وقفت بعيدا عن زحام قافلة غزة الشعبية، فى الجانب المصرى من معبر رفح، بجوارها 3 فتيات صغيرات وعدة حقائب كبيرة.. كانت ترصد هتافات المصريين، وتفاعلهم مع القضية الفلسطينية، فى انتظار النداء على اسمها، لاستلام جواز السفر، الذى يعد بالنسبة لها تأشيرة الدخول لأرضها بلا رجعة، فى انتظار الموت هناك، على حد قولها. أم علاء، هى سيدة فلسطينية تبلغ من العمر 70 سنة، لديها ولاد وبنات كتير، كما قالت لالشروق، أكبرهم يبلغ من العمر 55 سنة، طول عمرى كنت عايشة فى ليبيا، مع ابنتى وزوجها وأولادها، وآخر مرة زرت فيها غزة، كانت من 3 سنين، أما أحفادى فعمرهم ما شافوا غزة.تضيف أم علاء جئت لأموت فى أرضى، اللى بيموتوا فى غزة، مش أحسن منا فى شىء، وكمان أحفادى لازم يشوفوا أرضهم، ما عندنا شىء نخاف منه، وما بنخاف الموت، اللى يعيش يعيش واللى يموت يموت، أحفادى جاءوا لزيارة أرضهم، وإتمام بعض الأوراق الرسمية الخاصة بهم مع والدهم، الذى لم يدخل غزة هو الآخر منذ سنوات.تنتمى أم علاء إلى عائلة عاشور فى مدينة خان يونس، التى قالت عنها أرضى مفيش أغلى منها.. ومعادش فى العمر بقية، علشان يضيع فى البعاد عن أرضى، ومع إشارتها إلى أن الكثير من أبنائها يعيشون فى بلدان مختلفة فى العالم العربى، أكدت لنا أنه ستسكن فى بيت العائلة فى خان يونس مع باقى أهلها.اشتكت أم علاء من زحام المعبر، خاصة مع وجود وفد القافلة الشعبية المكون من 500 ناشط مصرى، وتمنت لو أن الجوازات تنهى إجراءات وأوراق العائلات المسافرة أولا، لأنها كبيرة فى السن ولا تقوى على الوقوف والانتظار طويلا، ومع ذلك أقرت بأن الإجراءات فى المعبر أصبحت أسهل كثيرا عن آخر مرة زارت فيها غزة، عندما كانت تبيت على المعبر ليلة أو اثنين فى انتظار العبور.