مقرر أن تستقبل محميات الوادي الجديد العديد من الأفواج السياحية من مختلف الجنسيات تحت اسم "سياحة السفاري", بهدف استكشاف المناطق الوعرة البعيدة عن الحيز العمراني, إلا أن عددا من شهود العيان أكدوا أن هناك غرضا خفيا لتلك الرحلات, وهو البحث عن الثروات المتواجدة بتلك المحميات, التي ما زال المسئولون في غفلة عنها. "سياحة السفاري" في حقيقتها سياحة شرعية, سواء تمثلت في الرحلات الاستكشافية, أو العلمية, أو الاستشفائية (طلب الشفاء), إلا أنّ بعض الوفود يقصدون مناطق بعينها في الوادي الجديد لأسباب أخرى, كمنطقة "نيزك جبل كامل", بمحمية الجلف الكبير, بالقرب من جبل العوينات على الحدود السودانية المصرية. أُعلنت منطقة "نيزك جبل كامل" محمية طبيعية, بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (10) لسنة 2007, إذ أنها تحوي كنوزا وأحجارا كريمة وعظاما ومواد عضوية, وكهوف تضم رسومات للعصر الحجري, بالإضافة إلى البترول, حسب تصريحات سابقة للعالم د. فاروق الباز, مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية, خلال زيارته لتلك المنطقة. في البداية, يقول عبدالله صالح, خبير الصحراء وقصاص الأثر بالوادي الجديد, بأنّ "منطقة نيزك جبل كامل, تعتبر من العجائب الجيولوجية, إذ إنها تحتوي على كم هائل من الثروات". وأضاف صالح, خلال حديثه ل"مصر العربية", أنّ "المنطقة يوجد بها هضبة لزجاج السيليكا, والأحجار الكريمة الناصعة البياض, ذات القيمة العالية التي لا يعرفها إلا الأجانب", مشيرًا إلى أنّ "الوفود السياحية لا تقصد إلا تلك المنطقة, رغم أنّ الوادي الجديد يوجد به أكثر من 120 موقعا أثريا سياحيا, أفضل من تلك المنطقة سياحياً". وتابع: "يوجد الآن في المنطقة وفود سياحية من 70 دولة أجنبية, بحجة إحياء رحلات الملك حسين لتلك المنطقة", مضيفًا أنّ "المحافظة استقبلتهم في المطار بفرقة الفنون الشعبية, وعدد من القيادات التنفيذية, على رأسهم المحافظ, بحجة الترويج للسياحة". وأوضح صالح أنّ "الوفود السياحية أدركت قيمة تلك المنطقة, وما بها من كنوز, لذا فإن معظم الرحلات تدفع أضعاف التكاليف الحقيقية لتلك الرحلات, حتى تمكث بالمنطقة أكبر وقت ممكن, ويتسنى لها اكتشاف الأحجار الكريمة, الصغيرة الحجم والمرتفعة القيمة, لسرقتها على مرأى ومسمع من مسؤلي السياحة بالمحافظة". ويصطحب الوفود الأحجار -بحجة أخذ قطع تذكارية من زيارتهم- لبيعها في الأسواق العالمية بمبالغ باهظة, حسب قول صالح, الذي أشار إلى أن ذلك يتم "بمساعدة عدد من الشركات السياحية ومنظمي رحلات السفاري". قيمة أحجار منطقة نيزك جبل كامل لا تقدر بثمن, فحسب خبير الصحراء "تعتبر تلك الأحجار ضمن الآثار الفرعونية النادرة, وبعض الصخور تستخدم في صناعة الماس, بالإضافة إلى الصخور الإشعاعية, ورمال السيليكا, التي يبيع بعض الناس الكيلو منها بمبلغ 1500 جنيه, وذلك لا يقارن بقيمته الحقيقية". من جهته, قال علاء بركات مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالوادي الجديد أنّ "الهيئة طالبت وزارة الآثار أكثر من مرة بضرورة إدراج منطقة النيازك بمحمية جبل كامل إلى المحميات الأثرية". وتابع بركات, خلال حديثه ل"مصر العربية", بأنه يجب ألا يتم التصريح بزيارة منطقة نيزك جبل كامل إلا بضوابط وقوانين, للحفاظ على تلك الثروات, والتي تمثل ثروة قومية يجهلها المسؤلون".