اقترب سياسي مسلم من الفوز بعضوية الكونجرس الأمريكي بعد فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر المقبل. وقالت صحيفة "ذا مينيسوتا ديلي" الأمريكية يوم أمس الأربعاء: إن كيث إليسون صار قاب قوسين من دخول مجلس النواب، وإنه قد يصبح أول أمريكي مسلم يصل إلى هذا المنصب التشريعي. وعقب فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي مؤخرا، قال إليسون: "التف الناخبون من مختلف الديانات والألوان حول أجندة سياسية تضع المواطنين ومشكلاتهم على رأس أولوياتها". وأضاف إليسون: "يجب أن يكون السلام هو المبدأ الأساسي الذي تسير أمتنا في إطاره.. والآن سوف نحتفل سويا بهذا الانتصار". وتوقعت الصحيفة أن يحقق إليسون انتصارا ساحقا على مرشح الحزب الجمهوري ألان فاين في معركة انتخابات التجديد النصفي، مرجعة هذا التوقع إلى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها، وإلى مواقفه السياسية التي تنسجم مع مواقف قطاع عريض من الأمريكيين.
وقال إليسون (43 عاما)، وهو محام متخصص في القضايا الجنائية: "أنا فخور بكوني مسلما، ولكنني لا أخوض هذه المعركة الانتخابية باعتباري مرشحا مسلما.. بل أخوضها كمرشح يؤمن بالسلام ويسعى إلى إعادة الجنود الأمريكيين من العراق".
واستطرد بقوله: "أخوص هذه الانتخابات لتوسيع مظلة الرعاية الصحية، وزيادة الحد الأدنى من الأجور".
وأشارت "ذا مينيسوتا ديلي" إلى أن الكثير من الناخبين يعتبرون إليسون من المسلمين التقدميين. ونقلت الصحيفة قول أستاذ العلوم السياسية، شيز قاسم: "منحت صوتي لإليسون الذي أحترمه بشدة لكونه من المعارضين للحرب على العراق منذ بدايتها" في مارس 2003.
جوستن هنري، وهو أيضا أستاذ في العلوم السياسية قال: إنه صوت لصالح إليسون بالرغم من كونه مرشحا مسلما، وذلك لأنه يتفق معه في رفض الحرب على العراق. وأضاف أنه اختار إليسون أيضا لبرنامجه فيما يتعلق بالرعاية الصحية وبالحفاظ على البيئة.
وبدوره قال مدير حملة إليسون الانتخابية، جيم لينفيلدر: إن "نجاح كيث يعود إلى قدرته على اختراق كل الحدود والتواصل مع قاعدة الناخبين".
ورأت الصحيفة أن الانتصار الذي حققه إليسون في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي يعود إلى برنامجه السياسي الذي يركز في جوهره على السلام.
وتوقعت استطلاعات رأي حديثة أن يفقد الحزب الجمهوري الأغلبية في الكونجرس بغرفتيه (الشيوخ والنواب) جراء تصاعد الأصوات المعارضة للحرب على العراق.
ورجح محللون سياسيون في تصريحات لرويترز أن يسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب، وأن يحصدوا عددا أكبر من مقاعد مجلس الشيوخ.
وعزا هؤلاء المحللون ما ذهبوا إليه إلى موقف الديمقراطيين الرافض للحرب على العراق بما يتناغم مع موقف الرأي العام الأمريكي، بالإضافة إلى عدم رضا الكثير من الأمريكيين عن أداء إدارة الرئيس جورج بوش في تعاملها مع القضايا الداخلية، مثل ارتفاع أسعار النفط وأثرها على معدل النمو الاقتصادي.
يذكر أن عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي البارز جوزيف ليبرمان، الذي احتفظ بمقعده لثلاث فترات متوالية، مني هزيمة مدوية في الانتخابات التمهيدية للحزب بولاية كونيكتكت جراء موقفه المؤيد للحرب على العراق، وعلاقته الوطيدة بالرئيس بوش.