أعلنت الإدارة التعليمية في واحدة من أهم المقاطعات في مجال التعليم المدرسي الأمريكي أنها تقوم بإعادة النظر في تجديد عقد إيجارها للمبنى الذي تشغله مدرسة إسلامية سعودية منذ 20 عامًا، متراجعةً بذلك عن موقفها السابق الداعم للمدرسة، بعد حملةٍ قويةٍ من متشدِّدين دينيين أمريكيين ونشطاء في حركة الصهيونية المعاصرة. وتراجعت الإدارة التعليمية لمقاطعة فيرفاكس التي تقع بها الأكاديمية الإسلامية السعودية بولاية فرجينيا الأمريكية عن عزمها تجديد عقد إيجار المبنى الذي تقع به الأكاديمية السعودية وفوَّضت الأمر إلى وزارة الخارجية الأمريكية، متراجعةً بذلك عن موقفها الداعم للمدرسة السعودية، وذلك تحت ضغوط قوية من عدد صغير من المنظمات الدينية الأمريكية والمنظمات المنتمية للحركة الصهيونية المعاصرة الناشطة في محاربة الوجود الإسلامي والعربي في الولاياتالمتحدة؛ حيث أرسلت الإدارة التعليمية في المقاطعة خطابًا إلى وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس تستشير فيه الوزارة في إلغاء عقد إيجار المدرسة الذي حان موعد تجديده. وتشغل الأكاديمية السعودية موقعها في فيرفاكس منذ عام 1988م؛ حيث تدفع إيجارًا سنويًّا قدره 2 مليون دولار، ويلجأ الكثير من المسلمين في شمال ولاية فرجينيا إلى المدرسة لتعليم أولادهم العربية والدين الإسلامي، وتلقى المدرسة شعبيةً جارفةً بينهم؛ رغم أنها تكلِّف الآباء 5 آلاف دولار سنويًّا لتعليم أولادهم خصوصًا من غير السعوديين ممن لا تقدم لهم دولهم الأصلية أية بدائل لتعليم العربية أو الدين الإسلامي. وكان مجلس المشرفين التابع لمقاطعة فيرفاكس قد قام في 19 مايو بتجديد إيجار المدرسة بعد جلسة عامة، لكنها تراجعت عن ذلك بعد تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية التي قالت فيه إنها كشفت عن وجود مقاطع تشجِّع على التطرف والإرهاب في 17 كتابًا من كتب الأكاديمية. وجاء في خطاب المقاطعة: "إن مقاطعة فيرفاكس باعتبارها هيئةً حكوميةً محليةً، فإنها لا تستطيع أن تقرر ما إذا كانت الكتب المدرسية المكتوبة بالعربية تحتوي على صياغة تشجع على العنف أو التعصب، أو أشياء أخرى معادية بالنسبة للمصالح الأمريكية". وقال جيرالد كونولي مدير الإدارة التعليمية في فيرفاكس في الخطاب: "إن المقاطعة ببساطة لا توظف اللغويين والعلماء المطلوبين للفصل في هذا، والأهم من ذلك أن هذا الجهد يتجاوز مدى ومسئولية الحكومة المحلية". لكن متحدثة باسم الأكاديمية السعودية قالت إن الأكاديمية ليس لديها علم بإعادة تفكير الإدارة التعليمية في المقاطعة بشأن تجديد إيجار الأكاديمية، مضيفةً أن الأكاديمية ترغب في الانتظار والاستماع إلى وزارة الخارجية. وتقول الأكاديمية إنها قامت بتسليم جميع كتبها المدرسية للحكومة الأمريكية بغرض مراجعتها بعد الاتهامات المتوالية ضدها من منظمات اليمين الديني الأمريكية وبعض الكنائس ذات الطابع السياسي والناشطة في مجال التنصير بترويج التعصب في كتبها المدرسية. وتتزامن الجولة الجديدة التي تخوضها الأكاديمية الإسلامية السعودية في الحملة الموجهة ضدها مع تقرير صدر عن اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية؛ دعا وزارة الخارجية الأمريكية إلى إغلاق "الأكاديمية الإسلامية السعودية" بولاية فرجينيا الأمريكية وإلزامها بإتاحة مناهجها للمراجعة. وتتهم اللجنة وهي هيئة أمريكية شبه حكومية مرتبطة باليمين الديني الأمريكي المناهجَ السعوديةَ التي يتم تدريسها في الأكاديمية الإسلامية السعودية بترويج "التعصب الديني والعنف المبني على الدين". كما حذرت منظمة "كامبوس ووتش" (مراقبة حرم الجامعات) التي تلاحق المدارس العربية والإسلامية وأساتذة الجامعة المنتقدين للكيان الصهيوني من أن المدارس الإسلامية في أمريكا تروِّج لما وصفته ب"الجهاد الناعم". ودعت المنظمة إلى الحدِّ من تأثير المملكة العربية السعودية في المناهج التي يتم تدريسها في المدارس العربية والإسلامية في أمريكا، معتبرةً أن "الأموال السعودية والنفوذ السعودي جزء من المشكلة" لكونها تساهم في ترويج "الوهابية".