمن الرقص على الدبابات يغير الحال , فأصبحت اسرائيل هى الصديق الذى نشرب معه كأس استئصال حماس الأرهابية ..!! و لكن كل هذا لم يعتبر بالنسبه للاعلام المصرى دليل على خيانه السيسى او عمالته ..! بل اعتبروة قائداً عظيما لتخلصه من جماعه الاخوان المسلمين و حماس و الهجوم على غزة ..!! و حتى عندما نقلت صحيفة هارتس على لسان الكاتب " عاموس هاريل" حين قال : " انه من الصعب تجاهل حقيقة ان الاسرائيلين و السلطات الجديدة فى مصر يتشاركان ليس فقط تكتيكياً و انما يتقاطعان للمصالح الاستراتيجيه بين البلدين " ..و لكن هذا لم يكن بالحجة القوية التى تثبت ان مصر و اسرائيل اصبحوا يدا واحدة و بينهم مصالح مشتركة فى نظر إعلام الفلول ...!! عندما اتهم مرسى بالخيانة بالرغم من عدم وجود دليل مادى واحد لإدانتة , و بالرغم من دفاعة عن القضية الفلسطينية و فى الظهير منها حركة حماس , إلا ان الاعلام نجح فى تشويه صورته بكل دقه هو و حركه حماس .. و عندما وجدت الأدلة المثبتة للسيسى على تعامله معهم و خلق مصالح مشتركه معهم و دعمهم له فى كل وسائلهم الإعلامية , استطاع الاعلام الفلولى تشجيعه على افعاله و تحسين صورته امام الشعب بدعوى انه يتخلص من الإرهاب فقط و انه لن يخون وطنه ابدا و ان كل ما يفعله هو فى مصلحة الشعب المصرى و مصلحه مصر .. و ايضاً صدقة بعض من الشعب ... !! و لكن , هل نلوم الاعلامين الذين ما زال يحكمهم النظام السابق و يسعون دائما الى تحسين صورته و افعاله , و تشويه كل ما يكون ضد رغباته , أم نلوم العقول التى يمكنها ان ترى الحقائق و لكن لا تستطيع الاعتراف بالحقيقة بنفس القدر التى تستطيع به الانجرار وراء الباطل ..! إن الدوله الفاشية القائمة منذ عهد مبارك و التى استكملها السيسى التى تلهث دائما وراء كسب ود العدو الصهيونى , لا تمثل إلا نفسها , و لن تستمر طويلاً . ما زال فى يقينى وجود الكثير من اصحاب العقول الحية الذين لن يسمحو لهذا الانقلاب و هذه الدوله العميقة و هذه الصداقة الخائنه ان تكتمل , عقول لها زمن يتيح لها التمكين و استفاقة الجسد الغافل من رقاده . لا دولة عميقة , لا انقلاب أعمى , لا صداقات مشبوهة , فكيان الدولة الحجرية لا يضاهيه كيان , و اسرائيل مجرد كيان ضعيف جدا سيختفى قريباً بالأيادى التى لا تهاب الموت و تثور للحق ..