واصلت القوات التركية عملياتها العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني حيث تقدمت صوب قاعدة رئيسية للحزب شمالي العراق، في وقت حذرت فيه بغداد من احتمال اتساع نطاق هذه المعارك إذا طال أمدها، كما جددت الولاياتالمتحدة دعوتها تركيا إلى ضبط النفس. وقالت هيئة الأركان العامة التركية في بيان إن قواتها التي تدعمها الطائرات الحربية والدبابات والمدفعية والمروحيات المقاتلة قتلت 41 مقاتلا كرديا وفقدت جنديين أمس الاثنين، مما يرفع إلى 153 عدد قتلى حزب العمال الكردستاني منذ بداية العملية العسكرية الخميس الماضي حسب الرواية التركية. وقال الجيش إن 17 من جنوده لقوا حتفهم حتى الآن في العملية التي تدور في ظروف مناخية قاسية لملاحقة المقاتلين الأكراد. وفي المقابل قال المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني أحمد دانيس إن 81 جنديا تركيا وأربعة مقاتلين أكراد قتلوا حتى الآن في الهجوم ولم يتسن التحقق من صحة هذه المعلومات. ضربة كبيرة وصرح مسئول أمني كردي بأن قتالاً دار بين قوات تركية ومقاتلين أكراد في منطقة العمادية على بعد عشرة كليو مترات جنوبي الحدود العراقية التركية. وقال مصدر عسكري تركي بارز لرويترز إن قوات خاصة دخلت في معركة على بعد كيلومترين من مركز رئيسي لقيادة حزب العمال يستخدم لتخزين معدات وأسلحة في وادي الزاب بعد قصف جوي كثيف. وأضاف المصدر أن سقوط هذا المعسكر سيكون ضربة كبيرة لمعنويات حزب العمال الكردستاني، مضيفا أن ما بين 500 و700 جندي جديد أرسلوا إلى منطقتي الزاب وهافتانين في وقت متأخر من يوم الأحد. وأشار إلى أن القوات تقدمت بعد ذلك إلى الهدف التالي باتجاه جبل قنديل أحد معاقل حزب العمال، مؤكدا أن اضطرار القوات إلى إزالة الألغام الأرضية والقنابل التي يتم التحكم فيها عن بعد والتي زرعها المقاتلون الأكراد أبطأ من تقدمها. وأفادت مصادر في حزب العمال الكردستاني- أن سوء الأحوال المناخية أثر على تقدم القوات التركية وأن عناصر الكردستاني استغلوا ذلك لصد الجنود الأتراك. تشييع من ناحية أخرى تجمع آلاف المشيعين في أحد مساجد أنقرة لتشييع ثلاثة جنود قتلوا في عملية التوغل اثنان منهما طيارا المروحية التي قال الجيش إنها تحطمت، دون أن يكشف عن تفاصيل. وأعلن حزب العمال الكردستاني الأحد أنه أسقط مروحية عسكرية تركية. وأرجأ الرئيس التركي عبد الله غل زيارة مزمعة إلى أفريقيا كانت مقررة هذا الأسبوع بسبب الهجوم. وتزامن ذلك مع إطلاق أنقرة طمأنات جديدة بأن قواتها ستنسحب فور تحقيق مهمتها بالقضاء على المقاتلين الأكراد، دون تحديد موعد لذلك. وقال جميل جيجك نائب رئيس الوزراء التركي عقب اجتماع للحكومة في أنقرة إن نضالنا هناك وما نحاول تحقيقه سيحدد مدة العملية. من جهته قال مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي إن القتال ستكون له عواقب خطيرة للغاية على جزء من العراق كان يتمتع باستقرار نسبي مقارنة ببقية البلاد، معربا عن خشيته من حدوث مصادمات بين الجيش التركي وقوات البشمركة الكردية إذا طال أمد التوغل التركي في شمال البلاد. وبموازاة ذلك أعرب البيت الأبيض على لسان المتحدثة باسمه دانا بيرينو عن أمله في أن يكون التوغل التركي قصيرا ويتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين. احتجاج كردي في غضون ذلك نظم حزب المجتمع الديمقراطي الكردي مظاهرة حاشدة في ديار بكر جنوبي شرقي تركيا للاحتجاج على العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي ضد عناصر حزب العمال الكردستاني شمالي العراق. وشارك حوالي ثمانية آلاف شخص في تلك المظاهرة التي تحولت إلى مسيرة حاشدة للتنديد بالعملية العسكرية التركية. كما شارك قياديون بحزب المجتمع الديمقراطي الكردي وشخصيات كردية أخرى في المظاهرة التي انطلقت من مقر الحزب إلى إحدى الساحات بالمدينة. وفي كردستان العراق أفاد مراسل الجزيرة أن عددا من المدن شهدت تنديدات شعبية بالعملية العسكرية التركية، في حين تجري الاستعدادات لتنظيم مظاهرات ضدها.