قال كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة إن المفاوضات التي رعاها في كينيا لإنهاء موجة العنف التي تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد علقت. وقال عنان إن المفاوضات بدأت تتسم بالعدائية، وان الوضع أصبح خطيرا جدا. وأضاف الأمين العام السابق انه ينوي التشاور مع الرئيس مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا اودينغا لإيجاد السبل الكفيلة بتحقيق تقدم أسرع. وكانت أعمال العنف الاثنية والسياسية التي اندلعت عقب الانتخابات قد أودت بحياة 1500 شخص على الأقل حسب الشرطة الكينية. وكان الرئيس كيباكي قد أعلن فوزه بالانتخابات التي جرت في السابع والعشرين من الشهر الماضي، ولكن مرشح المعارضة اودينجا يدعي بأن العملية كانت مزورة. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن الطرفان من الاتفاق على صيغة لتقاسم السلطة في البلاد. وكانت المعارضة قد هددت بتنظيم احتجاجات واسعة في عموم البلاد ابتداء من يوم الخميس المقبل في حال عدم التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية. وأعربت الحكومة الكينية يوم الثلاثاء عن استغرابها لقرار عنان تعليق المفاوضات. ولكن أحد كبار مساعدي الأمين العام السابق قال إن السبب في ذلك يعود إلى الموقف المتشدد الذي اتخذته الحكومة الكينية. رئاسة الحكومة وكان عنان قد نفى أن تكون العملية التفاوضية قد انهارت، ولكنه قال: إنني بصدد اتخاذ الخطوات الكفيلة بتسريع العملية وإعادة السلم للشعب الكيني في اقرب فرصة ممكنة. وأضاف: على الزعماء السياسيين تحمل مسؤولياتهم بالمشاركة المباشرة في هذه المفاوضات. وكان عنان قد حث الزعيمين الكينيين كيباكي واودينجا في وقت سابق على المساعدة في دفع عجلة المفاوضات إلى الأمام. وكان الطرفان قد اتفقا في الأسبوع الماضي على استحداث منصب رئيس للوزراء على أن يكون من حصة اودينجا، مما عزز الآمال بالتوصل إلى اتفاق في فترة قصيرة. ولكنهما لم يتمكنا من الاتفاق بعد على السلطات التي سيتمتع بها المنصب الجديد. وتقول الحكومة الآن إن مهمة تعيين رئيس الوزراء يجب أن تكون من مسؤولية رئيس الجمهورية، وان المنصب الجديد لن يكون منصبا تنفيذيا. كما يختلف الجانبان حول اقتسام الحقائب الوزارية، وكيفية اللجوء إلى انتخابات جديدة في حال انهيار الائتلاف الحاكم. أمريكا تحذر من جانبها، انتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس - التي تقوم حاليا بزيارة الصين - القوى السياسية في كينيا لعدم تمكنها من تحقيق تقدم في المفاوضات، وقالت إن افتقار القيادات السياسية الكينية لروح القيادة قد خيب أملها. وقالت الوزيرة الأمريكية: إن مستقبل علاقاتنا بكلي الطرفين وشرعيتهما تعتمد على مدى تعاونهما من أجل التوصل إلى حل سياسي. وأضافت: سنتخذ الإجراءات الضرورية بحق الطرف الذي نعتقد أنه يقف وراء عرقلة العملية التفاوضية. وكانت رايس قد زارت كينيا في الأسبوع الماضي في محاولة للتوسط بين الطرفين المتصارعين. وفي نيروبي، ألقى مسئولون حكوميون باللائمة للوضع الذي وصلت إليه العملية التفاوضية على التقارير الكاذبة التي تحدثت عن قرب التوصل إلى اتفاق. وقال موتولا كيلونزو الناطق الرسمي باسم الحكومة الكينية: نشعر بأننا ندفع دفعا، وهذا ليس من العدالة بشئ. اعتراض وعبر كيلونزو عن ثقته في التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف، ولكنه اعترض على ما جاء في تصريحات رايس الأخيرة قائلا: إن هذه مسألة كينية، وتحتاج إلى حل كيني صرف. من جانبها، قالت وزيرة العدل الكينية مارثا كاروا إن الخلاف بين الحكومة والمعارضة يتمحور حول ما إذا كان ينبغي تضمين الدستور بنوداً تضمن اقتسام السلطة أو مجرد إصدار بعض التعديلات بهذا المعنى. إلا أن موساليا مودافادي المسؤول في الحركة الديمقراطية البرتقالية المعارضة التي يتزعمها رايلا اودينجا قد قال إن الطرفين قد توصلا إلى تفاهم عند بدء العملية التفاوضية بأن ثمة تعديلات دستورية وقانونية ستكون ضرورية. وقال إن المعارضة تشعر الآن بخيبة أمل كبيرة بعد أن تصورت في البدء بإمكانية تحقيق تقدم. وكان من المتوقع أن يصل إلى العاصمة الكينية الثلاثاء الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي - الذي يترأس أيضا الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي - في محاولة جديدة لحل الأزمة السياسية المستعصية في البلاد.