إسرائيل: جنرالات مصر شكرونا على جهودنا الجبّارة لدعم وتعزيز مكانتهم لدى واشنطن!! الدولة الصهيونية تشعر بالسرور لتواصل عمليات سيناء والضغط المصرى على قطاع غزة ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرئيلية أن العلاقات مع مصر تجاوزت -فى عهد السيسى- التفاهم التكتيكى إلى التطابق فى الرؤية الاستراتيجية، وحدث تحسن هائل أعاد العلاقات الغرامية بين البلدين بأفضل مما كانت فى عهد مبارك، وأن الجنرالات المصريين شكروا تل أبيب على جهودها "الجبّارة" لدعم وتعزيز مكانتهم لدى واشنطن، وإقناعها بتأييد أن ما حدث فى 3 يوليه ثورة شعبية لا انقلاب عسكرى!! وقالت الصحيفة -فى افتتاحية عدد الأحد 8 سبتمبر 2013-: إن العلاقات المصرية الإسرائيلية تحسنت بشكل ملحوظ، أعاد العلاقات الغرامية بين الجانبين إلى طبيعتها بعد فترة عجفاء عقب تولى الرئيس محمد مرسى مقاليد الحكم فى مصر، حسب وصفها، وأن إحدى أهم النتائج المترتبة على أحداث الثالث من 3 تموز (يوليو) الماضى فى مصر، التى أسفرت عن انقلاب السيسى وعزل الرئيس المنتخب مرسى، هى توطيد العلاقات من جديد بين القاهرة وتل أبيب، مشيرة إلى أن الجانبين يفضلان الحفاظ على ما وصفته ب"التحسن الهائل" فى علاقاتهما "تحت ستار من الضبابية بشكل متعمد"، وفق تعبيرها. وأشارت "هآرتس" -بحسب ما كتبه الكاتب الإسرائيلى المختص بالشئون العربية (عاموس هرئيل)- إلى ارتياح كبير لدى القادة الإسرائيليين إزاء النشاط العسكرى الذى يقوم به الجيش المصرى ضد قطاع غزة، مؤكدة أن "إسرائيل تشعر بالسرور من تواصل الضغط المصرى اليومى على قطاع غزة وعلى حماس، كى لا تتجرأ الأخيرة على مجرد التفكير فى شن هجمات صاروخية على إسرائيل لا من قبلها أو من قبل فصائل فلسطينية صغيرة تنشط فى غزة"، حسب قولها. وفى السياق ذاته، أفادت الصحيفة بأن الجيش المصرى توجّه بالشكر والامتنان للجانب الإسرائيلى على جهوده "الجبّارة" المبذولة لدعم الجنرالات المصريين وتعزيز مكانتهم لدى واشنطن، وحثّ المسئولين الأمريكيين على عدم اعتبار ما جرى فى مصر يوم 3 تموز (يوليو) الماضى انقلابا، حسب ما أوردته الصحيفة العبرية!!. وقالت: إن ما كان يهم جنرالات الجيش المصرى هو ألا تصف أمريكا ما جرى بأنه انقلاب، على الرغم من أن ما حدث فى القاهرة هو انقلاب بكل معنى الكلمة، وهنا كان الدور الصهيونى منذ يوليه الماضى عبر لقاءات مكوكية لمسئولين إسرائيليين مع المسئولين الأمريكان فى واشنطن، ونجحت تل أبيب فى تسهيل الأمور بين النظام المصرى الجديد والولايات المتحدة؛ لأن القانون الأمريكى كان يمنع المساعدات التى يذهب معظمها للجيش عقب قيام انقلاب عسكرى ، ويبدو أنه كان فى مصلحة الإدارة الأمريكية منع وصف ما جرى بأنه (انقلاب). وقالت هآرتس: إن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب لم تعد تقتصر على التنسيق والتعاون الأمنى وإنما اتسعت دائرتها لتشمل التقاء مصالح استراتيجية مشتركة للجانبين بعد سلسلة من التطورات الدراماتيكية التى حدثت فى مصر منذ يناير عام 2011. وأضافت "أنه من الصعب جدا التنبؤ بما سيحدث خلال الأشهر القادمة، ولكن على المدى القصير فإن إسرائيل تجنى ثمرة تغيير كبير لمصلحتها الأمنية على الجبهات الجنوبية والغربية"، فى إشارة إلى العمليات العسكرية التى يقودها الجيش المصرى فى سيناء تحت شعار "الحرب ضد الإرهاب"، وما تبع ذلك من عملية خنق وتشديد للحصار على قطاع غزة؛ عن طريق إغلاق معبر رفح البرى وتدمير الأنفاق الأرضية التى يستخدمها الفلسطينيون لإدخال المواد الأساسية إلى القطاع المحاصر. وقالت الصحيفة الاسرائيلية: إن الجنرالات فى مصر يقاتلون من أجل حياتهم، وقدموا الأسبوع الماضى محاولة لاغتيال وزير الداخلية المصرى المسئول عن الأمن الداخلى على أنها من فعل الجماعات الإسلامية. وكان عاموس جلعاد -رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الحرب الإسرائيلية- قد أشاد بعمليات الجيش المصرى فى سيناء ضد ما وصفه ب"الإرهاب فى سيناء". وقال جلعاد -خلال خطاب ألقاه فى معهد هرتسليا الأحد: "لأول مرة نرى استخدام القوة الحازمة ضد الإرهاب فى سيناء، وبغض النظر عن مصالح إسرائيل، فقد سمحنا للجيش المصرى إدخال تعزيزات إضافية فى سيناء للقيام بهذه العملية". وأضاف: "المصريون يدركون الآن أن حماس أصبحت تهديدا عليهم وللمنطقة ككل، وهو ما كان يجب أن يدركوه منذ وقت طويل"!!.