انطلقت فعاليات البطولة الإفريقية العربية للبرمجيات وطرق الحل المنهجي لطلاب الجامعات في دورتها الخامسة والعشرين على مستوى الوطن العربي وقارة إفريقيا ACPC 2021 بمدينة الأقصر في مصر بتنظيم من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري برئاسة الدكتور إسماعيل عبد الغفار، بالتعاون مع وزارة الاتصالات تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، و أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية. وقال الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن البطولة البرمجية لا تعد غاية ترفيهية فحسب، فالشباب المشاركون في المسابقات العلمية يتميزون بموهبة فكرية فريدة في مجال التكنولوجيا، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ضرورات الحياة اليومية، والتي لا يمكن الاستغناء عنها وهذا ما أثبتته فترة جائحة كورونا، حيث أصبح التعامل مع التكنولوجيا وتعلمها ضرورة ملحة لقضاء معظم الاحتياجات الحياتية. وأضاف أن المسابقة تستمر في إثبات دورها بإبراز المواهب الفكرية للشباب المتسابقين من خلال أجواء المنافسة التي تخلقها المسابقة، والتي تشجع الأجيال القادمة في تحسين مهاراتهم الإبداعية والفكرية في البرمجة والعمل الجماعي وقدرتهم في الابتكار تحت ضغوط الوقت المتاح في حل المشاكل باستخدام المنطق والتخطيط والتحليل الأنسب ووضع الإستراتيجية الأمثل. من جهته قال الدكتور أسامة إسماعيل، رئيس المسابقة ومستشار الأكاديمية، إن اختيار الأقصر للعام الثاني على التوالي يأتي بهدف تعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى، من خلال ما تمتلكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية، الأمر الذي يعكس جاهزية المقصد السياحي لاستقبال السائحين من مختلف دول العالم من خلال الوفود المشاركة وذلك لدعم وتشجيع السياحة مما يتماشى مع اتجاه وخطة الدولة المصرية في هذا الإطار. وأوضح إسماعيل أن فكرة المسابقة تعتمد على تنمية قدرات الطلاب على استخدام طرق الحل المنهجي للمشكلات وخوارزميات الحاسب الآلي مع العمل الجماعي لحل المشكلات عن طريق كتابة برنامج لحلها بأفضل طريقة في أقل وقت ممكن، حيث يتكون كل فريق من 3 طلاب ومدرب، وطالبين ومدرب لكل فريق من فرق الشباب الناشئين. أضاف الدكتور إسماعيل أنه من خلال فترة المسابقة يعمل فريق الطلاب بشكل جماعي لحل أكبر عدد من المسائل المطروحة ومحاولة إيجاد أفضل الحلول لها باستخدام خوارزميات الحاسب في أقل وقت ممكن باستخدام جهاز حاسب آلي واحد مخصص لكل فريق خلال فترة المسابقة والتي تستمر لمدة 5 ساعات متواصلة، ويتم تقييم المسائل بواسطة لجنة تحكيم باستخدام برامج آلية للتأكد من الحلول الصحيحة وتحديد عدد النقاط لكل مسالة. يشار إلى أن البطولة الإفريقية العربية تعتبر هي المسابقة المؤهلة للاشتراك في المسابقة الدولية ICPC، وللوصول إلى البطولة الإفريقية العربية لشباب الجامعات، حيث يتم تنظيم أكثر من 76 مسابقة محلية تقام على مستوى الجامعات من دول قارة إفريقيا والوطن العربي. وتتنافس الفرق الفائزة على مستوى كل جامعة في مسابقة إقليمية ليتأهل منها الفرق الفائزة إلى البطولة الإفريقية العربية، وبلغ عدد المشاركين في المسابقات المحلية لشباب الجامعات في دورة 2021 أكثر من 15 ألف مشارك يمثلون 3000 فريق على مستوى إفريقيا والوطن العربي. وأقيمت المسابقات المحلية بكل من الدول المغرب، وتونس، والجزائر، ومصر، والسودان، واثيوبيا، وانجولا، وبنين، وبوركينا فاسو، وساحل العاج، وتوجو، ونيجيريا، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان، والبحرين، ولبنان، وفلسطين، وسوريا، والأردن. والمسابقات المحلية تؤهل الفرق للمشاركة في التصفيات النهائية للبطولة الإفريقية العربية والتي ستقام بمدينة الأقصر هذا العام والتي يشارك بها أفضل 130 فريقا من أصل 3000 فريق شارك في المسابقات المحلية منهم 45 فريقا من جمهورية مصر العربية. أما بالنسبة لمسابقة الشباب الناشئين، قامت إدراة البطولة الإفريقية العربية للبرمجة بتنظيم المسابقات المحلية التي شارك فيها 75 فريقا على مستوى كل من مصر بمشاركة 69 فريقا، والمغرب 4 فرق وقطر فريقين، تأهل منهم للبطولة العربية الإفريقية 21 فريقا منهم فريقان سيشاركان في موقع دولة قطر و19 فريقا سيشارك في الموقع الرئيسي للبطولة المنعقدة في الأقصر منهم 12 فريقا من مصر. الجدير بالذكر أن مسائل المسابقة تم وضعها بواسطة مجموعة لجنة تحكيم جميع أعضائها ممن سبق لهم الاشتراك في المسابقة الأفريقية العربية ACPC في الأعوام الماضية، والذين يعملون الآن في كبريات شركات تكنولوجيا المعلومات مثل جوجل، فيسبوك، أمازون، بوكينج، وميكروسوفت وغيرها. ويعمل الفريق المشارك في المسابقة على تحديد درجة صعوبة المسألة المطروحة واستنباط متطلبات الحل وتصميم أسلوب الاختبار تمهيدا لبناء البرمجية الخاصة بإتمام حل المسألة في الوقت المتاح مما يشكل تحديا واضحا للقدرات الذهنية لحل المشكلات باعتبارها حاجة ماسة لبناء مستقبل مصر والعالم العربي، إضافة إلى أنها تشكل ملتقى عالمي للشباب من مختلف البلدان العربية والإفريقية للتبادل الفكري والثقافي وإنشاء صداقات فيما بينهم. وقد تشكل بالنسبة للكثير من المشاركين بداية حياتهم المهنية حيث تتنافس كبرى الشركات العالمية على استقطابهم، من أشهر المشاركين في المسابقة من الوطن العربي المهندس محمد عبد الوهاب الفائز بجائزة أهم المدربين في العالم ولم يسبقه إليها إلا 20 شخصا منذ عام 1970 ومن الولاياتالأمريكيةالمتحدة مارك زوكربيرغ مؤسس برنامج التواصل الاجتماعي فيسبوك وغيرهم.