تحتفل المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي في سوريا بذكرى مرور مائة عام على تسيير أول رحلة قطار من دمشق إلى المدينةالمنورة في وقت لا يزال الخط معطلا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم وخاصة في جزئه الواصل إلى الأراضي السعودية. وكان العمل في هذا الخط قد بدأ في مطلع سبتمبر1900 في أواخر مراحل الإمبراطورية العثمانية لتسهيل نقل الحجاج. واعتمد المشروع على جمع التبرعات من دول عربية وإسلامية واستمر حتى العام 1907. وانطلقت أول رحلة له يوم 21 أغسطس 1908. الانطلاق للمستقبل المدير العام للمؤسسة المهندس محمود سقباني قال "نريد من الاحتفال الانطلاق من الماضي العريق إلى مستقبل واعد على أعتاب مئوية جديدة للخط وأكد للجزيرة أن السواعد التي حافظت على هذه الأملاك والتجهيزات قادرة على أن تنطلق إلى المستقبل بخطى ثابتة عبر مشاريع تطويرية هامة. وأوضح سقباني أن الاحتفال سيتضمن تكريم العاملين المتقاعدين والموجودين في عملهم تقديرا لجهودهم في الحفاظ على هذه المؤسسة، وإقامة محاضرات ورحلات بالقطار وأمسيات وندوات حول تاريخ الخط وواقعه والأفاق. وتابع قائلا إن الفعاليات ستنطلق من محطة الحجاز التاريخية بدمشق التي شُيدت أثناء إنشاء هذا الخط. وشاركت في تشييد الخط أيد عربية وإسلامية، وتمت الاستعانة بخبرات إيطالية وألمانية، وبلغ طوله 1320 كلم، وأثناء إنجازه تم تنفيذ الخط الحديدي ما بين درعا وحيفا في العام 1902 بطول 161 كلم. وتعرض الخط أثناء الحربين العالميتين إلى تخريب بمعظم أجزائه تبعا للظروف التي كانت سائدة آنذاك، وبُذلت جهود كبيرة في مراحل متتالية وبأشكال مختلفة لإعادة الحياة إلى هذا الخط. وأكد سقباني حرص سوريا على تفعيل الخط وفقا لمسيرته التاريخية وتطويره. وأضاف نجري حاليا محادثات لترميم الخط وإنشاء خطوط لربط الدول العربية. وتابع أن هناك مشروعا لربط تركيا باليمن عبر سوريا والأردن والسعودية مع إمكانية الالتفاف ليشمل الدول الخليجية. وأوضح سقباني أن الأمر لا يتعلق بسوريا وحدها بل بإرادة الدول الأخرى. وقال اتفق وزراء النقل في سوريا والأردن والسعودية في اجتماعهم الأخير في عمان قبل ثلاثة أشهر على تفعيل الخط، أملا أن يتم تنفيذ ذلك التوجه. ولم تتمكن الدول العربية الثلاث الأخيرة من إعادة الخط إلى ما كان عليه قبل قرن من الزمن رغم توفر الإمكانات المادية والتقنية. وقد وضعت تلك الدول برتوكولا عام 1954 لتنفيذ إعادة تسيير الخط، وتألفت عام 1965 الهيئة العليا لإعادة تسييره دون جدوى. ربط أوروبا بالعقبة وكشف المسؤول السوري عن وجود محادثات مع الجانب الأردني لفتح خط يمتد من دمشق إلى عمان والعقبة, وأضاف أن من شأن ذلك الخط أن يربط أوروبا بالعقبة مما يجعله رديفا لقناة السويس دون المرور بها وفي ذلك أهمية كبيرة جدا. وقامت المؤسسة العامة للخط الحجازي بتنفيذ مشروع الربط السككي ما بين الحدود السورية ومحطة رياق اللبنانية حيث تم تنفيذ 35% من المشروع، غير أن تنفيذه توقف بسبب الظروف السياسية السائدة في لبنان. وتتجه المؤسسة حاليا لتنفيذ مشروع نقل الضواحي في محاولة لتخفيف أزمة الازدحام الخانقة في دمشق ضمن دراسات تكاملية مع وسائل النقل الأخرى. ويتم التنسيق والتشاور مع محافظة دمشق عبر الدراسة التي تعدها شركة "سيسترا" الفرنسية لمشروع المترو في دمشق الذي أضحى مشروعا حيويا وأضحت دمشق أحوج ما تكون إليه.