بقلم: شوقي حافظ قوات التحالف الغربي في افغانستان قتلت 3 اطفال هناك وأصابت نحو عشرة آخرين (عن طريق الخطأ) كما أعلنت قيادتها ، وهو خطأ يتكرر كثيرا وضحاياه قد يبلغون آلاف المدنيين أغلبهم من النساء والاطفال ، وابداء الاسف هو الثمن الوحيد الذي يدفعه المتحالفون لدماء القتلى ، والاسف عملة غير رائجة لا أرصدة لها في المصارف وقيمتها لا تتجاوز رقم الصفر في أسواق المال ، وتكرار اغتيال الابرياء بهذه الطريقة ثم ابداء الاسف يحول الخطأ إلى خطيئة ، فبأي ذنب قتل هؤلاء ، وهل مكافحة الارهاب الذي يدعيه المتحالفون تكون بارهاب اشد عنفا في ممارساته وأهدافه ؟ وقيمة الصواريخ التي أطلقت على كابل في ايام الغزو الاولى كانت مساوية للميزانية الحكومية في عام كامل كما يقدر بعض الخبراء ، ولو ان ارقام الفاتورة النهائية للحرب قد تم انفاقها في مشروعات تنمية شاملة مستدامة واصلاح هيكلي لنظام التعليم وتطوير الخدمات الصحية ومرافق البنية التحتية لأحدث ذلك تطورا جذريا في المجتمع الافغاني بأسره ، يشمل التخلي عن بعض التقاليد الموروثة وتبني مشروع نهضوي حديث يعيد تشكيل وجه الحياة وتجفيف منابع ما يسمونه الارهاب ، لكن الهدف الحقيقي لغزو أفغانستان هو السيطرة على منابع النفط هناك كما يقول بيتر ماريدن الرئيس السابق لمنظمة الإغاثة الإنسانية في أفغانستان بكتابه : طالبان .. الحرب والدين والتسوية السياسية ، ومن أجل النفط يجب ان يراق الدم ! القتل عن طريق الخطأ في الحالة الافغانية يقابله القتل بنيران صديقة في العراق ، بما يستوجب اعادة القوات المتحالفة إلى ثكناتها وقواعدها في بلدانها ، لتلقي تدريبات مكثفة في كيفية التفرقة بين العدو والصديق ، وحصر أخطاء القصف في اضيق حدود ممكنة بعيدا عن الارواح ، والاحصاءات التي تشير إلى ان معظم الضحايا من النساء والاطفال تستهدف رمز الحياة وأمل المستقبل .. ولعل هذا يكون من الاهداف الحقيقية غير المعلنة للقتلة المتحالفين !