شهدت مدينتي البصرة والكوفة العراقيتين أمس بعد صلاة الجمعة مظاهرات حاشدة أمس نظمها آلاف من العراقيين احتجاجًا على الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدةالأمريكية. ورفع المتظاهرون بعد صلاة الجمعة في المدينتين شعارات مناهضة للولايات المتحدة، وطالبوا بخروج القوات الأمريكية من العراق، مرددين هتافات ترفض الاتفاقية الأمنية مع واشنطن. وفي تطور أخر دعا عدد من النواب العراقيين الرئيس جلال الطالباني أمس الجمعة إلى الاعتذار على مصافحته وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك خلال مؤتمر عقد باليونان للاشتراكية الدولية قرب أثينا الثلاثاء حيث تصافحا. واتهم بعض النواب الطالباني بخرق القانون العراقي، وإن كان من غير الواضح ماذا يقول القانون عن إسرائيل. وقال النائب أحمد المسعودي -وهو من تيار الصدر- أنه أبلغ رئيس البرلمان أن المصافحة كانت صفعة على وجه الشعب العراقي. وأضاف أنه تلقى شكاوى كثيرة من عراقيين بشأن المصافحة، وأن بعض أعضاء البرلمان طالبوا بتقديم اعتذار بل إن البعض -على حد قوله- دعا الطالباني إلى الاستقالة. من جهته وصف علي الأديب وهو نائب بارز من حزب الدعوة الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء نوري المالكي، المصافحة بأنها غير مقبولة. وأضاف أن من المفترض بالرئيس أن يمثل السياسة العراقية مما يعني عدم الاعتراف بإسرائيل، وقال "يجب أن يعتذر". وكان الطالباني قد أصدر بيانا الثلاثاء يقول إنه التقى باراك بصفته ممثلا عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وليس باعتباره رئيس العراق، والكردستاني أحد حزبين كرديين رئيسيين في العراق. وعلى الصعيد الميداني ذكر مصدر في الشرطة العراقية أن مدنيَّين قتلا وأصيب ثمانية آخرون بجروح، الجمعة، جرَّاء انفجار عبوة لاصقة موضوعة في سيارة في منطقة اليرموك غربي بغداد. وأوضح المصدر أن عبوةً لاصقةً في سيارة انفجرت أمس قرب إحدى الأسواق في منطقة اليرموك غربي بغداد، وأسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثمانية آخرين بجروح، مضيفًا أن الانفجار تسبب في حدوث أضرار في عددٍ من السيارات وواجهات المحالّ القريبة من الحادث. وفي محافظة ديالى أعلن مصدر مطلع في قضاء المقدادية بالمحافظة أمس عن أن قوة خاصة أمريكية قامت بعملية إنزال جوي على منزل أحد الذين تتهمهم قوات الاحتلال بقيادة مجاميع خاصة مرتبطة بإيران؛ ما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة ثلاثة آخرين من العائلة نفسها. وأوضح أن عملية الاقتحام استُخدم فيها قنابل الدخان وبعض المتفجرات، مؤكدًا أن الشخص المتهم لم يكن موجودًا بالمنزل لحظة الاقتحام، وأن طفلة (8 سنوات) وطفل (سنتين) لقيا حتفهما من شدة الإصابة في الرأس أثناء نقلهما إلى المستشفى، فيما أُصيب طفل (عام واحد) إصابات متوسطة في أنحاء جسمه، وآخر عمره 7 أعوام إصابة متوسطة، وأمهم (35 سنة). وعلى صعيدٍ آخر استنكرت هيئة علماء المسلمين بالعراق جريمة قصف قوات الاحتلال منازل سكنية في منطقة حي العامل بقنابل عنقودية أسفر عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين من عائلة واحدة، وكذلك الاعتقالات في قرية الجميلات بالمقدادية. وحمَّلت الهيئةُ الاحتلالَ والحكومة الحالية المسئولية الكاملة عن هذه الجرائم التي امتلأت سجلاتها بمثيلاتها من الجرائم. وأكدت الهيئة في بيانها أن قوات الاحتلال الأمريكي ما تزال تواصل مسلسلها الإجرامي بقتل العراقيين بدم بارد، وتنتهك أبسط حقوقهم بالعيش في أمان واستقرار، مشيرةً إلى أنها تتعجب من تعالي تصريحات المسئولين عن قرب التوصل إلى اتفاق أمني طويل الأمد يشرِّع للاحتلال ما يقوم به من جرائم يندى لها جبين الشرفاء. وعلى الصعيد السياسي قال طارق الهاشمي الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي ونائب رئيس الجمهورية: "إن هناك حاجةً وطنيةً وضغطًا جماهيريًّا حقيقيًّا لعودة جبهة التوافق العراقية إلى الحكومة، وهناك عمل سياسي فيه أخذ وعطاء، وقد وصلنا إلى اتفاق مع الحكومة نأمل أن نبنيَ عليه مستقبلاً جديدًا". وأضاف: "إن جبهة التوافق العراقية تأمل في المستقبل القريب أن تتقدم بوزراء بعضهم شيعة وبعضهم الآخر مسيحيون، وهذه المسألة محل دراسة في الجبهة من أجل كسر الحواجز الطائفية والعرقية التي بنيت منذ عام 2003م وما زالت سارية حتى اليوم". وأوضح الهاشمي أن الكيانات السياسية سوف يكون من الصعب عليها أن تسوّق برامجَ انتخابية مبنية على أساس طائفي، كما أنه من الصعوبة جدًّا أن تحظى الكيانات السياسية بالكثير من الأصوات إذا تقدّمت في الانتخابات القادمة بصيغتها التركيبية الحالية، مؤكدًا إن جبهة التوافق لا يوجد في عرفها برنامج سياسي طائفي. وأشار إلى أن العراق سيشهد تحالفات في الأيام القادمة وتغيرًا في التركيبة السياسية، وحتى هذه اللحظة هناك ملامح للتغيير وهناك استقطاب لمَن هم داخل الحكومة وخارجها.