منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الربيع العربى يهبّ على السعودية والثورة الشعبية تدق أبواب «آل سعود»
نشر في الشعب يوم 27 - 08 - 2013

• أفراد الأسرة المالكة من الأمراء والأميرات أكثر من 25 ألف فرد يملكون غالبية الأراضى والمصالح ويُرصد لكل منهم راتب وثروة
• مؤسسة أبحاث أمريكية: الثورة قادمة فى السعودية.. وتنتهى بتدخل عسكرى أمريكى لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية فى الخليج
• 19 مليون سعودى يعتمدون على 5,8 مليون عامل أجنبى لتسيير الأعمال
يحفل سجل التاريخ بثورات غيرت وجه العالم انتفضت فيها الشعوب رافضة الشعوربالظلم والاستبداد وتفشى الفساد فأطاحت بأنظمة مستبدة..وغيرت أوضاعا طالما انتهكت حقوق الإنسان وسلبت الشعوب مواردهم .
وهناك العديد من الثورات التى حققت آمال الثوارأوأحيانا فشلت فشلا ذريعا, لكن كل ما يميزها أنها قامت لإسقاط نظام فاسد أو شعور بظلم واضطهاد من الحكام والملوك
والتاريخ يحدثنا أن ثورات الشعوب قامت ضد الظلم والاستبداد واستنزاف أموال الشعوب وثرواتها بعد حصرها فى أيدى قلة تتحكم فى مقدرات البلاد والعباد بحجج واهية تصبغ جميعها بصبغة العمل لصالح الشعب!
وبجولة بسيطة فى الدول العربية نرى الشعوب كادحة والبطالة مستشرية وبنى تحتية ضعيفة وهشة لا يمكن أن تواجه أى هزة اقتصادية بسيطة.
وفى المقابل نرى الثراء الفاحش يدور فى فلك الأنظمة الحاكمة وحاشيتهم ليصبح توزيع المال العام أمرا يكتنفه الغموض
,من خلال ميزانيات وهمية ومشاريع ضخمة تعد ستارا لسرقات كبيرة تذهب فى جيوب المنتفعين ومصاصى دماء الشعوب، بل إن بعض الأنظمة التى عرفت بسرقة أموال شعبها لم تستح يوما بمطالبة بعض الدول الأخرى بتوزيع الثروة بالتساوى
كيف يمكن للشعوب أن تطالب بحقها؟ كيف يمكن أن تكف أيدى السفهاء عن بعثرة أموال الشعب ؟ كيف يمكن إيقاف هذا النزيف المستمر لهذه الثروات ؟، متى سنسمع عن محاكمات لبعض الحكام والوزراء والمسئولين الذين استغلوا مناصبهم للسرقات وتكديس أموال الشعب فى أرصدتهم ؟ متى ؟ وكيف ؟.
الدلائل تشير إلى امتداد ثورة الربيع العربى لتهب برياحها على منطقة الخليج الغنية بالنفط والمال ولتحط برحالها على الجزيرة العربية لتشكل فى مضمونها ملامح قوية على اندلاع الثورة فى السعودية ضد الفكر الاستبدادى للحكم.
و معطيات هذه الثورة تعتمد على تفشى الفقر وانعدام المساواة وخلل التركيبة الاجتماعية، إضافة إلى الخلافات القائمة بين الأسرة السعودية الحاكمة على كرسى الملك.
هذه الثورةالمتأججة دفعت العاهل السعودى الى تأجيلها بكل الوسائل الممكنة منذ بداية أحداث الربيع العربى، رغم أنها أصبحت على مرمى حجر وباتت فى طريقها إلى المملكة، ما يضع الإدارة الأمريكية أمام امتحان كبير، لاسيما أنهم يمثلون أهم شركاء واشنطن فى المنطقة , وأنهم باتوا يعانون تهديدا شعبيا حقيقيا قد يطيح بحكمهم إلى غير رجعة.
عوامل تساعد على اندلاع الثورة
وقد شرحت الصحفية الأمريكية «كارين اليوت» فى كتاب لها عن السعودية عوامل تفجر الثورة داخل السعودية، ثم انهيارها، ومكونات شعبها وتاريخها ودينها والخطوط الحمراء ومستقبلها، وقدمت صورة قاتمة عن البلاد التى تغلى بالتوترات والغضب الداخليين.
مؤكدة أن أكثر من 60% من السعوديين هم دون العشرين وغالبيتهم لا تملك الأمل بالحصول على وظيفة، وأن 70% من السعوديين غير قادرين على امتلاك منزل، و40% هم دون خط الفقر.
وفى المقابل فإن أفراد الأسرة المالكة من الأمراء والأميرات أكثر من 25000 فرد، ويملكون غالبية الأراضى والمصالح، والنظام الحاكم يرصد لكل منهم راتبا وثروة، كما أن أكثر المملكة لا تأكل مما يزرع أبناؤها، ولا تلبس مما يصنعون، وحياة المملكة تقوم على عمل العمال الأجانب، إذ إن 19 مليون سعودى يعتمدون على 5,8 مليون عامل أجنبى لتسيير الأعمال.
وبحسب الكتاب، فإن الاختلافات بين الإقليم، وتفشى العنصرية الاقليمية، هى واقع يومى فى الحياة السعودية؛ فأهل الحجاز فى الغرب والشيعة فى الشرق مستاءون من أسلوب الحياة الصارم لنظام الحكم ومشايخ السلطة، وبات التمييز الجنسى -وهو ضرورة عندهم- مشكلة متنامية بعدما أصبحت المرأة السعودية متعلمة ولا أمل يراودها فى الحصول على عمل، وأن 60% من الخريجين السعوديين نساء، لكنهن لا يشكلن سوى 12% من القوى العاملة.
النفط مقابل الأمن
الثورة فى السعودية لن تكون مماثلة فى أى بلد عربى، لأن الثورة فيها تعنى ثورة فى ثانى أكبر احتياطى للنفط فى العالم لأن كل برميل نفط من أصل 4 ينتج هناك،إضافة إلى ذلك فإن التحالف الأمريكى السعودى هو الأقدم فى المنطقة، ويعود إلى عام 1945 حين التقى الرئيس الأمريكى «فرانكلين روزفلت» مؤسس المملكة «عبدالعزيز بن سعود» وأبرم معه صفقة (النفط مقابل الأمن)، واليوم فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى السعودية أكثر من أى وقت سابق، لأن صادراتها النفطية من المملكة والتحالف مع مصر بات مشكوكا فيه، وخصوصا أن العراق يتجه نحو إيران.
التاريخ يقول أن السعوديون هم حلفاء أساسيون للأمريكيين فى الحروب كما فى اليمن وغيرها، و أن الاستخبارات السعودية ساعدت فى إحباط هجومين على الأقل لتنظيم القاعدة داخل الولايات المتحدة منذ عام 2010، إضافة إلى أهمية الدعم السعودى من أجل احتواء إيران.
رغم هذه الأهمية لآل سعود بالنسبة لواشنطن، إلا أن هناك فى المقابل مصدرا للقلق، فالاستخبارات الأوروبية تؤكد أن أغنياء السعودية لا يزالون الممول الأول للجماعات الإسلامية، وأنها ساعدت نظام جارتها الصغرى البحرين على سحق الانتفاضةالديمقراطية فيها، باعتبارأن البحرين تستضيف الأسطول الأمريكى الخامس.
الدولة السعودية الثالثة
ومن الناحية التاريخية فالسعودية هى الدولة الثالثة التى أنشاها «آل سعود»، فالدولة الأولى تأسست عام 1745، لكنها انهارت بسبب التدخلات الخارجية والخلافات الداخلية على ولاية العرش، والثانية تاسست عام 1824، والثالثة هى الدولة الحالية المؤسسة فى عام 1932، والثلاث بُنيت على تحالف بين أسرة آل سعود وفكر محمد بن عبد الوهاب، ومن المعلوم أن هذا التحالف شكل عماد تماسك المملكة واستقرارها حتى الوقت الراهن.
وقائع وأرقام .. وصراع على العرش
وقائع وأرقام تعرضها «كارين إليوت» فى كتابها الذى تشير فيه إلى أن المملكة كانت محظوظة فى الآونة الأخيرة، لكن الدولة الثالثة لآل سعود على موعد مع مواجهة غير مسبوقة فى خلافة العرش، وتؤكد أن التاريخ غير مشجع أيضا، فالدولة الثانية انهارت بسبب خلافات على السلطة فى أواخر القرن التاسع عشر، وأنه كلما تصاعدت الاضطرابات فى العالم العربى، اقتربت الثورة أكثر من أبواب آل سعود، لأن السعوديين سيطمحون بدورهم لحكومة أكثر ديمقراطية.
لكن الصحفية «إليوت» تحذر من أن هذه الثورة قد تأتى من الأصوليين الغاضبين من التحالف مع الأمريكيين، مؤكدة وجود سيناريوهات مختلفة لما يمكن أن يحصل فى المملكة، فالملكيات المطلقة غير قابلة للإصلاح، ولذلك عندما تبدأ رياح التغيير فى الديكتاتوريات العميقة كالسعودية، سيصعب السيطرة عليها.

الثورة قادمة لاقتلاع الديكتاتوريات العميقة

لكن السؤال هو متى،وكيف سيتعامل الرئيس الأمريكى المقبل مع التحدى الأكبر عندما ينفد الوقت ويبدأ انهيار أكبر شركائه الشرق أوسطيين؟
فى مقالته حول كتاب «كارين إليوت هاوس» حول السعودية،شعبها،ماضيها، دينها، ومستقبلها، أورد «مايكل توتن» فى مقال له فى (نيويورك تايمز) بعنوان (المملكة المغلقة)، قصة بيتر بيرج مؤلف كتاب (المملكة)،وهو شاب عمل فى «الإف بى آى »سافر على متن طائرة إلى الرياض وسأل صديقا له عن السعودية وماذا تشبه، فأجابه بأنها (تشبه إلى حد ما المريخ)،بحسب إجابة أحد الخبراء.
نوع آخر من النظام الديكتاتورى
وبحسب مانشرته «إسلام تايمز» يعلق توتن بأنها ليست بالدقة كالمريخ، ولكن بالنسبة لمعظم الأمريكيين قد تكون السعودية مثل عالم آخر غير أى جزء آخر مسكون. إنها متميزة عن بلد مثل الولايات المتحدة، وليست جمهورية تسلّطية حديثة مثل كوريا الشمالية الشيوعية، ولكنها نوع آخر من النظام الديكتاتورى، أو كما وصف ذات مرة كريستوفر هيتشنس العالم المغلق الذى تحكمه عائلة كيم فى بيونج يانج، أى مكان (حيث إن كل شىء ليس واجبا على الإطلاق يكون ممنوعا على الإطلاق).
أما بالنسبة للصحفية الفائزة بجائزة بوليتزر «كارين إليوت هاوس» مؤلفة الكتاب المشار إليه أعلاه فقد كانت تتردد على زيارة المملكة السعودية لأكثر من ثلاثين عاما، وفى كتابها هذا تميط اللثام بمهارة عن هذا المكان المبهم بالنسبة لأولئك المختصين بالشئون الإقليمية والقراء العاديين بصورة عامة.
تصف «هاوس» المجتمع بأنه كالمتاهة (حيث يناور السعوديون بصورة لا نهائية عبر طرق متعرجة بين جدران عالية من القيود الحكومية، والتقاليد الثقافية). كما تصف كيف تعيش النساء فيما يشبه أماكن مغلقة، ولا يجوز لهن الاجتماع سوى مع عوائلهن.
وتتحدث عن الفوارق بين نجد والحجاز والمنطقة الشرقية، حيث تبدو نجد على النقيض من الحجاز، بطابعها الحضرى على ساحل البحر الأحمر. وفى المنطقة الشرقية، حيث تتركز الاحتياطيات البترولية للبلاد،ورغم ذلك يعيش الأهالى تحت وطأة القمع والفقر.
60بالمائة من السعوديين لا يؤيدون نظامهم
ولكن ما يعتبره «توتن»الجدار الأعلى أى عائق المعلومات، حيث يتم تقييد معرفة العالم الأوسع وطرقها ينهار بصورة سريعة. وبفضل الإنترنت، فإن الشباب وحيث إن 60بالمائة من السعوديين هم فى العشرين من أعمارهم أو أقل من ذلك فيعرفون كل شىء عن الحياة فى المجتمعات العربية الأكثر هدوءا وفى الغرب. وهم لا يؤيدون النظام السعودى بنفس الطريقة التى كان أباؤهم وأجدادهم يفعلون.
يقول رجل أعمال متوسط العمر للسيدة هاوس (عقولنا فى صندوق، ولكن الشباب قد تحرروا بواسطة الإنترنت والمعرفة. فلن يتحملوا ما نحن عليه). ويقول شباب فى العشرين من عمره (فتح فيسبوك أبواب أقفاصنا)، فيما يقول مسئول فى الجامعة (الشباب لديه سيارة ومال فى جيبه، ولكن ماذا يمكنه فعله؟ لا شىء. إنه يشاهد التليفزيون ويرى الآخرين وهم يفعلون أشياء لا يمكنه القيام بها ويتساءل لماذا؟).
إن الثورة فى طريقها إلى ربوع المملكة، لكن السؤال هو متى، وكيف سيتعامل الرئيس الأمريكى المقبل مع التحدى الأكبر عندما ينفد الوقت ويبدأ انهيار أكبرشركائه الشرق أوسطيين؟
كل تلك المعطيات عالجتها الصحفية كارين إليوت هاوس فى كتابها عن السعودية .
الانتفاضة الديمقراطية فى الجزيرة
ثورة فى السعودية، لن تكون مماثلة فى أى بلد عربى. ثورة فى السعودية تعنى ثورة فى ثانى أكبر احتياطى للنفط فى العالم، بما أن برميلا من أصل 4 ينتج هناك.
رغم هذه الأهمية لآل سعود بالنسبة إلى واشنطن، هناك فى المقابل مصدر للقلق. الاستخبارات الأوروبية تقول إن أغنياء السعودية لا يزالون الممول الأول للجماعات الأصولية الإسلامية. كذلك فإنها ساعدت نظام جارتها الصغيرة البحرين على سحق الانتفاضة الديمقراطية فى الجزيرة التى تستضيف الأسطول الأمريكى الخامس.
ومن الناحية التاريخية، المملكة السعودية هى الدولة الثالثة التى أنشأها آل سعود. الدولة الأولى تأسست عام 1745، لكنها انهارت بسبب التدخلات الخارجية والخلافات الداخلية على ولاية العرش. والثانية تأسست فى عام 1824، والثالثة هى الدولة الحالية المؤسسة فى عام 1932.والثلاث بُنيت على تحالف بين أسرة آل سعود وفكر محمد بن عبد الوهاب. ومعلوم أن هذا التحالف شكل عماد تماسك المملكة واستقرارها حتى الوقت الراهن.
وقائع وأرقام تعرضها كارين فى كتابها، الذى تشير فيه إلى أن المملكة كانت محظوظة فى الآونة الاخيرة بقيادات جيدة. لكن الدولة الثالثة لآل سعود، على موعد مع مواجهة غير مسبوقة فى خلافة العرش. وتقول إن التاريخ غير مشجع أيضا، فالدولة الثانية انهارت بسبب خلافات على السلطة فى أواخر القرن التاسع عشر.إضافة إلى ذلك، فإنه كلما نجحت الثورات فى العالم العربى، اقتربت الثورة أكثرمن أبواب آل سعود، لأن السعوديين سيطمحون بدورهم إلى حكومة أكثر ديمقراطية.
لكن الكاتبة تحذر من أن هذه الثورة قد تأتى من الأصوليين الغاضبين من التحالف مع الأمريكيين. وتقول إن هناك سيناريوات مختلفة لما يمكن أن يحصل فى المملكة.الملكيات المطلقة غير قابلة للإصلاح، لذلك فإنه ما أن يبدأ التغيير فى الديكتاتوريات العميقة يصعب السيطرة عليه.

ثورة الجياع قادمة
واعتبر الناشط السياسى السعودى "على الأحمد" أن محاكمة الدكتور" عبدالكريم بن يوسف الخضر" أستاذ الفقه بجامعة القصيم هى بسبب امتلاكه الفكر المعتدل، متوقعا أن تكون السعودية قادمة على تغيير سياسى كبير بسبب تصاعد عمليات الاحتجاج.
وقال "الأحمد" فى تصريح لقناة "العالم" الإخبارية: " إن الدكتور "عبدالكريم بن يوسف الخضر" أستاذ الفقه بجامعة القصيم وعضو جمعية الحقوق المدنية والسياسية لا يستحق المحاكمة كما تفعل السلطات السعودية بل التكريم، خاصة أنه من أفضل المتخصصين فى المنطقة بعلم الفقه المقارن.
وأضاف: «أن خطر الدكتور «الخضر» على الفئة الحاكمة فى السعودية هو أنه وأمثاله يملكون فكرا جديدا ينافس الفكر الحكومى، ولديهم القدرة على طرح أفكار تقسيم الموارد والمشاركة الشعبية فى الثروة والسلطة بقالب إسلامى متطور".
وتابع: إن الدكتور "الخضر" يحاكم لأفكاره لأنه ليس ناشطا سياسيا بل هو يطرح البديل الإسلامى المعتدل المتطور الذى يريد تطبيق العدل فى البلاد ويقدم نموذجا جديدا، خاصة أن النموذج السعودى الحالى غير متوافق مع الإسلام وكل ما يقوم به هو عكس الإسلام.
وبين أن الثورة الشاملة فى السعودية قادمة، وربما خلال الأشهر القادمة، متوقعا أن تكون السعودية قادمة على تغيير سياسى كبير بسبب تصاعد عمليات الاحتجاج وكثرة عمليات الاعتقال والتنكيل.
سيناريو الثورة
مع نشر مزيد من التقارير التى توضح أن السلطة فى السعودية تعانى حالة قلق مزمن من اضطرابات قد تتطور فى نهاية المطاف لتصبح ثورة عارمة تطيح بالأسرة الحاكمة وتدب الفوضى فى المملكة ما يشعل حربا دولية حول أسعار الطاقة.
و طرحت مؤسسة "هيريتدج" الأمريكية بعض الأسئلة حول إمكانية قيام ثورة فى السعودية، لافتة إلى حتمية تعطل إنتاج النفط فى الدولة الأولى عالميا فى تصدير النفط.. وحاولت مؤسسة "هيريتدج" اليمينية الأمريكية، وضع الخطط لما بعد انهيار إنتاج النفط السعودى، واقترحت على الإدارة الأمريكية بعض إجراءات الطوارئ فى حال وقوع ما لا يمكن تصوّره، مشيرة إلى أن روسيا وإيران ستسعيان لاستغلال الأزمة وإحكام نفوذهما على العالم، فيما يتضاءل النفوذ الأمريكى، وخصوصا فى الشرق الأوسط!
ارتفاع أسعار النفط لو هاجمت أمريكا إيران
وصف الباحثون فى "هيريتدج"، إرييل كوهين وديفيد كروتزر وجيمس فيليبس وميكاييلا بنديكوفا، فى تقريرهم الذى يقع فى ثمانى صفحات، هذا السيناريو بأنه أكثر خطرا من إغلاق إيران مضيق هرمز، الذى سيسبب ارتفاعا فى أسعار النفط، لكن على مدى قصير، إذا ما تمكنت الضربة العسكرية ضد طهران سريعا من إعادة ترميم الممرات البحرية. واستندت "هيريتدج" إلى تجارب محاكاة كانت قد أجرتها فى 2006 و2008 و2010 لتقويم الأثر الاستراتيجى والاقتصادى على إمدادات النفط. لكن هذه المرة درست حالة إصابة إنتاج النفط السعودى فى العمق، إن طالت الثورة المملكة، ما قد يسبب توقف إنتاج النفط بالكامل لمدة عام، وانخفاض الإنتاج بنحو 8.4 مليون برميل يوميا، يليه عامان من التعافى.
ومن بين إجراءات الطوارئ، يقترح الباحثون على واشنطن إطلاق بعض الاحتياطات النفطية الاستراتيجية بالتنسيق مع الدول الأخرى، إضافة إلى استغلال موارد شركة أمريكا الشمالية للطاقة، وترشيد الاستهلاك المحلى للطاقة للحدّ من تبعات الأزمة وتسهيل عملية التعافى.
نشر قوات عسكرية أمريكية فى الخليج
وخلص معِدّو التقرير إلى ضرورة استخدام واشنطن نفوذها ومواردها لمساندة الحلفاء والأصدقاء خلال الأزمة.. وبحسب المصدر نفسه، سيتعيّن على الولايات المتحدة أن تضع فى الحسبان، احتمال نشر قوات عسكرية فى السعودية ودول خليجية أخرى، بناءً على طلب هذه الدول.. ويبدو السيناريو الذى رسمه الباحثون ل"الثورة السعودية" أقرب إلى فيلم سينمائى، إذ يبدأ بمطالب حقوقية لليبراليين، قبل أن ينضم إلى الثورة رجال الدين تردّ الرياض بيد من حديد، وتطلق النيران على المتظاهرين فى المنطقة الشرقية الغنية بالمشاريع الكبرى والنفط، فيعتقلون أو يُقتلون.. على إثر ذلك، يقوم ائتلاف من الوهّابيين بالاستيلاء على الحكم، ويطردون كل العمال غير المسلمين.
ويتابع رجال مؤسسة "هيريتدج" تصوّراتهم، فيعتقدون أن النظام الإسلامى الجديد سيتردّد فى بيع الذهب الأسود للأمريكيين والأوروبيين، مفضّلين بيعه للصينيين. وبطبيعة الحال، يعود الإنتاج، لكن منخفضا إلى 4 أو 5 ملايين برميل يوميا، وهو المستوى الذى بلغه الإنتاج الإيرانى بعد سقوط الشاه.
أمريكا تتدخل لحماية مصالحها
وبحسب التقرير نفسه، سيكون لهذه "الثورة السعودية" تبعات اقتصادية على الولايات المتحدة، إذ يُتوقع أن ترتفع أسعار الوقود إلى أكثر من 6.5 دولار للغالون الواحد، فضلا عن ارتفاع أسعار النفط من 100 إلى أكثر من 220 دولارا للبرميل. وبعد عرض ما سيتعيّن على الحلفاء والخصوم القيام به لمواجهة تداعيات مثل هذا السيناريو، يقترح الباحثون، إذا قررت واشنطن أنّ التدخل العسكرى حتمى لحماية مصالحها، ودعم السلطات المدنية، وشن عمليات لمكافحة الإرهاب، وضمان بقاء مضيق هرمز مفتوحا، وردع إيران عن سد الفراغ فى السلطة السعودية، وضمان عدم استيلاء نظام إسلامى راديكالى معادٍ على البنى التحتية النفطية فى المملكة أو الخليج عموما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.