أعلن رجب البنا مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات التكميلية لمجلس الشعب على مقعد الفئات بدائرة دسوق بمحافظة كفر الشيخ انسحابَه من الانتخابات التي شهدت العديد من التجاوزات والمضايقات ضده وضد أنصاره؛ بدءًا من منع التوكيلات عن مندوبيه، وعدم السماح لهم بالوجود في اللجان، وتقفيل اللجان، ومنع الناخبين من الوصول إليها. وفي مؤتمرٍ صحفي عُقد بعد ظهر اليوم أمام مسجد إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق، أرجع البنا قرار انسحابه من الانتخابات إلى تدخل وزارة الداخلية بشكلٍ فاضحٍ في تزوير الانتخابات وعدم إعطائه الفرصة الكافية لإجراء الدعاية الانتخابية، واعتقال أنصاره من المحامين والمواطنين وإحالة 40 منهم إلى سجن برج العرب. وأضاف قائلاً: "أعيش في حالةٍ من الحصار الأمني الدائم، وأمن الدولة يراقبني على مدار الساعة منذ أن تم إعلان بدء الانتخابات التكميلية، بالإضافة إلى تحويل الدائرة إلى ثكنة عسكرية، ومنع التصويت وعدم السماح لأي مندوبٍ لي بالوجود داخل اللجان، في الوقت الذي يوجد فيه 4 أو 5 مندوبين لمرشح الحزب الوطني داخل اللجنة الواحدة". واستهجن البنا موقف المستشار رئيس اللجنة المركزية عندما تقدَّم له بشكوى؛ حيث لم يأخذها بعين الاعتبار، فضلاً عن وجوده بمكتب نائب مأمور المركز دون أية متابعة لسير العملية الانتخابية. يُذكر أن قوات الأمن بمركز دسوق احتجزت مجموعةً من الصحفيين الذين كانوا يقومون بتغطية العملية الانتخابية في الدائرة؛ على رأسهم طاقم تصوير (العاشرة مساءً)، ومراسل قناة (الجزيرة)، وموفد جريدة (الدستور)، والذين توجهوا إلى مركز الشرطة للحصول على تصريحٍ من مأمور المركز للسماح لهم بدخول اللجان؛ حيث قُبِضَ عليهم واحتُجزوا وصُودرت بطاقاتهم الشخصية وهوياتهم الصحفية، ولم يُطلَق سراحهم إلا بعد التأكد من انسحاب البنا مرشح الإخوان بالدائرة. ومن ناحية أخرى، أكد محمود عوض (فئات) وسعد السيد (عمال) مرشحا الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب التكميلية بالإسكندرية بدائرة قسم المنشية والجمرك استكمالهما المعركة الانتخابية رغم الضغوط والتجاوزات التي يمارسها النظام معهما منذ الإعلان عن بدء الانتخابات قبل 10 أيام، مرورًا بتقفيل اللجان ومنع الناخبين من الوصول إليها، ونهايةً باعتقال أكثر من 18 من أنصارهما صباح اليوم. وقال النائب حسين إبراهيم عضو مجلس الشعب ونائب رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين: إن الانتخابات التي جرت اليوم نوعٌ من البلطجة؛ حيث حِيلَ بين الناخبين وصناديق الانتخاب، ووصل الأمر إلى منع المرشحين أنفسهم من دخول اللجان لمتابعة سير العملية الانتخابية. وأضاف النائب أنه برغم التزوير العلني الظاهر في الانتخابات وانتهائها بالفعل لصالح مرشَّحي الحزب الوطني، إلا أنهما ما زالا مستمرَّين في المطالبة بحقوقهما وانتزاعها كاملةً، ولن ينسحبا من الانتخابات ولن يتراجعا عنها. ووصف سعد السيد مرشح الإخوان في الدائرة على مقعد العمال ما يحدث من تجاوزات بأنه حلقة جديدة من مسلسل النظام لقمع الحريات والحقوق في مصر، موجِّهًا تساؤلاً إلى وزير الداخلية: "لماذا تمارس كل هذه الممارسات القمعية مع مرشحي الإخوان فقط دون غيرهم من المرشحين الآخرين؟! ولماذا يتم التعامل بمكيالين؛ ففي الوقت الذي يجلس فيه مرشحا الإخوان مع حكمدار الإسكندرية ليقول لهما بعض التعليمات التي تمثَّلت في عدم استخدام مكبِّرات الصوت للدعاية مرَّت سيارة مرشح الحزب الوطني بمكبرات الصوت فرد عليه سعد السيد: هذا هو ما تريد أن تمنعنا منه؟!". وأكد محمود عوض مرشح الإخوان على مقعد الفئات أن الإخوان حريصون على الالتزام بالمطالبة بحقوقهم بطريقةٍ سلميةٍ على الرغم من التجاوزات التي قام بها الأمن ضدهم؛ بدايةً من الجولات التي مُنعت، حتى وصل الأمر إلى أن الجولات كانت تسير بعدد خمسة أفراد فقط ومعهم ما يقرب من 15 إلى 20 فردًا من رجال الأمن ما بين أمن الدولة وشرطة وغيرهما. وأضاف أنه مُنع من دخول اللجان لمتابعة سير العملية الانتخابية على الرغم من أنه حق دستوري لا خلاف عليه، وتهكَّم على منعه من دخول إحدى اللجان بحجة أنها لجنة سيدات قائلاً: "هو من إمتى الحكومة ماشية بالشرع عشان تمنعنا من دخول لجان السيدات؟!". وتساءل عوض: "هل الانتخابات والمنافسة بين مرشحي الإخوان ومرشحي الحزب الوطني؟! أم بين مرشحي الإخوان والداخلية؟! فالواضح أن الداخلية هي التي تنافس الإخوان وليس الحزب الوطني ومرشحوه"، مستنكرًا أن تكون هناك منافسة بهذه الطريقة الوحشية. واختتم المؤتمر بتأكيد المرشحين أنهم يعلمان جيدًا أن الانتخابات قد انتهت بالفعل، وأن الداخلية قد أنهتها بتقفيل الصناديق، إلا أنهما مستمران حتى النهاية، وسيحضران فرز الأصوات وإعلان النتائج. يُذكر أن الساعات الأولى للانتخابات شهدت اعتقال أكثر من 15 شخصًا ومنع مندوبي المرشحين من دخول اللجان ومباشرة عملهم، فضلاً عن عدم السماح للناخبين من دخول اللجان للإدلاء بأصواتهم. كما يعقد رجب البنا مرشح الإخوان المسلمين بدائرة بندر دسوق بمحافظة كفر الشيخ مؤتمرًا صحفيًّا أيضًا في الساعة الثانية عشرة ظهرًا أمام لجنة الزهراء؛ لإعلان الانتهاكات والتجاوزات التي تعرَّض لها مرشَّحوه ومندوبوه داخل اللجان.