تواصلت ردود الفعل على فضيحة تورط إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في مخطط للإطاحة بحكم حركة حماس المنتخبة عبر إشعال حرب أهلية تكفّل بإيقادها رجل واشنطن في المنطقة محمد دحلان الذي كان يعرف بقائد التيار الانقلابي في حركة فتح. فبعد أقل من 24 ساعة على نفي البيت الأبيض ما جاء في تحقيق مجلة فانيتي فير؛ تحدى ديفيد روز محرر التحقيق بالمجلة في لقاء تلفزيوني وإذاعي مع مقدمة أشهر البرامج الصباحية أيمي جودمان هذا النفي. وأكد روز في تصريحات له الأربعاء (5/2) أن إدارة بوش قامت بالفعل بهذه المحاولات وبتسهيل حصول فتح على السلاح، وسرد المزيد من التفاصيل حول هذه الفضيحة بما فيها لقاؤه بأحد أعضاء حماس الذي تعرض للاختطاف من قبل أحد رجال محمد دحلان، وكيف أنه بعد اختطافه تعرض لتعذيب بدني بشع أدى لتشويه ظهره، بعد تعرضه للضرب المبرح وسكب الكولونيا على جروحه وأيضا إطلاق النار على قدميه. تحقيق في الكونجرس جاء هذا فيما نادى بعض المحسوبين على الحزب الديمقراطي في واشنطن بأن يفتح الكونجرس تحقيقاً في الأمر بعدما تصاعدت علامات الاستفهام حول تصريحات ديفيد وورسر مستشار نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، والمحسوب على اليمين الصهيوني والمعروف بعلاقته الوثيقة بالاحتلال الصهيوني، والتي قال فيها إن إدارة بوش دخلت حرباً قذرة بهدف تقديم انتصار إلى ديكتاتورية فاسدة (حكومة عباس)، وأن ما حدث في غزة لم يكن انقلاباً من حماس على فتح بل العكس تماماً. تحقيق دولي وكانت حركة حماس قد دعت لتحقيق دولي في هذه الفضيحة، مؤكدة أن ما جاء في تقرير فانيتي فير شهادة إضافية على براءتها من الأحداث، وأنها كانت في حالة دفاع عن النفس في مواجهة الانقلاب عليها. وطالب عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عزت الرشق، بفتح تحقيق دولي حول تورط الإدارة الأمريكية وقياديين في رئاسة السلطة الفلسطينية وحركة فتح في مخطط لإشعال حرب أهلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، منوهاً بأن العشرات من أبناء شعبنا في غزة استشهدوا مع بداية تنفيذ هذا المخطط على نطاق واسع في أواخر شهر أيار (مايو) الماضي. واستطرد الرشق في تصريح خاص بالقول: إننا في حركة حماس نطالب المجتمع الدولي والأمة العربية والإسلامية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتحرك من أجل فتح تحقيق محايد للنظر في هذه المؤامرة القذرة. فيما أكد سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس أن التقرير الذي نشرته المجلة الأمريكية يتمتع بمصداقية عالية لأنه استند إلى وثائق كما أنه يتفق تماماً مع تصريحات قيادات (فتح) التي صدرت مؤخرا. وأضاف: الأهم من ذلك أن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس حينما سئلت عن الوثيقة في القاهرة لم تنف صحتها وحاولت تبرير ما ورد فيها، ما يعني اعترافاً ضمنياً بكل ما جاء فيها من وقائع وحقائق. واعتبر أنه وبموجب هذه الوثيقة لم يعد بإمكان رئيس السلطة محمود عباس اتهام حركة حماس بالانقلاب.