أسفرت انتخابات الكتلة البرلمانية لنوابِ الإخوان في مجلس الشعب المصري عن فوز الدكتور محمد سعد الكتاتني- نائب المنيا- بمنصب رئيس الكتلة البرلمانية للمرة الثانية على التوالي في الدورةِ البرلمانية الجديدة التي تبدأ في نوفمبر القادم. وقد حاز الكتاتني على هذا المنصب بأغلبية 53 صوتًا من بين 78 صوتًا وبنسبة 68% من مجموع الأصوات الصحيحة في حين احتفظ النائب حسين محمد إبراهيم بموقع نائب رئيس الكتلة بأغلبية 59 صوتًا من بين 79 نائبًا بنسبة 75% من جملة الأصوات.
في حين فاز ثلاثة نواب بأمانة هيئة مكتب الكتلة، حيث حصل الدكتور محمد البلتاجي على 69 صوتًا بنسبة 89% من جملةِ الأصوات وسعد الحسيني على 47 صوتًا بنسبة 59% من جملةِ الأصوات الصحيحة والدكتور حمدي حسن على 44 صوتًا بنسبة 55% من جملةِ الأصوات الصحيحة.
وفي انتخاباتِ القطاعاتِ فاز النائب عزب مصطفى بأمانة قطاع القاهرة الكبرى بحصوله على عشرة أصوات من 13 صوتًا والمهندس صبري عامر لأمانة وسط الدلتا بحصوله على 9 أصوات من 12 صوتًا، والنائب صبحي صالح بأمانة قطاع شمال الدلتا بحصوله على 8 أصواتٍ من 14 صوتًا، وإبراهيم زكريا يونس بأمانة قطاع غرب الدلتا بحصوله على 7 أصواتٍ من 12 صوتًا وبأمانةِ قطاع شرق الدلتا الدكتور أكرم الشاعر، كما فاز محمد عبد العظيم بأمانة الصعيد بحصوله على 10 أصواتٍ من 15 صوتًا.رأس الاجتماع الخاص بانتخابات نواب الكتلة أكبر الأعضاء سنًّا وهو الشيخ السيد عسكر وأصغر النواب سنًّا وهو الدكتور عبد العزيز خلف.
شارك في عمليةِ فرز الأصوات، النواب محمد عبد العليم داود (حزب الوفد) وسعد عبود (حزب الكرامة) وطلعت السادات وعلاء حسانين (مستقلين).
ورشح الدكتور محمد البلتاجي للاستمرار في منصب سكرتير عام الكتلة، والدكتور حمدي حسن متحدثًا إعلاميًّا والمهندس سعد الحسيني نائبًا له، وهو نفس التشكيل الذي كانت عليه الكتلة في الدورة الماضية.
وبعد انتهاء الانتخابات عقدت كتل نواب الإخوان والمستقلين والمعارضة اجتماعهم الأسبوعي الذي جاء فيه انتقادات حادة للنظام المصري وحكومته.
وطالب النائب المستقل طلعت السادات بضرورةِ محاكمة اللواء حبيب العادلي زير الداخلية بعد قيامه بتلفيقِ القضايا ضد المواطنين الأبرياء الذين لقوا حتفهم في المعتقلات ومنهم أكرم زهيري، وما قام به هذا الوزير في الإسكندريةِ من إخراج تمثيليةٍ بأنَّ هناك تنظيمًا للقاعدةِ يخطط لمواجهةِ الرئيس مبارك، مؤكدًا أنَّ زعيم تنظيم القاعدة الذي تمَّ القبض عليه في الإسكندريةِ لم يتعدَّ عمره ال 17 عامًا، وقال السادات في سخريةٍ إن ما يحدث من وزير الداخلية نوعًا من الاستهتار.
وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتني أنَّ تلك الانتخابات التي أُجريت فيه شاهدٌ على الشفافيةِ والمصداقيةِ بعد أن تابعها عددٌ من نوابِ المعارضة والمستقلين، مضيفًا أنه يجب أن تحذوا باقي الكتل البرلمانية حذو نواب الإخوان في اختيار من يمثلهم تحت القبة، وأن يسيروا في نفس الطريق بنفس الشفافيةِ والإخلاص والأداء، مضيفًا: "لقد كسرنا نتيجة 99.9%".
وأشار النائب حسين محمد إبراهيم إلى أنَّ الكتلةَ أياديها ممتدة للجميع وقلوبها منفتحة من أجل الشعبِ المصري الذي ينتظر منا الكثير.
وقال إنَّ الدورةَ البرلمانية القادمة لن تكون عاديةً، مؤكدًا أنَّ الجميعَ يريد إصلاحات حقيقية مع مواجهةِ المؤامرات التي تُحاك داخل الحزب الوطني والتي تهدف إلى تأخرِ تلك الإصلاحات، وأضاف أنَّ الإخوان قبل إجراءِ انتخاباتِ مجلس الشعب الماضية وجهوا الدعوةَ إلى الجميعِ لعقد ندواتٍ وحواراتٍ نضع من خلالها أولويات العمل الوطني، لكن للأسف لم يحدث ذلك، وفوجئنا بالعديدِ من نواب كتلة الإخوان يدفعون الثمنَ نتيجةَ معارضتهم للسياساتِ الحكوميةِ ومنهم الدكتور محمد مرسي- رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في البرلمان السابق- والذي تمَّ حبس ابنه الطالب في كليةِ الطب أربع مراتٍ بالوكالةِ عن والده الذي كان يصعب القبض عليه لتصفيةِ الحسابات، وقدَّم التحيةَ لهذا البرلماني الكبير، وكذلك البرلماني الدكتور عصام العريان الذي تقوم الدولة بتصفيةِ الحسابات معه لمواقفه المعارضة، مؤكدًا أن النظامَ لم يتخلَّ أيضًا عن مواقفه وتصفيةِ حساباته مع معارضيه بعد القبض على البرلماني المتميز السابق لاشين أبو شنب الذي لم يشفع له مرضه وعمره الذي يناهز ال 80 عامًا وإصابته بالشلل.
وفي كلمته أشار الدكتور محمد البلتاجي عن قيام الكتلة البرلمانية لنوابِ الإخوان بدعوةِ الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ووكيلي المجلس ورؤساء اللجان النوعية ورؤساء الهيئات البرلمانية لأحزابِ المعارضة ونواب الأغلبية إلا أنهم للأسف لم يحضروا ليشاهدوا هذه التجربة الفريدة من نوعها التي أجرتها الكتلة البرلمانية للإخوان لاختيارِ أحدَ عشرَ نائبًا يمثلون أمانة الكتلة البرلمانية والتي تضم من بين أعضائها الرئيس ونائب الرئيس وثلاثة أعضاء ينضمون لهيئة المكتب.
وقال إنَّ الانتخاباتِ التي أُجريت هي رسالة يجب أن يستفيد منها جميع الأحزاب السياسية خاصةً وأنَّ هناك 58 قيادةً بالحزبِ الوطني قد تقدموا بشكوى جماعية إلى الرئيس مبارك حول رفضهم للاختياراتِ التي تمَّت مؤخرًا على مستوى أمانات الحزب الوطني بالمحافظات.
من جانبه أكد النائب المستقل علاء عبد المنعم أننا أمام مرحلةٍ خطيرةٍ جدًّا يجب أن نواجهها بكل قوةٍ خلال الدورة البرلمانية القادمة، وقال إنه يجب على جميعِ النواب التمسك بحقهم الرقابي والتشريعي، وأن نواجه ما حدث معنا في الدورة البرلمانية السابقة بعد تجميدِ العديدِ من طلباتِ الإحاطة والمناقشة، وقال: للأسف إنَّ الأداءَ البرلماني لنواب المعارضةِ لم يكن على المستوى المطلوب، محذرًا من محاولات الحزب الوطني وتمريره لبعض الإصلاحاتِ الدستورية، مطالبًا بضرورةِ التصدي لمحالاوتِ الحزبِ الوطني لمواجهة الكوارثِ التي يمكن أن تتحقق داخل البلاد خاصةً وأنَّ الحزبَ الوطني يريد أن يسيطر على البلادِ، وهذه قناعته.
ووجَّه اتهاماتٍ عنيفة إلى جهاز التليفزيون، وقال: للأسف لقد أصبح هذا الجهاز ملكًا للحزب الوطني بعد أن سخرت القيادات نفسها لتغطيةِ مؤتمره السنوي في الوقت الذي لا تُذاع فيه جلسات مجلس الشعب عن عمدٍ حتى لا يظهر الفارق بين نوابِ المعارضة ونواب الحزب الوطني.
وأشار النائب سعد عبود- عضو حزب الكرامة تحت التأسيس- إلى أن الدورة البرلمانية القادمة ستكون كبيسةً في ظلِّ ما يخطط له الحزب الوطني من السيطرة على الشعب المصري وثرواته، وقال: علينا نحن النواب المخلصين للشعب أن ننفذ الوطن من هذه الورطة، مؤكدًا أن الشعب المصري ينتظر من نواب المعارضة والإخوان والمستقلين أن ينهضوا لرفع الظلم الواقع على الشعوب العربية المحتلة في ظل تخاذل الأنظمة العربية.
وحذَّر النائب الوفدي محمد عبد العليم داود من اختراقِ الأجهزة الأمنية لأحزاب المعارضةِ من خلال تزكيتها لأعوانها للانضمام لتلك الأحزاب، وقال إننا نمر بأزمة من خلال الحزب الوطني الذي دمَّر البلاد وحكومته التي لا تحترم الشعب المصري بل تحارب نواب المعارضة ومَن انتخبوهم وقال: هناك العديد من المشروعات الحيوية التي تمَّ تجميدها في دوائرنا عقابًا للشعب الذي اختارنا.