بلحية طويلة خضَّبها الشيب، وبالرداء الليبي التقليدي الذي اشتهر به والده، وبنفس اللون الجملي الذي كان يفضله، عاد سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي إلى صدر المشهد مرشحا لخلافة أبيه، في قرار لا يجهل تبعاته وسط محيط تختلط فيه مياه مؤيديه بنيران الرافضين. كما كان إعلان ترشح قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لخوض الانتخابات في ليبيا صدى واسعا حيث لقي المرشحان الأوفر حظا في الانتخابات هجوما عنيفا من الخصوم السياسيين وتيار الإخوان الإرهابي وميليشياته المسلحة.
اقرأ أيضاً * البرلمان العربي يدعو لإجراء الانتخابات الليبية في موعدها ويثمن مخرجات مؤتمر باريس * البرلمان العربي يدعو إلى إجراء الانتخابات الليبية في موعدها ويثمن مخرجات مؤتمر باريس * البرلمان العربي يدعو إلى إجراء الانتخابات الليبية في موعدها ويثمن مخرجات مؤتمر باريس * أبو الغيط: حريصون على تقديم الدعم التقني لتأمين ومراقبة إجراء الانتخابات الليبية بصورة شفافة ونزيهة * الجزائر وليبيا وتونس تؤكد مواصلة الجهود لضمان نجاح الانتخابات الليبية وسحب المرتزقة * رئيس مفوضية الانتخابات الليبية يبحث مع مسئول أممي سبل دعم المجتمع الدولي للانتخابات المقبلة * وزير الخارجية يؤكد للمشير حفتر دعم مصر الكامل لجهود تحقيق أمن واستقرار ليبيا * وزير الخارجية يؤكد ضرورة إجراء الانتخابات الليبية فى 24 ديسمبر المقبل * الأممالمتحدة تدعو لإجراء الانتخابات الليبية فى موعدها وتتعهد بالمساعدة * رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: جاهزون لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر ويناير * وزير خارجية روسيا: ندعم إجراء الانتخابات الليبية في موعدها وسحب القوات الأجنبية * البرلمان العربي يؤكد دعمه للجهود المبذولة لإنجاح الانتخابات الليبية وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، في بيان لها، أن سيف الإسلام القذافي تقدم بمستندات ترشحه "مستكملا جميع المصوغات القانونية" المنصوص عليها بموجب القانون رقم 1 الصادر عن مجلس النواب بشأن انتخاب رئيس الدولة. وأكدت المفوضية أن القذافي الابن استلم بطاقته الانتخابية من المركز الانتخابي.
وسبق أن أعلنت المفوضية في السابع من نوفمبر الجاري فتح باب تسجيل المرشحين في الانتخابات الرئاسية والنيابية القادمة.
وسيستمر قبول الترشح للانتخابات الرئاسية حتى 22 نوفمبر، فيما يستمر قبول طلبات الترشح للانتخابات النيابة حتى 7 ديسمبر المقبل
سيف القذافي وحفتر
فيما أفادت وسائل إعلام بأن النيابة العسكرية في ليبيا طالبت مفوضية الانتخابات بتعليق إجراءات ترشح خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي في انتخابات الرئاسة القادمة.
وتداولت وسائل إعلام ليبية وثيقة قيل إن وكيل النيابة في مكتب المدعي العام العسكري، محمد غرودة، بعث بها إلى رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السايح، وهي تشير إلى أن حفتر والقذافي يواجهان اتهامات جنائية بالتورط في عدة قضايا متعلقة بقتل مدنيين.
ولفت غرودة إلى أن النيابة كانت قد أصدرت أوامر بالضبط والإحضار بحق حفتر والقذافي على ذمة التحقيق في تلك القضايا.
وجاءت في الوثيقة: "يطلب إيقاف السير في إجراءات ترشح المذكورين أعلاه إلى حين امتثالهما للتحقيق فيما أسند إليهما من وقائع، كما نحملكم المسؤولية القانونية حالة مخالفة ذلك، مع ضرورة موافاتنا بما يفيد الاستلام والإجراءات المتخذة من قبلكم".
ويأتي ذلك في ظل إعلان مفوضية الانتخابات اليوم الأحد عن قبولها أوراق ترشح سيف الإسلام القذافي، ليصبح بذلك ثاني مرشح في انتخابات الرئاسية الليبية المقرر إجراؤها في ليبيا في ديسمبر بعد عبدالحكيم بعيو.
وأكدت المحكمة الجنائية الدولية اليوم أن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحق نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011 لا تزال سارية.
سيف القذافي في مرمى الخصوم
وفور إعلان خبر تقديم سيف الإسلام (49 عاما) أرواق ترشه في مكتب الإدارة الانتخابية بمدينة سبها جنوب غربي ليبيا، ظهر اختلاف الآراء حول ترشحه في الداخل وفي الخارج.
فبالنسبة لخصومه، سارعت وسائل إعلام تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي إلى أخذ تصريح من المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية بأن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها 2011 بحق سيف الإسلام لمحاكمته فيما نُسب إليه من اتهامات بقتل المتظاهرين المعارضين لأبيه في 2011 لا تزال سارية.
وفي مدينة الزاوية غرب البلاد، أعلن ما يسمى ب"قادة وثوار الزاوية" رفضهم ترشيح من وصفتهم ب"المطلوبين للعدالة"، ومن بينهم سيف الإسلام، وهددوا في بيان بعدم فتح المراكز الانتخابية داخل المدينة، وب"حرب لا نعرف مداها".
غير أن ما صرحت به الجنائية الدولية وتهديدات الميليشيات يبدو غير مؤثر في الموقف القانوني لسيف الإسلام، حيث أعلنت مفوضية الانتخابات أنه استكمل المسوغات القانونية المطلوبة
ورأى محامي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي أن القضاء الليبي هو المخول الوحيد باتخاذ أي قرار يخص موكله.
واستعرض محللون ليبيون لموقع "سكاي نيوز عربية" الخريطة الداخلية والخارجية لحظوظ القذافي الابن في الانتخابات.
فيقول المحلل السياسي محمد الأسمر إنه يحظى بتأييد كبير من القبائل المنتشرة وسط البلاد، وخاصة مدينة سرت، مسقط رأسه.
ويضيف، أن القبائل في ترهونة وبني وليد والشويرف غرب البلاد تسانده، إضافة إلى امتلاكه شعبية في المنطقة من سبها وصولا إلى الجفرة، وفي غات (جنوب غرب) وما يحيطها.
وهذه المناطق معروفة بولائها للنظام السابق حتى أطلقوا على أنفسهم تيار "الخضر" نسبة إلى العلم الأخضر لليبيا في عهد القذافي، كما يقول الأسمر.
وبالنسبة لحظوظه في المنافسة، فيرى أنها "لن تكون سهلة"، فهناك تيارات عدة، والانتخابات مرتبطة بالمواقف الدولية، إلا أن سيف الإسلام يبقى رقما صعبا.
سيناريوهات متوقعة
ويرجح المحلل السياسي طارق الفرجاني حدوث أحد السيناريوهين، وهو "أن يتراجع سيف الإسلام عن الترشح نتيجة الضغوطات الدولية، أو يواصل طريقه ليكون في مواجهة مع الغرب الذي لن يعترف به".
ونبه إلى أن سيف الإسلام يشارك في الانتخابات التي منعها والده طيلة حكمه، وذلك بفضل تضحيات الجيش الوطني الليبي الذي أعاد الأمن إلى بقعة شاسعة الوطن، ما سمح لسيف الإسلام بأن يترشح دون خوف على سلامته.
وحول كونه مطلوبا ل"الجنائية الدولية"، يجيب مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي رمزي الرميح بأن القانون الليبي "سيادي"، ولم ينص على منع ترشح لمن كان يحاكم دوليا.