أشارت صحيفة الفايننشال تايمز أن الحصار الذي فرضته أمريكا والكيان الصهيوني بتعاون دولي علي قطاع غزة الذي سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في (يونيو) العام الماضي وان ادي الي انهيار اقتصادي في القطاع إلا انه رفع أسهم الحركة التي املت امريكا واسرائيل ان تسقط وتتراجع شعبيتها. ومع ان حملة الشتاء الساخن التي قامت بها الكيان الصهيوني أدت لمقتل المئات من المدنيين وجرح المئات أيضا إلا أن شعبية الحركة ارتفعت في الضفة الغربية وقطاع غزة التي تسيطر عليها السلطة الوطنية وتشهد يوميا انتهاكات اسرائيلية. وقالت الصحيفة إن حملات الكيان الصهيوني ضد الحركة لم تؤد إلي إضعاف سلطة الحركة. وبحسب محللين فلسطينيين ودوليين فالحركة تمسك بزمام الأمور اليوم أكثر مما كان عليه الوضع في الماضي. وتنقل الصحيفة عن محلل فلسطيني في جامعة الأزهر قوله إن الحصار والمقاطعة الصهيونية ارتدا بآثار عكسية. وأضاف قائلا انه يستطيع القول بثقة إن حماس خرجت من الحصار والمقاطعة منتصرة وأصبحت أكثر قوة بالنسبة للمعدات والأفراد أكثر مما كانت عليه قبل تسعة اشهر. وأشار تقرير لمنظمة الأزمات الدولية في بروكسل أن سيطرة حماس علي القطاع أدت إلي خلق حالة من الفراغ قامت الحركة بملئه. وأكد أكاديمي فلسطيني في جامعة بيرزيت قوله إن خطة الكيان الصهيوني لإضعاف حماس والقضاء عليها كانت فاشلة منذ البداية، فالإجراءات العسكرية القاسية التي استخدمتها الكيان الصهيوني وتصريحات مسئولين في حكومة اولمرت بتحويل غزة لمحرقة أدت إلي حشد الرأي العام الفلسطيني حول حماس التي قامت بالتصدي بشجاعة للهجمات الصهيونية. ويعتقد الباحث الفلسطيني علي الجرباوي الذي نقلت عنه الصحيفة أن حماس ليست منظمة سياسية فحسب بل هي حركة متجذرة اجتماعيا. واظهر استطلاع في الأراضي الفلسطينية أجراه المركز الفلسطيني للسياسات، ان حماس ستربح 35 بالمئة من الأصوات لو عقدت الانتخابات الآن، أي بارتفاع ثلاثة بالمئة عن النسبة التي سجلت نهاية العام الماضي. ومع أن حركة فتح لا تزال تتمتع بشعبية أكثر من حماس إلا أن تقدمها قل بثماني عشرة نقطة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ويعتقد محللون ان حماس وقوتها جاءت علي حساب ضعف السلطة الوطنية وعدم التقدم في العملية السلمية التي يدافع عنها الرئيس محمود عباس وسلطته الوطنية. وتقول الصحيفة ان الحركة قد تستخدم الآن وضعها لتعزيز قوتها مع تغير جديد في عامل الصراع بين فتح وحماس وهي حالة الأمن الجديدة حيث يقول السكان انه قبل أن تحسم حماس الوضع لم يكن يمر يوم دون أي نزاع وعمليات اختطاف وخلافات دموية بين العشائر. وكان وفد من حركتي فتح وحماس قد وقعا يوم الأحد اتفاقا اختلف كل طرف بتفسيره وتم برعاية يمنية ووقع بحضور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلا أن فتح عادت للتنصل منه. ولام ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي في زيارة خاطفة له لرام الله حركة حماس وهجماتها علي الكيان الصهيوني بقتل أمل ولادة دولة فلسطينية. وأشارت صحيفة الاندبندنت في تقرير لها كتبه مراسلها في القدس إلي خلافات الحركتين في تفسير وثيقة صنعاء، حيث دعا مسئولون في السلطة حماس إلي تنفيذ بنود الاتفاق قبل الحوار فيما تصر حماس أن الاتفاق هو إطار للحوار وليس للتنفيذ. وعلق محللون علي قيمة الاتفاق الرمزية وليس العملية إذ اظهر استعدادا لدي الطرفين للحوار والتفاوض، فيما تفاوتت آراء الشارع في غزة بين من يري انه خطوة ضرورية وآخرين يرون انه لن ينهي الخلافات.