وسط تداعيات خطيرة يمر بها السودان، منذ انفصال دولة الجنوب في يوليو 2011 وأدت الي اتساع دائرة النزاعات بين جوباوالخرطوم، اعتبر خبراء ومراقبون أن الغارة الإسرائيلية علي السودان الأسبوع الماضي ربما تكون مؤشرا جديدا علي إمكانية نشوب حرب بين إسرائيل وإيران، وإن تداعيات المواجهات المتزايدة بين الطرفين ربما تؤدي الي تفاقم الصراع بين دولتي السودان الشمالية والجنوبية .وذكرت تقارير بريطانية لها اليوم أن السفن الإيرانية وصلت إلي بورتسودان لإظهار الدعم للسودان بعد أسبوع واحد من قصف إسرائيل مجمع اليرموك للصناعات العسكرية في العاصمة السودانية.وأشارت إلي أنه ورغم قول إيران إن إرسال سفنها لبورتسودان يتصل بجهود مكافحة القرصنة البحرية، فإن ذلك يمثل تصعيدا محتملا لحرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل تُخاض في الصراع بين الخرطوموجوبا.ووصفت الاعتداء علي مجمع اليرموك بأنه عملية متطورة مسنودة بطائرة غلفستريم ترابط خارج المجال الجوي السوداني وهي تحمل أجهزة إلكترونية عسكرية للتشويش علي الدفاعات الجوية السودانية.وأوضحت أن إسرائيل أصبحت حليفا عسكريا وتجاريا قويا لجنوب السودان منذ انفصاله العام الماضي، فيما تحتفظ إيران بعلاقات قوية مع الخرطوم.من جانبه نبه وليد السيد، رئيس مكتب الحزب الوطني السوداني بالقاهرة، الي ان تاريخ العداء الاسرائيلي للسودان ليس وليد اليوم وليس مرتبطا بايران ولكنه نما منذ انفصال الجنوب السوداني وهناك دعم للحركة الشعبية منذ الثمانينات وتسعي اسرائيل باستمرار لاضعاف السودان وتقسيمه وكانت ابرز استراتيجياتها العمل علي انفصال الجنوب ، كما لوحظ التواجد الاسرائيلي في دارفور من خلال منظمات انسانية يهودية تحت شعار save darfour ز وهي منظمات نشأت في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتسعي بشكل قوي لتأليب الرأي العام في السودان وكذلك أمام المحافل الدولية .وفي اطار هذه العدائيات تم ضرب مصنع الشفاء عام 93 ، كما تم توجيه ضربات لبورتسودان وراح ضحيتها مواطنون ابرياء ، واخيرا مصنع اليرموك والذي ينتج اسلحة تقليدية من حق السودان التسلح بها .واشار السيد الي أن اسرائيل ارادت توجيه رسالة تهديد لأي تعاون مع ايران أو المقاومة أو أي تعاون عربي - عربي ، لافتا الي أن موقف الجامعة العربية والاتحاد الافريقي كان مهما في دعم السودان ورفض أي عدوان خارجي عليه .وقال ان الممارسات الاسرائيلية لا يمكن السكوت عليها وهي ليست مبررة حيث تجاوزت حدود دول الطوق واصبحت مصدر تهديد كبير لأمن العالم العربي .وشدد علي ضرورة وجود تحرك عربي واسلامي في مواجهة المؤامرات الاسرائيلية، وقال :ان لنا حق الرد وسنتخذ البعد القانوني و التحرك الدبلوماسي اللازم عبر الجامعة العربية والاتحاد الافريقي وسيكون ذلك محل تباحثخلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب المقررة يوم 12 نوفمبر الجاري بالجامعة العربية .وحذر السيد من مخططات اسرائيل الرامية الي ملء الفراغ في جنوب السودان خاصة في ضوء الزيارات المتبادلة بين مسؤولين من الجانبين وانكشاف العلاقات السرية التي كانت تربط بينهما ، داعيا الي تعزيز العلاقات مع دولة الجنوب ومن يؤيدون السلام فيها لحماية الامن القومي للمنطقة .