نيويورك تايمز: أمريكا في حاجة إلى خطة خروج منظم من العراق

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الإدارة الأمريكية في حاجة إلى إستراتيجية واضحة للخروج من النفق العراقي المظلم, مؤكدة أن من يرغب في وظيفة بوش عليه أن يصرّ على التعاطي الآن مع هذه المشكلات.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يتمكن من أن يعيش مع الخطأ الذي ارتكبه عندما تكلم عن "إنجاز المهمة" في العراق.
وأكدت أن المهمة الوحيدة التي ينبغي إنجازها الآن هي الخروج المنظم من العراق, وهو ما لم يقر به بوش حتى الآن، ولا حتى المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين.
وأشارت إلى أن الأمر يبدو مضللاً للغاية خلال مضي بوش في حربه على العراق التي تكلفت ما يقارب 526 مليار دولار, لذلك فحري بالمترشحين الديمقراطيين باراك أوباما وهيلاري كلينتون إحياء النقاش بشأن العراق، وممارسة الضغط على البيت الأبيض للخروج من نفق الحرب المظلم.
وقالت الصحيفة: هناك أمور على بوش أن يقوم بها لمنح خليفته فرصة لاحتواء الوضع الفوضوي الذي قد ينشأ في قواته بعد الانسحاب من العراق؛ منها الإدراك بأن العراق ما زال مكانًا خطيرًا على القوات الأمريكية، إضافة إلى إطلاع الشعب الأمريكي على برامج التدريب والتمويل والأسباب الحقيقية التي تفت في عضد الجنود الأمريكيين وتبقيهم ضعفاء.
وانتقدت الصحيفة كذلك الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية لعدم وجود إستراتيجية تتعاطى مع أكثر من أربعة ملايين نازح عراقي اضطروا لهجر منازلهم، منهم أكثر من 2.7 مليون نازح في الداخل، ومليون ونصف المليون أو أكثر لاجئين في سوريا والأردن.
من جانب آخر، طالب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس كبار قادة الجيش بحث الجنود العائدين من المعارك في العراق وأفغانستان على الاستفادة من برامج المساعدة النفسية لمحاولة احتواء الآثار غير المرئية للحرب.
فبعد تزايد الحقائق والدلائل التي تؤكد حجم الكارثة التي يعاني منها الجيش الأمريكي على صعيد الإصابات النفسية والدماغية التي سببها القتال في العراق وأفغانستان؛ بدأ جيتس يحاول كسر الحاجز الذي يمنع الجنود العائدين من هذين البلدين من السعي للعلاج من الاضطرابات النفسية التي تصيبهم بسبب انخراطهم في عمليات قتالية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي: "لن نطالب الجنود بعد الآن بالإقرار بحصولهم على علاج لمشاكل نفسية ناتجة عن مشاركتهم في القتال إن كانوا يريدون التقدم للحصول على تراخيص أمنية، وهذا التوجه قررناه بعد أن تأكدنا من أن هذه النقطة تعتبر من المعوقات الكبيرة أمام استفادة جنودنا من برامج التأهيل".