كشف التلفزيون الإسرائيلي ليلة الأحد/الإثنين أن سلاح الجو الإسرائيلي والأمريكي أجريا مؤخرا تدريبات مشتركة في صحراء النقب؛ استعدادا لعمل عسكري مرتقب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه لا ينوي مهاجمة إيران قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير المقبل، وأنه سينصح خليفته بما يجب إتباعه مع طهران. وتتهم الولاياتالمتحدة وقوى أخرى غربية إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، بينما تكرر الأخيرة أن برنامجها النووي سلمي يستهدف إنتاج الطاقة الكهربائية، وتتهم بدورها إسرائيل بتضخيم شكوك الغرب حول البرنامج النووي الإيراني؛ لصرف الأنظار عن ترسانتها النووية الضخمة غير الخاضعة للرقابة. وقال التلفزيون الإسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي: "إن طائرات حربية إسرائيلية وأمريكية تدربت على قصف نماذج للمنشآت النووية الإيرانية تمت إقامتها في منطقة (تسيئيليم) وسط صحراء النقب". وهي المنطقة التي تستخدم عادة للتدريبات العسكرية. ورفض المصدر تأكيد ما إذا كانت هذه التدريبات تأتي بعد اتخاذ قرار نهائي بضرب إيران، أم أنها استعداد لاتخاذ مثل هذا القرار. وقال عوفر شيلح المعلق البارز لكل من صحيفة "معاريف" الإسرائيلية والقناة العاشرة: "إن هناك الكثير من المؤشرات على أن المناورة العسكرية الأكبر في تاريخ إسرائيل، والتي أجرتها الأسبوع الماضي على الحدود اللبنانية، تأتي في سياق تحرك إسرائيلي/أمريكي عسكري ضد إيران". ونوه شيلح إلى أن قرار الحكومة بتوزيع الكمامات الواقية من تأثير الأسلحة غير التقليدية على جميع الإسرائيليين يجيء تحسبا لإمكانية استخدام إيران أسلحة غير تقليدية كرد على استهداف إسرائيلي/أمريكي. ويعزز أيضا من احتمالات هذه الضربة -بحسب المعلق الإسرائيلي- تحرك حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لينكولن هذا الأسبوع من قاعدتها في واشنطن باتجاه الخليج العربي. وقال شيلح: إن التاريخ الذي يتم تداوله لشن الحرب على إيران هو أكتوبر القادم، مضيفا أنه "استنادا إلى مصادر أمريكية وإسرائيلية (خاصة به) فإن العمل العسكري ضد إيران سيتضمن على الأرجح أيضا عملية غزو برية". اتصالات مستمرة من ناحية ثانية، نوهت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن كلا من يورام طوربوفيتش مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وشاؤول تورجمان مستشاره السياسي، لا يتواجدان تقريبا في إسرائيل في الآونة الأخيرة، حيث يمكثان في واشنطن لتنسيق الاتصالات مع واشنطن بشأن طبيعة التحرك ضد إيران. وذكرت الإذاعة العبرية أن ممثلية جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) في واشنطن تواصل تزويد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بالمعلومات حول المشروع النووي الإيراني. وأكدت الإذاعة أن أكثر ما يبرز رضا إسرائيل بشأن مخططات إدارة بوش تجاه إيران هو إجماع أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك، وزعيم المعارضة اليمينية بنيامين نتنياهو، على الإشادة ب"تصميم الرئيس بوش على إراحة العالم من التهديد الإيراني قبل أن يترك كرسي الرئاسة". دعم فرص ماكين وذهبت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن تأخير الضربة المرتقبة لإيران إلى ما قبل إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل يستهدف تعزيز فرص المرشح الجمهوري جون ماكين. وذكرت "معاريف" أن الجمهوريين سيعمدون إلى تقديم المرشح الديمقراطي المرتقب للرئاسة باراك أوباما ك"هاوي سياسة ذي نزعات سلمية خطيرة على الأمن الشخصي للأمريكيين والأمن القومي للولايات المتحدة". وصرح أوباما أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية بأنه "يفضل الحوار مع إيران بدلا من التصعيد العسكري ضدها". ويوم الجمعة الماضي أعلن الرئيس بوش أنه لا ينوي مهاجمة إيران قبل مغادرته البيت الأبيض، وأنه سينصح خليفته بالنسبة للطريقة التي يجب اتباعها في التعامل مع طهران. كما استبعد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس حدوث مواجهة بين واشنطنوطهران، وقال: "إن فرص حدوث ذلك منخفضة للغاية". وتؤكد وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حرص كل من المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين على نفي وجود مخططات لمهاجمة إيران يستهدف حرمان طهران من اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لتقليص آثار تلك الضربة.