رجحت الشرطة التركية وقوف تنظيم القاعدة وراء الهجوم على نقطة مراقبة خارج القنصلية الأميركية في إسطنبول وأسفر عن مقتل ثلاثة مهاجمين ومثلهم من أفراد الأمن فيما يتواصل البحث عن مهاجم رابع مفترض فر من المكان. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر أمني تركي طلب عدم ذكر اسمه اعتقاد الشرطة أن للمسلحين ارتباطا بتنظيم القاعدة، كما نقلت محطتا "سي أن أن ترك" و"أن تي في" عن مصادر الشرطة الاشتباه في انتماء المهاجمين للقاعدة وارتباطهم بأفغانستان مما يرجح أن يكون الهجوم مدبرا من القاعدة. وفي وقت لاحق ذكرت محطة "سي أن أن ترك" أن الشرطة اعتقلت اثنين في إسطنبول أحدهما شقيق لأحد المهاجمين الذين قتلوا. كما نسبت وكالة أنباء الأناضول إلى وزير الداخلية التركي بصير أتالاي قوله إن اثنين من المهاجمين القتلى لهما سجلات جنائية دون ذكر تفاصيل أخرى. تنديد ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم الذي أدانه كل من الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووصفاه بالإرهابي. وقال أردوغان في بيان "أشعر ببالغ الأسى لاستشهاد ضباط الشرطة الثلاثة في هجوم إرهابي"، أما الرئيس التركي فأدان هو الآخر الهجوم، وقال إن أنقرة "ستكافح حتى النهاية ضد من ينظمون تلك الهجمات والعقلية التي تقف وراءهم". يأتي ذلك فيما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك إنه لا يستطيع استبعاد أو تأكيد الشكوك في تورط القاعدة في الهجوم. ووصف السفير الأميركي لدى تركيا روس ويلسون الهجوم بأنه "عمل إرهابي واضح"، وطالب السلطات التركية بزيادة التحصينات الأمنية حول المقار الأميركية في البلاد. وقال ويلسون للصحفيين إن الهجوم استهدف المؤسسة الدبلوماسية الأميركية، وإن الذين فقدوا حياتهم فيه مواطنون أتراك، معربا عن حزنه جراء ذلك. وأكد الدبلوماسي الأميركي أن الحادث لن يثني الولاياتالمتحدة وتركيا عن مواصلة أعمالهما في محاربة ما أسماه الإرهاب. أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي فقال من العاصمة البلغارية صوفيا إنه لا يوجد أميركيون بين المصابين حيث أصيب شرطي ومدنيان كانا في موقع الحادث. تفاصيل من جانبها أكدت الشرطة التركية أنها تلاحق شخصا رابعا اشترك في الهجوم وفر بحافلته التي حمل فيها بقية المهاجمين. وكشف محافظ إسطنبول معمر غولر أن القتلى الثلاثة جميعهم أتراك. وأضاف "لدينا كل شيء مسجل على الكاميرا"، مشيرا إلى أن الشرطة تقوم الآن بدراسة الصور من الكاميرات الأمنية في المنطقة. وجرت مصادرة بنادق ومسدسات من موقع الهجوم الذي استمر نحو ثماني دقائق. وقال أحد شهود العيان إن المسلحين ترجلوا من حافلة بيضاء وفاجؤوا عناصر الشرطة الذين يتولون حراسة القنصلية، وأضاف "اقترب أحدهم من رجال الشرطة وهو يخفي مسدسه، قبل أن يطلق الرصاص على رأس أحدهم". وتم اتخاذ المزيد من الإجراءات عند السفارة الأميركية في أنقرة والقنصلية الأميركية في مدينة أضنة الجنوبية القريبة من قاعدة جوية تركية رئيسية تستخدمها عادة الطائرات الأميركية. وكان آخر هجوم على بعثة أجنبية في تركيا وقع في 2003 عندما تم تفجير سيارة مفخخة في القنصلية البريطانية وسط إسطنبول ومهاجمة بنك "أتش أس بي سي" البريطاني في الوقت ذاته، وقتل في الهجوم القنصل البريطاني. وقبل ذلك بخمسة أيام وقعت أربع هجمات على كنيسين في إسطنبول قتل فيهما نحو 60 شخصا.