قاطع نواب الإخوان المسلمين والمستقلون فى مجلس الشعب انتخابات رئيس المجلس والوكيلين وهيئات مكاتب اللجان اعتراضاً على طريقة إدارة وتوجيه هذه الانتخابات وانتقد النواب «الإخوان والمستقلون» فى بيان مشترك أسلوب حث أعضاء الحزب الوطنى فى بعض اللجان لمواجهة أعضاء المعارضة والمستقلين لحين إتمام الانتخابات، ثم إعادة توزيعهم مرة أخرى، الأمر الذى يكشف هدف حزب الأغلبية فى الاستحواذ والإقصاء، كما طالبوا بأن تتم «القرعة» التى يجريها مكتب المجلس لاختيار أعضاء فى بعض اللجان وفقاً للائحة بطريقة علنية بدلاً من إجرائها بطريقة سرية وموجهة. وانتقد النواب أيضاً مصادرة حق المستقلين فى اختيار ممثلهم، فيما وصفوه بالجرأة العجيبة على سلب حقوق 25% من الأعضاء. وأسفرت الانتخابات التى أشرفت عليها لجنة برئاسة نائب الحزب الوطنى عبدالرحيم الغول، وضمت فى عضويتها نائب الوفد طارق سباق كممثل وحيد للمعارضة، عن فوز الدكتور فتحى سرور برئاسة المجلس للسنة التاسعة عشرة على التوالى ب 335 صوتاً من إجمالى 337، بعد بطلان صوتين، كما فازت الدكتورة زينب رضوان بمنصب وكيل المجلس عن الفئات، وعبدالعزيز مصطفى بمنصب الوكيل عن العمال والفلاحين، وكلاهما حصل على 312 صوتاً، مع ملاحظة عدم تقدم أحد لمنافستهم، وحرص سرور فور انتخابه رئيساً للمجلس على توضيح ملامح سياسة «المنصة»، ومبادئ عملها فى 7 نقاط أساسية من بينها احترام الدستور وإعلاء سيادة القانون كأساس للحكم، والالتزام باللائحة الداخلية والسوابق البرلمانية فى كل إجراءات المجلس، والاستجابة لأولويات العمل الوطنى بتحقيق التوازن بين دور المجلس الرقابى ودوره التشريعى، وإتاحة الفرصة لكل الآراء والاتجاهات والقوى السياسية بلا تفرقة بين الأغلبية والمعارضة والمستقلين، والتعاون مع الحكومة فى إطار الأهداف الوطنية العليا المتفق عليها تحقيقاً لسلامة الأداء الوطنى. وفى كلمتها قامت الدكتورة زينب رضوان بتهنئة الدكتور فتحى سرور بانتخابه رئيساً للمجلس وقالت: «أهنئ مصر بانتخاب سرور (بشوش المحيا)». وأشار الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية، إلى ترحيب الحكومة باستخدام الأعضاء أدوات المساءلة والرقابة البرلمانية، وقال إن هذا يتيح للحكومة توضيح الكثير من الأمور. وخلافاً للدورات البرلمانية الثلاث السابقة لم يعط سرور الكلمة للدكتور سعد الكتاتنى، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، الأمر الذى فسره بعض النواب بأنه رد من سرور على مقاطعة نواب الإخوان لانتخابه، وأعطى سرور الكلمة للنائب المستقل مصطفى بكرى الذى كشف أنه أعطى صوته لسرور فى انتخابات رئاسة المجلس تقديراً له كفقيه دستورى وعالم قانون، وتقديراً لموقفه فى الدفاع عن نائب الحزب الوطنى حمدى الطحان، عندما حاول «البعض» إقالته من رئاسة لجنة النقل والمواصلات، وفجر النائب محمود أباظة، رئيس الكتلة البرلماينة لحزب الوفد، مفاجأة عندما انتقد أسلوب إدارة الاقتصاد العالمى فى معرض تناوله للأزمة المالية العالمية، وطالب بإعادة صياغة الاقتصاد المصرى فى ضوء نتائج هذه الأزمة، وأعرب عن أمله فى أن يسمح المستقبل القريب بتمثيل الأقلية فى مكاتب لجان المجلس مثلما يحدث فى كل الدول الديمقراطية، وطالب الحكومة بتقديم مشروعات القوانين إلى المجلس فى وقت مناسب لإتاحة الفرصة لمناقشتها، بدلاً من تقديمها أواخر الدورة كما حدث كثيراً من قبل. وفى كلمته أشاد النائب عبدالعزيز شعبان، ممثل حزب التجمع، بشجاعة رئيس حزب الوفد الليبرالى فى توجيه النقد للنظام الرأسمالى العالمى، وقال: «آن الأوان أن تتراجع الحكومة عن سياسة الخصخصة واقتصاد السوق». وعلى صعيد الانتخابات لم تسفر نتائج انتخابات اللجان داخل مجلس الشعب عن تغيير أحد من رؤساء وكلاء وأمناء سر اللجان الثمانى عشر فى المجلس بمن فيهم بعض رؤساء اللجان الذين طالتهم شائعات التغيير مثل حمدى الطحان، رئيس لجنة النقل والمواصلات بسبب غضب قيادات الحزب الوطنى من أدائه الذى يعارض سياسات وتوجهات الكتلة البرلمانية للحزب فى مواقف عديدة.