تأكيد «السيسى» أن ما جرى «قتل غير مبرر» معناه استخدام القوة المفرطة المميتة ما يحمله المسئولية الجنائية بصفته الحاكم الفعلى المتحدث باسم الجيش قدر شهداء «رابعة» ب502.. و«الببلاوى» قال: 1000.. ونقابة الأطباء قالت: 3000.. و«السيسى» يرفض إعلان أرقام الضحايا كشف تسريب صوتى جديد- بثته قناة الجزيرة وموقع رصد الإخبارى من حوار الفريق السيسى وزير الدفاع المصرى وقائد الانقلاب مع ياسر رزق رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم -أن السيسى يدرك حجم الشهداء الضخم الذين سقطوا وهم يحتجون على الانقلاب؛ نتيجة استخدام الشرطة والجيش الرصاص الحى ضدهم، ولكنه يرفض إعلان أرقام الضحايا؛ خشية إثبات عددهم على لسانه. كما كشف قول الفريق السيسى أن الرئيس مرسى كان محتجزا داخل دار الحرس الجمهورى شرق القاهرة وقت أول مذبحة لأنصاره فى أوائل رمضان الماضى، والتى استشهد فيها 53 متظاهرا، وأنه كانت هناك تعليمات بهذا التعامل العنيف مع المتظاهرين؛ خشية وصولهم للدار وإخراج الرئيس، خصوصا أن بعض المتحدثين على منصة رابعة العدوية قالوا إنهم ذاهبون لإخراج الرئيس من دار الحرس الجمهورى. وأكد الفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، فى التسريب أنه تم نقل الرئيس محمد مرسى من مكان احتجازه داخل مبنى دار الحرس الجمهورى، فى اليوم الذى شهد اشتباكات أمام مقر الحرس، والتى وقعت مساء 8 يوليو الماضى وقُتل فيها 51 شخصا من أنصار الإخوان المسلمين خارج مقر نادى الحرس الجمهورى من قبل قوات الأمن وادعى الجيش المصرى أن المعتصمين حاولوا اقتحام المبنى بمساعدة راكبى دراجات نارية مسلحين. وقال السيسى:«لقد وقعت خسائر غير مبررة أمام الحرس الجمهورى، ولكن غير مبرر أيضا أن يتوجه المتظاهرون نحو دار الحرس الجمهورى». وقال إن مظاهرات النصب التذكارى التى وقعت قرب ميدان رابعة العدوية وقتل فيها 58 من مؤيدى الرئيس مرسى أفسدت سعادتى بمظاهرات التفويض! وفى روايته عن قتل شهداء الحرس الجمهورى قال السيسى :«كانت هناك عناصر مسلحة غير مدربة تطلق النيران أمام الحرس الجمهورى «منين أنا مليش دعوة عشان لا أسىء لأحد»، رغم أنه وزير الدفاع وكان مديرا للمخابرات الحربية ويفترض أنه يعلم من هذه العناصر المسلحة. وعندما سئل عن أعداد الشهداء، قال ل«ياسر رزق» اسأل «عباس» وهو مدير مكتبه. ويقول مراقبون إن حديث الفريق السيسى عن «عناصر مسلحة غير مدربة» كانت تطلق النيران أمام الحرس الجمهورى ورفض نسبها للجيش والشرطة اللذين حملهما المصلون والصحفيون الأجانب (الجارديان البريطانية) مسئولية المذبحة، إلا أن حديثه عن أن «إطلاق النار له أسس وخطوط وسيطرة على تلك العملية» يفهم منه أنه يقصد تحميل قوات الأمن المركزى المسئولية وأنها تعاملت بصورة خاطئة وغير مبررة بقتل المتظاهرين. وخلال الحديث لوحظ أن الفريق السيسى كان يتحدث عن الرئيس مرسى بلفظ «الرئيس» وليس السابق ولا المخلوع، ما يؤكد عدم قناعته شخصيا بحسم الصراع مع معارضى الانقلاب بعد، وأن ما يجرى صراع سياسى بالدرجة الأولى، ومن ثم فكل ما يجرى إثباته من اتهامات وهمية على الرئيس مرسى وإعلان محاكمته يوم 4 نوفمبر ليست سوى كارت ضغط آخر حتى ييئس المتظاهرون وسط توقعات بألا تحضر سلطات الانقلاب الرئيس لمقر المحاكمة إطلاقا ما دام استمر غليان الشارع وثورته. وبرأ السيسى – ضمنا - المعتصمين مما قيل عن محاولاتهم اقتحام دار الحرس الجمهورى أو أنهم مسلحون، وكذّب كل ما قيل على لسان مسئولى الجيش والشرطة عن هجومهم على مقر الحرس، حيث لم يقل إنهم مسئولون عن ذلك، رغم قوله أيضا إنه «غير مبرر أن يتوجه المتظاهرون نحو دار الحرس الجمهورى». يذكر أن الفريق السيسى رفض أكثر من مرة إعلان أرقام الشهداء رغم أن المتحدث باسم الجيش قال إن شهداء رابعة 502 فقط، ورئيس حكومة الانقلاب الببلاوى قال إنهم ألف، ومع هذا فقد عاب السيسى على الجهات الرسمية عدم إعلان أرقام القتلى عموما وتحدث عن حرب معلومات (من خصومه)، ويرى مراقبون أن رفضه إعلان عدد الشهداء الحقيقى الذى يقترب من خمسة آلاف شهيد فى ثلاثة أشهر، يأتى لأنه يدرك أنه مسئول عن هذه الدماء وتسىء لموقفه. ويقول خبراء قانون دولى استطلعت (الشعب) آراءهم إن الفيديو المسرب للسيسى معناه من الناحية القانونية: 1- أن كلمة القتل غير المبرر فى القانون الدولى اسمها استخدام القوة المفرطة المميتة وهذه تتطلب محاكمة فى محكمة العدل الدولية، وما دام القتل كان غير مبرر فهو اعتراف صريح باستعمال القوة المفرطة، التى أودت بحياة العشرات، وهو ما يوجب إدانة بقانون العقوبات، فهو اعتراف صريح باستعمال القوة المفرطة، ما يعنى أنه لو قام أى محام دولى بمقاضاة قادة الانقلاب أمام أى محكمة أوروبية أو أفريقية فسوف يقتص للشهدء ممن أصدروا أوامر بقتلهم. 2- السيسى اعترف ضمنيا أن الساجدين الأطهار فى الحرس الجمهورى لم يكن معهم سلاح ولم يعتدوا على الحرس،كما سبق أن أشار المتحدثان باسم الجيش والشرطة فى مؤتمر صحفى عقب الجريمة إلى تبرئة الانقلابيين وإلى أن الهجوم على الشهدء وقتلهم كان واجبا فى هذه الحالة دفاعا عن النفس!! 3- السيسى اتهم من قال إنهم «غير مدربين جيدا» بإطلاق الرصاص ولو ربطنا بين قوله هذا وقوله إن «القتل كان غير مبرر» سوف نفهم أنه يقصد من قتلوا أبرياء الحرس كانوا غير مدربين، وهو فى هذه الحالة إما يتهم ضباط وجنود الأمن المركزى أو الحرس الجمهورى؛ لأنهم هم من أطلقوا الرصاص على الأبرياء الشهداء، ومن ثم فهو يحاول أن يلقى التهمة على وزير الداخلية محمد إبراهيم ورجاله أنهم سبب ما حصل ويحاول أن يتبرأ من المذبحة. 4- اعتراف السيسى بأن «القتل غير مبرر» يعنى إعلانه صراحة أنها كانت مذبحة وأنه كان هناك عدد كبير من القتلى بدون مبرر، وهنا فضيحة لإعلام العار المصرى الحكومى والخاص الذى لم يذكر الحقيقة فى وقتها واكتفى بسب الشهداء ووصفهم بالبلطجية والولوغ فى دمائهم. 6- لو كان السيسى يقصد بعبارة ( غير مدربة) قوات أخرى غير الشرطة والجيش فهذا معناه وجود أطراف قوية ومسلحة خارجة عن سيطرة السيسى، والمخابرات تحاول إحراج الانقلابيين كما فعلت موقعة الجمل بعد خطاب مبارك العاطفى. 7- هناك ارتباك شديد بين قادة الانقلاب وخوفهم من مصير تحميلهم مسئولية قتل الشهداء ومحاكمتهم عاجلا أو آجلا، ومن ثم محاولة التبرؤ مما يحدث من أحداث.