أعربت قيادة قوات حفظ السلام في إقليم دارفور غرب السودان عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات الدامية التي وقعت في مخيم كلما للنازحين جنوبالإقليم، بين قوات حكومية ومتمردين في دارفور. وقالت مصادر مسؤولة للجزيرة إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثين شخصا، وإصابة مائة من سكان المخيم بجروح. بينما أشار شهود عيان إلى أن 42 شخصا لقوا مصرعهم في هذه الاشتباكات، كما أصيب سبعون آخرون. من جانبه أفاد مراسل الجزيرة بالخرطوم أسامة سيد أحمد بتضارب كبير في الأنباء حول أعداد القتلى والجرحى التي خلفتها المعارك بمخيم كلما الذي يضم مائة ألف نازح. ففي الوقت الذي قدرت فيه مصادر مختلفة عدد الجرجى بمائة، نقل المراسل عن مصادر في لجنة أمن ولاية جنوب دارفور تأكيدها أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة خمسة من رجال الشرطة وسبعة من النازحين. بداية المعارك وقال المراسل إن حكومة جنوب دارفور بررت دخول رجال الشرطة للمخيم، على خلفية توافر معلومات تفيد بوجود كميات من الأسلحة داخله، كانت سوف تستخدم ضد القوات الحكومية. وأكدت مصادر حكومية أن الشرطة أوقفت "مجرمين مطلوبين" وضبطت أسلحة ومخدرات. من جانبهم اتهم المتمردون الحكومة بدخول المخيم بهدف إخلائه من سكانه، حيث قال الزعيم العسكري لحركة تحرير السودان أحمد عبد الشفيع إن قوات الأمن حاصرت المخيم "وطلبت رحيل كافة النازحين ثم أطلقت النار في القسم الشرقي من المخيم، وسقط العديد من الضحايا". كما ندد زعيم في فصيل آخر لحركة تحرير السودان يقوده عبد الواحد نور بما أسماه "لا مبالاة" قوة حفظ السلام الأممية والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في دارفور، وقال إن القوات الحكومية قتلت المدنيين أمام أنظار القوة المشتركة "إني أطالب بحماية هؤلاء الناس". من جانبها أشارت القوة المشتركة إلى أنها توقفت عن تسيير دورياتها في المخيم، بعد أن طلبت منها قوات الأمن الحكومية المساعدة في البحث عن "أسلحة وأشخاص مطلوبين". وقال المتحدث باسم القوة الأفريقية والأممية المشتركة "أوقفنا دورياتنا المنتظمة في كلما لأن البحث عن أسلحة أو أشخاص لا يدخل في إطار مهمتنا". بدوره دعا المنسق المحلي للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في بيان خاص كافة الأطراف إلى ضبط النفس، وإقامة ممر إنساني على الفور حتى يتسنى إجلاء الجرحى. البشير يتهم وفي سياق العنف في دارفور، جدد رئيس البلاد عمر البشير اتهامه للحركات المسلحة في الإقليم، بالاستمرار في عمليات السلب والنهب المنظم. وقال خلال احتفال بتخريج دفعة جديدة من ضباط كلية القادة والأركان، إن هناك قوى خارجية تدعم الحركات المسلحة في دارفور بهدف إضعاف البلاد وسرقة ثرواتها. نزاع قبيلتين وفي تطور آخر دعا زعماء من قبيلتي المسيرية والرزيقات لوقف العنف بينهما تمهيدا لعقد مؤتمر مصالحة. ودعا المجتمعون الدولة لحفظ الأمن وإقامة حواجز أمنية بين طرفي النزاع بولايتي جنوب كردفان وجنوب دارفور. يُذكر أن الصراع على موارد المياه والمرعى كان سببا لاندلاع اشتباكات أسفرت عن سقوط أكثر من خمسين قتيلا من القبيلتين الأسبوع الماضي.