أعلنت سلطة الطاقة في قطاع غزة توقف محطة توليد الكهرباء في غزة كلياً عن العمل بسبب عدم وجود وقود صناعي، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن معظم مناطق القطاع.وقال نائب رئيس سلطة الطاقة التابعة للحكومة، فتحي الشيخ خليل ان المحطة ، تم ايقافها صباح الجمعة بسبب عدم توافر الوقود الصناعي اللازم". وأوضح خليل إن غالبية سكان قطاع غزة من دون كهرباء، مناشداً الجهات الدولية التدخل لتوفير الوقود لحل الازمة، مضيفاً: "تم توقيف المولدات الاربعة كلياً بالتدريج، وكان آخرها صباح (الجمعة) في السادسة والنصف، وبالتالي غالبية مناطق القطاع بلا كهرباء الى حين توافر الوقود الصناعي"؛ وأن المحطة بحاجة الى 600 ألف ليتر يومياً لتغطية المولدات الاربعة، والعمل بكامل طاقتها الانتاجية". ذكر الحاج أبو محمد ناجي (54 عاماً) أن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في إلغاء التزاماته خارج المنزل، مضيفاً: "أعيش في برج سكني بشقة على الطابق التاسع، كيف لي أن أصعد درجات السلم مشياً على الأقدام؟"، متابعاً: "انقطاع التيار أدى إلى توقف المصعد الكهربائي عن العمل بشكل تسبب في توقف أعمالنا خارج المنزل لنا نحن الكبار في السن". وذكر أنه بات يوازي بين أعماله وموعد انقطاع التيار الكهربائي ووصله، مشيراً إلى أنه ينهي أعماله خارج المنزل قبل انقطاع التيار الكهربائي في منطقة سكنه كي يحالفه الحظ ويصعد إلى شقته عبر المصعد. وتتحايل أم حسام (36 عاماً) على أطفالها كي يخلدوا إلى النوم في ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى حين وصل التيار من جديد بعد منتصف الليل، وذلك كي يذاكروا دروسهم بشكل جيد على أضواء الكهرباء. وبيّنت أم حسام أن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى تراجع مستوى الفهم لدى أبنائها في ساعات الدوام المدرسي في النهار، بسبب اضطراب مواعيد نومهم. وأضافت: "لكن هذا الحل البديل والمتاح كي يراجعوا دروسهم، فلا نملك أيا من مصادر الكهرباء، وما باليد حيلة!". وأما رانية عفانة، فقد ذكرت أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل أدى إلى تأخر أداء أعمالها المنزلية اليومية، حيث تكدست أكوام الملابس بجانب "الغسالة" بانتظار قدوم التيار الكهربائي، مشيرةً إلى أنها تغسل الملابس دون استعمال الغسالة بشكل يتطلب الكثير من الوقت والجهد. وأوضحت أن توقف محطة الكهرباء قد تتسبب بأزمة في قطاع المياه في غزة، مشيرةً إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يمنع وصول المياه إلى الطوابق العليا من المباني السكنية. وأضافت: "كما أن انقطاع الكهرباء يؤدي إلى منع وصول المياه إلى المنطقة بأكملها، فمنذ ثلاثة أيام لم تصلنا المياه، والآن ننتظر أن يتوافق برنامج المياه مع وصول التيار الكهربائي كي نحظى ببعض المياه". ولفتت إلى أنهم اعتادوا تعبئة خزانات المياه من خلال شرائها من شركات بيع المياه، حيث يزيد ثمن شراء المياه من مصاريفهم الشهرية، كما أنها حساب يخرج من قيمة فاتورة المياه. وأمام أزمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، اتجه المواطنون في غزة إلى شراء أنظمة تخزن كميات محدودة من الكهرباء عبر بطاريات سيارات، يتم الاستفادة منها بواسطة جهاز يعرف باسم "inverter". ويلزم لتشغيل محطة الكهرباء بغزة نحو 650 ألف لتر يومياً من السولار الصناعي لتعمل بكامل طاقتها، وهو الأمر الذي تعجز المحطة عن توفيره في الوقت الراهن. ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في انقطاع الكهرباء تقترب من عقدها الأول منذ قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006، حيث يقطع التيار يوميا ثماني ساعات عن كل بيت.