طلق نارى بالرأس وجسم غريب بالرقبة فى جسد أحد شهداء مسيرة "الهرم" آخر ما هتف به الشهيد "فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء" احتل مقدمة الصفوف وقال لزوجته واصدقاءه "لماذا تتباطئون؟" الشهيد سيد على محمد أحمد متزوج وعنده 3 أولاد ولدان وبنت أكبرهم يوسف فى الصف السادس الابتدائى ويبلغ من العمر 40 عام كان فى السنة الثانية فى كلية التجارة ولكنه لم يتمها لانشغاله ببيته ومحاولة توفير المال لهم، استشهد فى جمعة الغضب 16/8/2013 فى أحداث اعتداء قسم الطالبية على المسيرة التى خرجت فى شارع الهرم تندد بالانقلاب ومجزرة فض اعتصامى رابعة والنهضة، وجثمانه يقف شامخ شاهد على تجاوزات واجرام الداخلية فى الابادات الجماعية التى تمارسها فى حق المتاظرين السلميين. قال التقرير الأولي أنه توفى نتيجة اصابته بطلق نارى أحدث ثقب بالجلد دائرى قطره 2,5 سم أسفل الأذن اليسرى فى اتجاه لأسفل كما يوجد آثار جسم غريب تحت الجلد بارقبة ناحية الكتف الأيمن مع اشتباه فى نزيف دموى بالمخ ويوجد نزيف دموى حاد بالأذن اليسرى. خرج الشهيد لصلاة الجمعة مع زوجته لينطلق بعد ذلك فى احدى المسيرات الخارجة فى جمعة الغضب وعندما انتهى من الصلاة ووجد أن المصلين خرجوا على بيوتهم غضب كثيرا وقال لزوجته هل هذه هى جمعة الغضب؟ كيف يخرجون الى بيوتهم فى يوم كهذا؟، فوجد جامع الصباح مازال يلقى الخطبة ولم يصل دخل وصلى معه هو وزوجته مرة أخرى وفرح عندما علم ان هناك مسيرة ستخرج منه وخرج معهم. وتحكى زوجته أنه قص شعره وأظافره وكأنه كان يستعد للشهادة ومن شاهدوه من أهل منطقته الذين ذهبوا معه فى المسيرة أنه كان بيجرى فى المسيرة ويقول لهم "لماذا تتبطاءون هكذا؟"، وكأنه كان يهرع للقاء الله متشوق للقاء من خرج فى سبيله، وتقول انها كانت لا تخرج معه فى المسيرات لتجلس مع أولادها الصغار ولكن فى هذه المسيرة طلبت أن تنزل معه فوافق وقدر الخالق ان تعثر عليه بعد أن غاب فى مقدمة المسيرة شهيدا. تقدم الشهيد سيد عن كل من يعرفهم الى مقدمة المسيرة آملا ان يكون فى الصفوف الاولى لكى ينال الشهادة اذا ما حدث اعتداء من الشرطة، وبالفعل عند وصول المسيرة الى قسم الطالبية سلمية انهال قناصة من على أسطح قسم الطالبية وبعض البلطجية الذين أغلقوا الشارع بالمتاريس بالرصاص الحى والقنابل المسيلة للدموع وقنصوا من استطاعوا من المسيرة وكان الشهيد سيد من اوائل من نال الشهادة لانه اصر على ان يكون فى مقدمة الصفوف. هبت زوجته فى وسط هذا الهرج الذى اصاب التظاهرين للبحث عنه وكانها كانت تشعر بانها فقدته الى الابد ولم تهاب الرصاص ولا البلطجية وتمكنت من تجاوز ذه المنطقة مع من نجوا ووصلت الى نصر الدين عند نفق الجيزة تبحث عنه فى من استطاعوا النجاة والمرور من هؤلاء القتلة فوجدت فى مسجد نصر الدين قتلى بأعداد كبيرة سقطوا شهداء فطلبت من الموجودين بالمسجد يبحثوا عن زوجها لعله يكون أحد منهم وبحث فى القتلى وفى كشف الاسماء دون ان يعثر على اثر له فلم تيأس وظلت تبحث عنه. واتصلت زوجته بشاب من اهل منطقتهم كان معهم فى المسيرة لتسأله عليه ولكنه أجابها بالرفض فطلبت منه ان يذهب للمستشفيات التى فى شارع الهرم ويسأل عليه لعله يكون أصيب وهى فى طريقها اليه، ولكنه لم يجده فى مستشفى الهرم وهى التى كان يحول عليها القتلى والمصابين فطلبت منه أن يسأل مرة اخرى قال لم يبقى الا الشهداء مجهولى الهوية فاصرت أن يدخل ليتاكد أنه ليس بالداخل، وعندما خرج لها باكيا صبرت واحتسبته شهيد وارادت أن تدخل لكى تتأكد أنه هو وحسب ماروت وجدته مبتسما غير عابء بالحياة التى سلبت منه دون وجه حق. اكتشفت زوجته انهم فى مستشفى الهرم فتشوه وأخذوا منه بطاقة الهوية والهاتف وتركوا المال بعد ان غيروا مكانه دون قصد عندما كانوا يتأكدوا أن لا يوجد معه أى اثبات شخصية آخر لكى لا يعثر عليه اهله بسهولة ويديرون على مستشفيات مصر بحثا عنه اما ان يجدوه بعد أن يضيع حقه فى اثبات انه استشهد على يد الداخلية فى جمعة الغضب واما الا يجدوه فيدفن مجهول الهوية (على حد قولها). طلبت زوجته من المستشفى ان تمم الاجراءات لكى تتسلمه فاخرجت المستشفى تقرير جاهز اما ان مات منتحر او ميتة طبيعية فرفضت زوجته وأخذته على مشرحة زينهم وقام اهله بعمل محضر فى قسم الشرطة. انتظر أهله وأصدقاءه أمام المشرحة معه حتى يوم السبت 12 منتصف الليل لكى يتمنكوا من أخذه وهذا بعد اصرار منهم ويحكى فتح الله زوج اخت زوجته و أحد اصدقاءه أنهم عندما وافقوا أخيرا على ان يدخلوا ليستلموا جثمان الشهيد اضطروا الى خلع الاحذية وتشمير البناطيل وخلع القمصان من كثرة الدماء التى أغرقت ارض المشرحة وقال أن عدد القتلى الذين بالمشرحة يفوق عدد الأهالى المنتظرة ذويهم فى الخارج من كثرتها. ويذكر أن سيد كان لا يغفل عن الذهاب الى ميادين رفض الانقلاب ويقول لزوجته "أنا لست مثل المرابطين فى الميادين لكى انول الشهادة أنا انزل ساعات وأرجع لأبيت فى المنزل"، وكان يقول لها "أنا ل أرد أن تجدينى معتقل بل ادعى لى ان تعثرى على شهيد". وذهب الشهيد سيد يوم الأربعاء 14/8 اليوم التالى لفض الميادين الى ميدان النهضة وبكى على اطلال الميدان وعلى الشهداء الذين فحمتهم الداخلية وعلى كل ركن كان يقف فيه. زار الشهيد سيد وزوجته الى والده الأعمى قبل المسيرة بيوم ليودعه وكان دائم السؤال عليه وهو من يعيله رغم انه اصغر ابناءه، وعندما خرج من عنده قالت له زوجته من سيود أبيك بعدك هكذا فقال لها الله اعلم من سيدفن من هذه أقدار الخالق؟. وشهد أهل منطقة الشهيد سيد له بالطيبة وحسن الخلق وعدم اثارة المشاكل والهدوء وحب الآخرين وفى جنازته ايضا شهد الجميع ان "سيد" لا يمكن ان يكون من الارهابيين الذين تتدعى الشرطة انها تقاومهم معللة ومبررة قتل الشعب بأنها تقاوم الارهاب، وتشهد زوجته بحنيته على أولاده واصراره على ادخالهم الازهر لكى يخرجوا علماء حافظين القرآن .