يبدو أن قوات الاحتلال الصهيوني فشلت في تركيع المقاومة غزة، فاستأسدت على أهلها من المدنيين العزل، فقد قامت تلك القوات فجر اليوم الخميس (29/5) بالتوغل في منطقة "الفرطة" شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة وسط إطلاق نار كثيف مصحوبة بعدد من الجرافات والتي شرعت بتجريف أراضي المواطنين والمزارعين في المنطقة، واختطفت أكثر من سبعين مواطناً من بينهم نساء ورجال وشيوخ وعجائز، وعاثت خراباً ودماراً في المنطقة المذكورة من بينهم صحفيون وإعلاميون، وقامت قوات الاحتلال بتجميع المواطنين في مكان واحد شرق بيت حانون ومن ثم اقتادتهم إلى جهة غير معلومة داخل الأراضي المحتلة سنة 1948. حماس تستنكر.. وتتوعد وقد استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تلك الجريمة الصهيونية النكراء، مؤكدة أن العدو لن ينعم بالأمن ما لم ينعم به أهل غزة، ومتوعدة برد قاس على تجاوزات الاحتلال في غزة. واعتبرت الحركة في بيان صادر عنها، نشره المركز الفلسطيني للإعلام، إقدام العدو الصهيوني على تجريف مناطق زراعية واسعة واختطاف عشرات المدنيين شرق بيت حانون دليل "يعبّر عن تخبطه وفشله وضعفه أمام تنظيم المقاومة وقوتها. ودعت مؤسسات حقوق الإنسان الدولية والعالمية إلى "لجم العدو الصهيوني وتوفير حماية للصحفيين والإعلاميين ومنحهم الصلاحيات الكاملة لممارسة عملهم الميداني والإعلامي، لأن العدو الصهيوني يلاحق ويستهدف الصحفيين ووكالات الأنباء بصورة مباشرة، وآخرهم مصور وكالة أنباء رامتان، بصورة تتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية". وقالت "حماس": "إن استمرار العدو الصهيوني في إحكام الحصار ومواصلة العدوان المنظم على أبناء شعبنا في قطاع غزة يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن العدو الصهيوني يتمتع بعقلية لا تعرف معنى للهدوء والاستقرار، ولا يفهم إلا لغة المقاومة والقوة، وبالتالي لن ينعم العدو الصهيوني بالأمن والأمان في أماكن تواجده حتى ينعم أهلنا في قطاع غزة بالأمن والأمان ورفع الحصار ووقف العدوان". أولمرت "المفضوح".. يهدد غزة!! من جهته، وفي محاولة منه للتغطية على فضائح الفساد المالي التي تلاحقه، توعَّد رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني إيهود أولمرت قطاعَ غزة بما وصفه "حسمًا قريبًا"، وذلك خلال لقائه رؤساء سبعة مجالس محلية لمدن وبلديات محتلة عام 48، تقع في محيط قطاع غزة وبالقرب منه. وقال أولمرت خلال الاجتماع المذكور إن أمر قطاع غزة سيتم حسمُه قريبًا جدًّا، وإنه "لم يعد يقبل وضعًا يخشى فيه أطفال البلدات القريبة من غزة الخروج من منازلها"، على حد تعبيره. ووصف المراقبون تصريحات أولمرت بأنها هروبٌ إلى الأمام ومحاولةٌ للظهور كمن يسيطر على أمور ما يُسمَّى (دولة إسرائيل) ويدير شئونها، لا سيما بعد الفضائح المالية التي تلاحقه حاليًا والتي جعلت وزير دفاع الكيان الصهيوني "إيهود باراك" يطالبه بالاستقاله الفورية، ويبدو ان الرجل لا يصدق ما حدث فدفعه "اهتزازه النفسي" إلى إعادة إطلاق تهديداته ضد قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية الباسلة!! حصار غزة.. ثمار مرة من ناحية أخرى، لا يزال أهالي قطاع غزة يعضون على الجراح ويرفضون الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني رغم الحصار الخانق الذي يحصد أرواحهم يوميًا، كان أحدثها أرواح سبعة من المرضى الفلسطينيين، بينهم أربعة رضع، خلال أقل من ثمانية وأربعين ساعة، وهو الأمر الذي يرفع عدد ضحايا الحصار المفروض منذ نحو أحد عشر شهراً إلى 170 شهيداً. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، الأربعاء (28/5)، عن وفاة الرضيعة سجى الفرا بسبب نقص الدواء جراء الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة، بعد يومين فقط من وفاة شقيقتيها الرضيعتين فايزة وسجود. وقد توفيت الاثنين (26/5)، الرضيعتين فايزة وسجود الفرا البالغتين من العمر أسبوع واحد في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، بسبب نقص جرعة دوائية من مادة "السيرفكتانت". بينما توفي رضيع وشاب فلسطيني جراء نقص الأدوية ومنعهما من السفر للخارج بسبب الحصار الصهيوني المفروض على القطاع منذ نحو عام. وأوضحت المصادر الطبية أن الرضيع بشير حمو البالغ من العمر شهرين فقط، والشاب جهاد علي البالغ من العمر (20 عاماً) والذي كان يعاني من مرض السرطان، توفيا نتيجة نقص الدواء بعد تدهور حالتهما الصحية ومنعهما من السفر لتلقي العلاج اللازم. ويتهدد خطر الموت المئات من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج، نتيجة الحصار المشدد، وإغلاق كافة معابر القطاع منذ 11 شهراً. مسلحو فتح.. ورجوع إلى الحق وفي انتصار ضمني آخر لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أصدر عدد كبير من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "فتح" وعملاء السلطة الفلسطينية الهاربين من قطاع غزة بعد الحسم العسكري الذي نفذته "حماس" هناك، بيانًا أكدوا فيه أنهم مستعدون للمثول أمام القضاء وطلبوا من حماس وأهالي الشهداء الذين سقطوا بأيديهم في غزة العفو والسماح، معترفين بأنه تم التغرير بهم بواسطة مجموعة من عملاء "فتح" أثناء وجودهم في غزة تحت دعاوى الوطنية وحماية حركة "فتح" من إرهابيي "حماس" ولكنهم اكتشفوا أنهم كانوا يحمون أشخاصًا بأعينهم أصحاب مصالح خاصة وأجندات خارجية، تركوهم وحدهم وسط المحنة". وقال الهاربون إلى الضفة الغربية في بيان صحفي نشره المركز الفلسطيي للإعلام: "أنهم أبناء الأجهزة الأمنية وأبناء حركة "فتح" الذين غادروا قطاع غزة بعد عملية الحسم العسكري التي قامت به حركة "حماس"، لم نر بداً من الحديث عما نعاني منه منذ قدومنا إلى أراضي الضفة الغربية، كنا نظن أننا سنكون بين أهلنا وأحبائنا، وأبناء تنظيمنا وقياداتنا وأنهم سيعاملوننا معاملة الأبطال ويرفعوننا فوق رؤوسهم عالياً". وأضاف البيان: "ولكن ما وجدناه لم نكن نحسب له حساب فقد وجدنا الظلم، والحرمان، والتجريح، والاتهامات بالخيانة، والإهانة، والشتائم من قبل قيادات حركة "فتح" المتواجدين في الضفة الغربية والمتنفذين في السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية"، موضحين أنهم حرموا من أبسط حقوقهم، وأنهم تركوا يتسولون المال مذلولين أمام أبواب وزراء "حكومة" فياض (غير الشرعية). ومضى البيان قائلاً: "لقد غرر بنا ونحن في غزة من قبل قيادات حركة "فتح"، ومن قبل قيادات الأجهزة الأمنية، لقد أعموا أعيننا بالمال والمناصب، ولقد غرروا بنا بوطنيتهم المزعومة فكانوا يوهمونا بأننا نحمي المشروع الوطني ونحمي حركة "فتح" والسلطة، وفي ختام بيانهم أعرب الهاربون، عن ندمهم الشديد لما صدر منهم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ولحركتهم "فتح"، التي تعرضت للتشويه من قبل القيادات المأجورة التي دمرت حركة فتح وسلبت منجزاتها" على حد ذكر البيان. وطالبوا بالعفو من أهالي الضحايا الذين كانوا سبباًَ في معاناتهم ومعاناة أبنائهم، مؤكدين استعدادهم للرجوع إلى غزة والمثول أمام القضاء: "والوقوف أمام شعبنا لنعترف بخطيئتنا لأننا متأكدون أن شعبنا لن يظلمنا كما ظلمتنا حركة "فتح" وقيادات الأجهزة الأمنية".