قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إنه رغم إجماع كبار قادة البنتاجون، ومستشاري البيت الأبيض وأعضاء الكونجرس الأمريكي من كلا الحزبين على أن إنشاء قوة كبيرة من حيث العدد من الجيش والشرطة في أفغانستان، عنصرا حاسما في إستراتيجية خروج الولاياتالمتحدة من هذا البلد كما هو مقرر فى عام2014، إلا إن الإدارة الأمريكية ركزت على عنصر الكم ، وأهملت عنصر التدريب والكفاءة.وأضافت الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية رأت أن وجود قوة من 352 ألف جندي وشرطي من شأنها أن تمكن الحكومة الأفغانية من مواصلة القتال امام مقاتلي حركة طالبان بعد خروج الولاياتالمتحدة وقوات حلف شمال الاطلسي وانتهاء مهمتها القتالية هناك.وقالت، إن الجيش الأمريكي وصل إلى الرقم المستهدف فيما يخص عدد القوات الأفغانية، لكنها بعيدة كل البعد عن الاستعداد لتولي السيطرة على البلاد، فلا توجد كتيبة فى الجيش الافغانى او وحدات الشرطة ، دون مستشارين أمريكيين.وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من رجال الشرطة يبتزون الناس ويطلبون رشاوى، بدلا من تنفيذ الدوريات ، كما أن وحدات الشرطة فى خط المواجهة في كثير من الأحيان لا يحصلون على الغذاء والوقود وقطع الغيار التي تحتاجها لتعمل.وقالت، إن خدمات المخابرات والطيران والخدمات الطبية لا تزال غائبة. وربما الأكثر مدعاة للقلق، فإن عددا متزايدا من الجنود ورجال الشرطة الأفغان يوجهون أسلحتهم على جنود الولاياتالمتحدة وشركائها فى حلف شمال الاطلسي. ونتيجة لذلك، بدأ العديد من الضباط الأمريكيين والمتخصصين المدنيين الذين عملوا مع هذه القوات فى التشكيك في الحكمة من وراء الهدف فى انشاء قوة من 352 الف عنصر، دون ان تكون مؤهلة ماديا ومعنويا للقيام بمهامها.وقال المقدم روجر كارستينز الذى عمل كمستشار خاص فى مكافحة التمرد لمدة في مقر حلف شمال الاطلسي في كابول : إن محاولة تشكيل قوة أمر سهل جدا ، لكن التدريب والتأهيل هو الأهم.والتقت الصحيفة مع أكثر من عشرة ضباط ممن عملوا في الخدمة الفعلية وشاركوا في تدريب الجيش الأفغاني والشرطة على مدى العامين الماضيين ، وتحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويته ، حيث اجمعوا على ان القوات الافغانية ليست مؤهلة تماما للقيام بالمهام المنتظرة ، وعلى رأسها مواجهة قوات حركة طالبان.وأوضحت الصحيفة أنه في عام 2009، كان الهم الرئيسي في واشنطن ، عندما وافق البيت الأبيض على خطط لبناء قوة مشتركة من الأفغان تزيد عن 300 الف جندى ، هو عنصر التكلفة ، والتى بلغت 4.1 مليار دولار سنويا، أي أكثر من ضعف الإيرادات السنوية للحكومة الأفغانية ، والكثير من هذا ثمن يجب أن تتحمله الولاياتالمتحدة، التي أنفقت بالفعل ما يقرب من 50 مليار دولار على مدى العقد الماضي لبناء تلك القوة.