أبدى جنرال سابق في تنظيم "سيليكا" (ميليشيات مسلمة) بأفريقيا الوسطى شكوكه حيال قدرة القوات الدولية على وقف العنف وإحلال الاستقرارفي البلاد، محذرا من الانزلاق التدريجى للبلاد نحو "النموذج الرواندي". وأضاف عبد القادر خليل في تصريحات ، أمس الأحد، " إذا لم يكن باستطاعتهم (القوات الدولية) حماية بانجي، كيف لهم إذن حماية برييا (500 كلم شمال بانجي)؟ .. لقد اتضح أن سانغريس (القوات الفرنسية)، وميسكا (قوات حفظ السلام الأفريقية) ليس في مقدورهم توفير الحماية لإخواننا ولأخواتنا في "الكيلومتر 5 " (أهم حي للمسلمين في بانجي)". وكان عشرات الأشخاص قد تظاهروا في "برييا"، يوم الجمعة الماضي، احتجاجا على تواجد قوات "سانغريس" الفرنسية، التي لجأت إلى القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وبحسب الجنرال خليل، فإن حشود المتظاهرين ضمت "مسيحيين ومسلمين" خرجوا للتظاهر سوياً ضد تواجد القوات الفرنسية. ولفت خليل إلى أنه: "حيثما تواجدت قوات سانغريس، سواء في قرية أو في محافظة، تؤدي إلى مذابح". وتابع: نحن مسيحيون ومسلمون نرغب في السلام؛ و القوات الدولية عاجزة أمام "أنت بالاكا"؛ و تم تدمير ما لا يقل عن الفي بيت و75 مسجداً فيما لم تُمس أي كنيسة بسوء. وتسائل: ماذا فعلت المؤسسات الدولية؟ .. ماذا فعلت القوات الأفريقية لمنع حدوث ذلك؟ ..ماذا فعلت سانغريس؟". يذكر أن مجلس الأمن قد صوت الخميس الماضي على قرار بنشر 10 آلاف جندي و 1800 ضابط شرطة مع منتصف شهر سبتمبر المقبل قصد إعادة الأمن والاستقرار لأفريقيا الوسطى. وقال الجنرال خليل إن "هذا القرار جاء متأخرا وأن القبعات الزرقاء (القوات الأممية) ليست هي الحل". وأضاف: "مهمة منظمة الأممالمتحدة تبدو كمزحة.. سيتطلب الأمر بالنسبة لهذه القبعات الزرقاء 5 أشهر كي تنتشر، ولكن من سيحمي من في غضون هذه الأشهر". واستدرك: في هذه الأشهر أعداء السلام سيقومون بإبادة جميع المسلمين... الأفضل أن تتخلى الأممالمتحدة عن هذه المهمة وتتركنا ندبر أمرنا وحدنا". يذكر أن متطرفين من قبيلة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا، شنوا في أبريل 1994، حملة إبادة ضد الأقلية من توتسيي، قُتل فيها ما يزيد عن 800 ألف شخص، وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، وانتهت في يوليو 1994، عندما نجحت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي قوة من المتمردين ذات قيادة توتسية، في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد.