لا يستطيع أن يعرف قيمة وقدر النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلا الفلاسفة والأدباء والمؤرخون والعظماء, فالتأثير الذى أحدثه محمد فى العالم لم يستطع أن يحدثه أى بشر قبله أو بعده , فمن هم أتباع نابليون؟ وأين هم المعجبون بغاندى؟ وهل هناك أحد على استعداد أن يضحى بنفسه وأهله وماله من أجل بوذا أو كونفيشيوس أو زرادشت؟ أين نيتشة وهايدجر وغيرهما من الفلاسفة فى خارطة التأثير العالمى؟ وهل هناك كتاب يتلى ليل نهار فى كل أنحاء العالم كما يتلى القرآن الذى أنزل على محمد؟ وهل هناك تعاليم أنجزت كل هذا الصرح الحضارى الباهر والذى أخرج العالم من الهمجية والبربرية والخرافة, ومهد لعصر التنوير والنهضة والتقدم العلمى إلا التعاليم التى جاء بها محمد؟وهل هناك أمة تعرضت لكل أنواع حروب الإبادة والحصار عبر التاريخ, ومع ذلك ظلت صامدة عنيدة لا تنحنى إلا أمة محمد؟ أى دين هذا الذى ينتشر بسرعة مذهلة رغم ضعف أتباعه ورغم كل محاولات التشويه له والتخويف منه؟ حقا وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. لامارتين ونبى الإسلام لامارتين الأديب والمؤرخ الفرنسى الكبير: A propos du Prophète de l'Islam (Mohammad) « Jamais homme ne se proposa volontairement où involontairement un but plus sublime puisque ce but était surhumain : saper les superstitions interposées entre la créature et le Créateur, rendre Dieu à l'homme et l'homme à Dieu, restaurer l'idée rationnelle et sainte de la divinité dans cechaos de dieux matériels et défigurés de l'idolâtrie. لا يمكن لرجل أن يعتزم طوعا أو كرها الوصول إلى هدف أسمى من ذلك الهدف الذى يتجاوز طاقة البشر : تقويض الخرافة التى تحول بين الخالق والمخلوق , والعمل على استعادة علاقة الرب والإنسان , والإنسان والرب, واسترجاع الفكرة العقلانية المقدسة لمقام الألوهية وسط هذه الفوضى من الآلهة المتعددة المشوهة فى الديانات الوثنية. Jamais homme n'accomplit en moins de temps une si immense et durable révolution dans le monde, puisque moins de deux siècles après sa prédication, l'Islamisme, prêché et armé, régnait sur les trois Arabies, conquérait à l'unité de Dieu, la Perse, le Korassan, la Transoxiane, l'Inde Occidentale, la Syrie, l'Egypte, l'Ethiopie, tout le continent connu de l'Afrique septentrionale, plusieurs îles de la Méditerranée, l'Espagne et une partie de la Gaule. لا يمكن لرجل أن يحقق فى أقل وقت مثل هذه الثورة الهائلة والمستمرة فى العالم , وفى أقل من قرنين من الزمان بعد بدء دعوته, فاستطاع الإسلام ومن خلال دعوة التوحديد و بالقليل من البشر والعتاد أن يبسط نفوذه على شبه الجزيرة العربية, وبلاد فارس و خراسان وماوراء النهر الغربية وسوريا ومصر وأثيوبيا وكل شمال إفريقيا وبعض جزر البحر المتوسط وشبه جزيرة أيبيريا وأجزاء من فرنسا (القديمة). Si la grandeur du dessein, la petitesse des moyens, l'immensité du résultat sont les trois mesures du génie de l'homme, qui osera comparer humainement un grand homme de l'histoire moderne à Mahomet (1) ? فإذا كانت عظمة الهدف , وأقل الإمكانيات , وأضخم النتائج هى المعايير الثلاثة التى تحدد عبقرية الرجال , فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن على مدار التاريخ أحدا بمحمد؟