لعل كل هذه المشاهد التي رأيناها ونراها في مصر من القتل الجماعي والإعتقال بالجملة من جانب دولة الإنقلاب للشرفاء والأحرارالذين يرفضون خطف الدولة المصرية،حيث بلغ عدد شهداء الإنقلاب منذ بدايته إلى دقائق كتابة هذا المقال ما يزيد عن ثلاثة آلاف شهيد وعشرات الألاف من المصابين وأكثر من عشرة آلاف معتقل بينهم أطفال وفتيات، بالإضافة إلى المشاهد المتكررة لحوادث النهب والسرقة والإعتداءات والحرق لبيوت وشركات ومحلات كل متهم بمعارضة الإنقلاب العسكري..كل هذه المشاهد تثير في الدماء الثورة وتجدد في القلوب العزيمة على التخلص من هذا الإستبداد للحكم العسكري الذي يحرق الوطن. إذن هي ساعات العمل قد بدأت وأوقات البذل قد حانت ولا وقت للخنوع أو الخوف والسكون أو حتى الإكتفاء بالمشاهدة، وإذا كان هذا واجباً على كل مصري حر مازال يحتفظ بإنسانيته ولم يشرب من نهر الجنون الذي شرب منه البعض،فهو في حق أصحاب القلم والمنبر والنشطاء أوجب، فلولا ميوعة الكثير من المثقفين والدعاة والإعلاميين من البداية لما استظهر ولا بقي إستبداد ولا مستبدين، فدائماً وراء كل قصة إنقلاب عسكري هناك أدوار لسياسيين أصحاب مصالح شخصية ومثقفين يمتازون بالصفاقة الفكرية،ورجال دين لا دين لديهم، وإعلاميين كأنهم ماسحوا أحذية يلمعون صورة كل من يدفع أكثر لهم، لذا وجب على الشرفاء من أصحاب المنبر والقلم أن تكون حركتهم أكبر وبذلهم أكثر، ولعل أهم ما يمكن عمله في هذه المرحلة : 1 - الإستمرار في توضيح خطورة الإنقلاب العسكري وتوثيق جرائمه على كافة الأصعدة في الداخل والخارج بأكثر من طريقة ما أمكن عبر (كتابة المقالات- التواصل والظهور في القنوات العربية والعالمية - النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي - الإبداعات الفنية بالشعر والرسوم والأنشودة ...) 2 - النشر المكثف للمواد الإعلامية خاصة الأخبار الصحيحة التي توضح إحراج دولة الإنقلاب في الخارج،وأخبار تداعيات الإنقلاب وأزمته في الداخل. 3 – الدعوة والمشاركة في المظاهرات والمسيرات والفاعليات التي ترفض وتندد بالإنقلاب والحشد لها قدر المستطاع والدعوة إلى سلميتها والمحافظة على هذه السلمية مع التأكيد على أهمية التصوير الحي والنشر لصور المسيرات والتظاهرات لأنه ذلك هو الأثر الذي يبقى ويعطي رسائل إيجابية للعالم بأن مصر ترفض الإنقلاب. 4- توضيح ونشر سير الشهداء والمصابين والمعتقلين الذين استهدفتهم دولة الإنقلاب بالدم والحبس ويستهدفهم إعلامه بالتشويه،عبر التعريف بهم وبحياتهم وطرق عيشيهم ما أمكن. 5- نشر أسماء المعتقلين وأماكن إعتقالهم ومتابعة معاناتهم لإرسال رسالة لهم ولأهليهم أننا معهم ولم ننساهم،مع العلم أن بعض المواقع المهتمة تقوم بهذا مثل (ويكي ثورة – مصر العربية – الشعب ...) 6- أصدقائنا الذين يعانون مشكلات مع أسرهم بسبب إختلاف وجهات النظر حول تعريفات الإنقلاب والثورة وتحديد مسؤليات المقتول وإضطرار القاتل،نرجو الكف عن المناقشة في مثل هذه القضايا مع الأهل لأنكم لن تصلوا إلى نقاط تماس في الغالب بحكم طبيعة الأسرة المصرية ولن يزيد النقاش إلا التفكك والغضب والنتيجة إما إكتئاب أو معارك حقيقية، اكتفوا معهم بالحديث عن الوجه الإنساني للشهداء ومعاناة أهاليهم،وشاركوهم المشاهدة من أكثر من مصدر وقناة إخبارية (حاولوا أن تجعلوهم يشاهدوا قنوات الرأي الأخر مثل اسكاي نيوز عربي - الجزيرة - بي بي سي عربي - سي ان ان - الحوار – القدس.. ) واجعلوا نقاشاتكم خارجية و على الإنترنت (اقنعوا غيركم- اكتبوا مقالات وأرسلوها للصحف في مصر وخارجها - صوروا فيديوهات وانشروها عبر يوتيوب- ردوا بتعليقات على أصحاب الأراء المتطرفة - انشروا كذب دولة العسكر..) هذا أجدى وأنفع من الخصومات مع الأقارب،هذه نصيحة مجرب.! 7- بث الأمل وتغيير أسلوب التظاهر والفاعليات المنددة بالإنقلاب من أسلوب الصراخ بالألم إلى أسلوب التبشير بسقوط الإنقلاب وعودة الأمن،آخذين القدوة من حركة المقاومة السلمية فى شيلى التي قامت على الدكتاتور الجنرال "أوغستو بينوشيه" عام 1983 وقررت الكف عن الحديث للجماهير بلغة الحزن والصراخ ورفعت شعار "الفرح جاى" وصنعوا الأفراح وكتبوا الأغاني للنصر والحرية والعدالة مستبشرين بقدوم التغيير الذى سيجلب السعادة والعدالة للجميع،وشاركت الجماهير فى عمل الحفلات فى الشوارع،فكانت فلسفة الحركة قائمة على الحديث عن الأمل وليس عن الألم،عن النصر لا عن اليأس..وقد كان النصر حليفهم.
كل هذه الواجبات وغيرها تتعلق بها أحلام آلاف المعتقلين وأروح آلاف الشهداء وآهات وجراح عشرات الآلاف من المصابين،وعيون الملايين من شرفاء العرب وقلوب أحرار العالم،كل هؤلاء يتابعون حركتك أنت أيها المصري الحر وأنت تقول كلمتك التي تهز فكرة الإنقلاب في التاريخ والجغرافيا..فهيا إلى العمل الذي يستقبل نصر من الله وفتح قريب.