أعلن طلاب بجامعة الأزهر، اليوم الاثنين، تعليق الدراسة بعدد من كليات الجامعة، ومنها كليات الهندسة بفرعيها (البنات والبنين) والصيدلة (بنات وبنين) والدراسات الإسلامية (بنات) والطب (بنات) قام عدد من الطلبة والطالبات بتعليق الدراسة، وذلك بعد أن تجمعوا أمام مداخل الكليات المذكورة، مانعين الطلبة من الخروج والدخول إلى القاعات، معلنين الإضراب العام داخل الحرم الجامعي "تنديداً بالانقلاب العسكري، واعتقال الطلبة والطالبات". وأمام مبنى الإدارة بالجامعة، لوحظ تزايد أعداد الطلاب، رافعين لافتة كبيرة تحمل شعار "رابعة"، وصورة للرئيس المعزول، مرددين شعارات ضد شيخ الأزهر أحمد الطيب، ورئيس الجامعة أسامة العبد، وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. في غضون ذلك، شرع الطلاب بكتابة "مرسي رئيسي" على جدران مبنى الإدارة، مرددين هتافات ضد رئيس الجامعة، أسامة العبد، ونائبه ابراهيم الهدهد، واتهموهما ب"عدم القدرة على حماية الطلاب". يأتي ذلك في وقت عادت فيه التظاهرات الطلابية اليوم الاثنين داخل الحرم الجامعي، وذلك لليوم الثالث على التوالي منذ بداية الدراسة بالجامعة، استجابة لدعوة وجهتها أمس حركة "طلاب ضد الانقلاب" والتي أطلقت عليها "انتفاضة جامعة الأزهر الكبرى"، دعماً للرئيس المعزول محمد مرسي، ولإنهاء ما يصفونه ب"الانقلاب العسكري". وفي بيان لهم،اليوم الاثنين، تعهد طلاب ينتمون لجماعة الإخوان بالجامعة، وحركة "طلاب ضد الانقلاب" بالتصعيد، بإجراءات لم يحددوها، معلنين أنهم "يمهلون الأمن، ساعات، للإفراج عن طلاب ما زالوا محتجزين لدى الشرطة. وقالوا في بيانهم "لقد خرج طلاب الأزهر الأحرار بسلمية تامة فى انتفاضةٍ لم تشهد الجامعات المصرية مثيلاً لها من قبل، بعد أن فقدت الجامعة الكثير من خيرة شبابها ما بين شهيد ومصاب ومعتقل فداءً لحرية الوطن، وللتنديد بالانقلاب والمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين والقصاص ممن قتل إخوانهم". وأضافوا "عندما قام الشباب بالخروج أمام بوابة الجامعة فوجئوا بإغلاق قوات الجيش لطريق النصر من الاتجاهين وقيامهم بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء" لمنع وصول الطلاب إلى ميدان رابعة العدوية القريب. وشددوا على أن "طلاب الأزهر لا يمكن أن يرهبهم صوت الرصاص أو يثنيهم عن المطالبة بحقوقهم وحقوق زملائهم، وأننا لن نسمح أبدا أن تمر كل هذه الانتهاكات دون عقاب, وسترون ردنا قريباً على كل انتهاك يحدث بحق أى طالب داخل الجامعة". وكانت الشرطة المصرية ألقت القبض، أمس الأحد، على 41 طالباً بجامعة الأزهر من مؤيدي الرئيس المعزول على خلفية مشاركتهم في مظاهرات أمام الجامعة، ورشقهم لقوات الأمن بالحجارة، بحسب مصدر أمني. واتهم طلاب، قوات الأمن باقتحام مقر الجامعة، خلال ملاحقة عدد من زملائهم، قبل أن تخرج سريعا، فيما أشار مسؤول بالجامعة إلى أن قوات الأمن "لم تتوغل" بالجامعة. وقال مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة أن الطلاب رفضوا الاستجابة لطلب قوات الأمن بفتح طريق النصر أمام حركة السيارات (طريق رئيسي يربط شرقي القاهرة بوسطها ويقع أمام الجامعة وقريب من ميدان رابعة العدوية)، بعد أن أغلقوه مع بداية مسيرتهم، ورددوا هتافات مناوئة للجيش والشرطة، حيث تم الدفع بتعزيزات أمنية إلى المكان للتصدي للطلاب. وأشار المصدر نفسه إلى أن قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب وإجبارهم على العودة إلى داخل الجامعة، وعدم التوجه لميدان رابعة من دون استخدام أية أسلحة أخرى. ومنذ فض اعتصام "رابعة العدوية"، في 14 أغسطس/آب الماضي، تمنع قوات الشرطة والجيش أي مسيرات مؤيدة لمرسي من الوصول إلى الميدان الذي اعتبره المؤيدون رمزاً لانتفاضتهم ضد عزل مرسي. وكانت جامعة الأزهر قد هددت بتعليق الدراسة في حال حدوث "ما يفسد صفو العملية التعليمية" إلى أجل غير مسمى، وذلك مع بدء احتجاجات طلابية السبت الماضي، تطالب بعودة الرئيس المعزول والإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم. وفي بيان أصدرته الجامعة، بمناسبة بدء العام الدراسي، طالبت الطلاب ب"الالتفات لدروس العلم والجدية فى طلبه"، مشيرة إلى أن "الجامعة مكان لتلقى العلم والمعرفة".