الأستاذ مختار نوح المحامي المعروف له سبق في الإسلام فقد تعرفت عليه منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وقد جمعنا سجن (أبو زعبل) عام 1982 بعد مقتل الرئيس السادات. وعندما لفقت لنا مباحث أمن الدولة تهمة حرق أندية الفيديو عام 1986 تولي هو الدفاع عني أنا وشيخي الشيخ عبد الله السماوي (رحمه الله) دون مقابل واستمرت علاقتي الطيبة به حتى يومنا هذا. وقد امتدحه أمامي الأستاذ عادل حسين رحمه الله وقال عنه إنه محام منظم والذي أعرفه عنه أنه مؤسس لجنة الشريعة بنقابة المحامين وكانت له شعبية جارفة داخل النقابة تؤهله لأن يكون نقيباً للمحامين وكان من أنشط أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. وبعد مقتل المحامي عبد الحارث مدني عام 1994 لفقت له المباحث تهمة لبث بسببها في السجن بضع سنين. وبعد أن خرج من السجن وقع عليه ظلم من بعض قيادات الجماعة جعلته يجمد عضويته فيها وقد عرضت الجماعة عليه أن يكون المستشار القانوني لمرشدها ولكنه رفض حتى يحقق معه ومع من يختلف معهم ويعاقب المخطئ منهم ولكن الجماعة لم تفعل فاستمر في تجميد عضويته ولكنه لم يذكر الجماعة بسوء مما جعله كبر أكثر في نظر كل من يعرفه حتى من الذين لا ينتمون للتيار الإسلامي. وفي انتخابات نقابة المحامين عام 2010 رشح نفسه علي منصب النقيب معتمداً علي شعبيته وعلي تأييد الإخوان له. ولكنهم خذلوه وأيدوا مرشح الوفد ففاز بمنصب النقيب الأستاذ سامح عاشور الخصم اللدود للإخوان. مما جعل الأستاذ مختار يعتبر ذلك انتقاماً من الله له من الإخوان.. ولكنه منذ هذه اللحظة أعلن الحرب علي جماعة الإخوان وبدأ يهاجمهم هجوماً شرساً لا يقل عن هجوم الأستاذ كمال الهلباوي ولا الأستاذ ثروت الخرباوي ولو كان صبر قليلاً لكبر في نظر الإخوان وفي نظر جميع المنتمين للتيار الإسلامي وغيرهم من التيارات. ولكن الأستاذ مختار أصبح رجلاً آخر غير الذي كنت أعرفه وبلغ في عدائه للإخوان مداه فأصبح من مؤيدي حركة تمرد التي خرجت علي الرئيس محمد مرسي ومن مؤيدي ما يسمي جبهة الإنقاذ وقد تألمت لذلك ألماً كبيراً وقلت له إن شعبيتك وحب الناس لك قل كثيراً في الشارع المصري، ولكنه لم يهتم بنصيحتي واستمر في عدائه للإخوان حتى حدث إنقلاب 30 يوليو الماضي وأريقت دماء المسلمين علي يد من يقف الأستاذ مختار في صفهم فرأيت من واجبي أن أنصح له بالتراجع عن موقفه حتى لا يتحمل وزر هذه الدماء التي أريقت فأرسلت له رسالة قصيرة علي المحمول قلت له فيها (أنا والله حزين جداً من أجلك لأنك وضعت نفسك في المكان الخطأ، فأدعو الله أن يوفقك للرجوع إلي الحق والصواب). فرد عليّ رداً لم أجد فيه إلا الإصرار علي الخطأ والتمادي فيه فتابعت له النصح ولكنني لم أجد منه استجابة ووجدت الشيطان قد استحوذ عليه وجعله يصر علي خطئه. فأحببت أن استعين ببعض أخوانه في نصحه فقابلت الدكتور عصام العريان وكلمته فابتسم واكتفي بأن دعا لي. فكلمت الفنان وجدي العربي فوجدت منه صدوداً شديداً وتعنيفاً وكأنني قد أجرمت عندما أردت أن أنصح أخي وأرده إلي الصواب. فقابلت الدكتور يحيي إسماعيل وكلمته في هذا الصدد لأنني أعلم أن الأستاذ مختار كان محاميه ولكنني وجدته فاقد الأمل في نصحه. ولكنني لن أيأس من نصحه وسأستمر فيه معذرة إلي الله ولعله يرجع وحتى لا أكون قد أعنت الشيطان عليه وأدعو الله أن يوفقه وينفع به المسلمين.