نظمت القوى الوطنية الفلسطينية و العديد من المواطنين وعدد من الشخصيات المستقلة والشخصيات الوطنية التي تمثل بعض الفصائل الفلسطينية تظاهرة متزامنة في كل من رام اللهوغزة ضد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين التي ستبدأ اليوم في واشنطن واحتجاجا على عدم تحقيق المصالحة وتعزيز صمود الأهالي وحفظ الحريات.وشددت تلك القوى خلال اعتصامها في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة تنديدًا بالمفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي مشدده على انها أصبحت عبثية ولن تحقق شيئًا لصالح القضية الفلسطينية.ومن المقرر اليوم الخميس الإعلان في واشنطن عن انطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين للوصول إلى حلول بشأن القضايا الرئيسة وإقامة الدولة الفلسطينية، كما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية سابقًا.ورفع المتظاهرون شعارات تطالب المفاوضين الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة إلى الوحدة الوطنية وعدم التفاوض مع إسرائيل كونها المستفيد الوحيد من هذه المفاوضات.من جانبه قال أمين سر الجبهة الديمقراطية قيس أبو ليلى :إن الشعب الفلسطيني ليس ضد المفاوضات وإنما يريد سلاما متوازنا الذي يتم الوصول إليه من خلال عملية سلام متوازنة وليست عرجاء .ووجه أبو ليلى رسالة للرئيس محمود عباس مفادها : أن المفاوضات دون الشروط التي أصر عليها الرئيس طوال العاميين الماضيين ولأكثر من مرة وهي وقف الاستيطان وقفا كاملا والالتزام الاسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية كمرجعية لعملية السلام, متابعا: أي مفاوضات دون ذلك هي مكسب صافي للاحتلال الاسرائيلي والذي سيستخدمه للتستر على نشاطاته الاستيطانية وفرضه للوقائع العدوانية على الأرض .كما وطالب المتظاهرون أيضا باسم مليون جريح فلسطيني وباسم أكثر من 7000 أسير الرئيس محمود عباس بالعودة عن المفاوضات المباشرة ومراعاة مشاعر آلاف من عائلات الجرحى والأٍسرى.أما الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح فقال :إن الرسالة الأولى للمفاوض الفلسطيني اليوم هي عودة الرئيس عباس من واشنطن وعدم لقاء نتنياهو والرسالة الثانية هي وجوب الوقوف صفا واحدا ضد أي شكل من أشكال الاعتداء على الحريات العامة وعلى الديمقراطية .وأضاف ملوح في كلمته أمام المتظاهرين في كل من رام اللهوغزة : وجودنا اليوم أيضا لنقول نعم لإدارة الخلافات الداخلية بصورة ديمقراطية دون التدخلات البوليسية- في الضفة الغربية وقطاع غزة.وأوضح عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي أن بدء المفاوضات في ظل التعنت الإسرائيلي وضعف الموقف العربي وخضوع الجانب الفلسطيني للشروط الأمريكية يجعلها عبثية.ونوه الصفدي إلى أن السلطة الفلسطينية تجاهلت قرار المجلس المركز الرافض لقرار الدخول في المفاوضات دون وجود الضمانات الحقيقة لنجاحها، مشيرًا إلى تآكل منظمة التحرير من الداخل وحاجتها للإصلاح.وقال: إن رفض المفاوضات المباشرة من قبل الكل الفلسطيني جاء نتيجة استبدال قرارات الشرعية الدولية بالقرارات الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا، مؤكدًا على ضرورة إنهاء الانقسام وعدم التفريط بالحقوق الوطنية.وأشار إلى أن بيان الرعاية بشأن المفاوضات لم يكن ملبيًا لأدنى مستوى من حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مبينًا أن إسرائيل تستغل التفاوض بهدف فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض.من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة محسن أبو رمضان: إن إسرائيل استغلت سنوات المفاوضات لزيادة الاستيطان والتهويد داخل الأراضي الفلسطينية، لذلك يجب عدم إعطائها المزيد من الوقت.وأشار أبو رمضان إلى أن إنهاء الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سليمة والالتزام بوثيقة الوفاق الوطني وصيانة الحريات العامة يعد البديل الأمثل لدخول في المفاوضات المباشرة.من جانبه، نوه عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف إلى أن عبثية المفاوضات استمدت من عدم تحقيقها لأية نتائج خلال السنوات الماضية، مما جعل رفضها أمرًا واجبًا وليس مجرد الصدفة فقط.واستنكر خلف استمرار السلطة الفلسطينية في التفاوض مع الاحتلال في ظل مواصلة الاستيطان والتهويد بحق الأرض والمقدسات، داعيًا إلى التركيز على ضرورة إنهاء الانقسام وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية عماد أبو رحمة: إن قرار الدخول في المفاوضات المباشرة يعتبر غير شرعي في ظل عدم وجود السند القانوني له دخل اللجنة التنفيذية.ونوه أبو رحمة إلى أن من وصفهم بالفريق المتنفذ في السلطة الفلسطينية خضع إلى الشروط الأمريكية دون تحقيق نتائج تخدم القضية الفلسطينية، مؤكدًا عدم امتلاك ذلك الفريق سوى خيار التفاوض.وحذر من وصول السلطة إلى ذروة التنازل عن الحقوق والثوابت من خلال المزيد من المفاوضات مع الاحتلال، مشددًا على ضرورة تفعيل المقاومة كوسيلة لردع الاحتلال عن ممارساته بحق الفلسطينيين.من ناحيته، أكد عاهد ياغي من المبادرة الوطنية الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني يسعى إلى تحقيق السلام العادل الذي يضمن إعادة حقوقه و يحفظ ثوابته من الضياع وقال ياغي مخاطبًا السلطة الفلسطينية: آن الأوان لإعادة النظر في آليات اتخاذ القرار الفلسطيني وبناء منظمة التحرير وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.الى ذلك أكدت الحكومة الفلسطينية المقاله برئاسة إسماعيل هنية، أن لا تفويض لمحمود عباس وفريقه بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني، مشددة على أن أي مفاوضات تجري غير ملزمة لشعبنا، وتعتبر خرقاً للإجماع الوطني والرفض القاطع للتفاوض مع الاحتلال وقالت الحكومة، في بيانٍ لها : إن التفاوض مع الاحتلال يعطيه الغطاء لاستمرار حصاره للقطاع واستيطانه في الضفة وتهويده للقدس المحتلة مما يتطلب العمل على عزل الاحتلال سياسيا ومحاكمة قادته لجرائمهم المختلفة وليس الحوار معهم.وشددت على أن الشعب الفلسطيني لن يصمت على سياسة التنازل التي تتبعها السلطة غير الشرعية في رام الله واستجابتها لاملاءات واشنطن وحكومة الاحتلال، وسيحاسب الشعب كل من يتنازل عن ثوابته وحقوقه الوطنية.وأدانت الحكومة عقد العدو الصهيوني لمؤتمر يهودي في مدينة القدس، محذرة من عمليات التهويد المتصاعدة في المدينة المقدسة. واعتبرت عقد هذا المؤتمر في شهر رمضان المبارك تحدياً لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم كافة، داعيةً الدول العربية والإسلامية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المدينة المقدسة والتحرك لفضح جرائم الاحتلال بحق القدس وعدم تمرير هذه الخطوات التهويدية المتلاحقة.وفي شأنٍ آخر، عبرت الحكومة عن رفضها وإدانتها لمنع نواب وممثلي الشعب الفلسطيني، وعدد من قادة حركة حماس من السفر لأداء مناسك العمرة في الديار الحجازية في معبر رفح الحدودي. ودعت إلى فتح معبر رفح أمام الجميع، مؤكدة أن الحق في التنقل من وإلى الوطن تكفله جميع القوانين الدولية، رافضة سياسة الكيل بمكاييل في المعبر.