دعا عبد المنعم الهونى سفير ليبيا في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية, الناخبين الليبيين إلى انتخاب شخصيات وطنية قادرة على صناعة مستقبل مزدهر للأمة الليبية خلال الانتخابات التي ستنطلق في الداخل بعد غد السبت لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني العام.وقال الهونى في مؤتمر صحفي عقده اليوم في القاهرة مع مجموعة الإعلاميين والصحفيين الليبيين والعرب والمصريين , أن مستقبل ليبيا أمانة في يد الناخبين وعليهم أن يحسنوا الاختيار حتى تساهم هذه الانتخابات في تغيير الوضع الراهن بما يتناسب مع طموحات الليبيين والثمن الباهظ الذي دفعوه من أجل نيل حريتهم وإسقاط النظام السابق الذي قاده لعقيد الراحل معمر القذافى على مدى نحو 42 عاما.وحذر الهونى من انتخاب أحزاب مسلحة لديها ميلشيات على الأرض وتتلقى تعليمات وأموال من الخارج ولديها أجندات خارجية لا تعكس بالضرورة مصالح ليبيا والرغبة في ضمان وحدتها واستقرارها.وأضاف الهونى: علينا كليبيين أن ننتهز هذه الفرصة التاريخية لنمنع فلول نظام القذافى والمتسلقين على أكتاف الثورة الشعبية من الوصول إلى مراكز صنع القرار السياسي والوطني في البلاد.وقال لهذا يتعين على الناخبين أن يتمعنوا جيدا ويختاروا أنسب العناصر الوطنية التي لا تسعى للتفريق وإنما تعمل على توحيد البلاد واستقرارها, وأن يختار الناخبون المرشحين الذين لا ينتمون لتنظيمات مشبوهة أو لديهم ولاءات خارجية وأجندات خاصة.وشدد الهونى على أن الانتخابات يجب أن تعكس إرادة الليبيين في التطوير في مختلف المجالات وبما يقدم للعالم صورة مشرقة عن سعى ليبيا لبناء دولة حديثة تقوم على الديمقراطية واحترام القانون وحقوق الإنسان.وأكد الهونى أن من يجب أن يحوز على ثقة الناخبين هم هؤلاء الذين ضحوا من أجل البلاد ولم ينتظروا مناصب ولا يسعون سوى إلى مصلحة البلاد ولم تكن أياديهم ملطخة بالدماء أو لفساد أو سرقة المال العام ونهب ممتلكات الدولة.وأضاف هؤلاء يجب أن يكونوا في صدارة الصفوف الأولى وأن يتحلوا بثقة الناخبين ويحصلوا على أصواتهم الانتخابية لضمان مستقبل أفضل للبلاد.وحث الهونى على اختيار من لديهم رؤية تنموية حقيقية تساعد البلاد على النهوض مجددا واللحاق بالعالم المتطور, معتبرا أن من حق الشعب الليبي بعد هذه المعاناة الطويلة أن يتمتع بثروته وأن يتطلع إلى حياة مشرقة مليئة بالعمل والانجازات.وقال الهونى أن العالم كله ينتظر ليرى الليبيين وهم يقررون مستقبلهم ولهذا يجب أن يكون الاختيار الأول للعناصر الوطنية التي ليس لها أي أجندات خاصة وإنما ولائها الرئيسي والأول هو لليبيا فقط, مشيرا إلى أنه على الناخبين وهم يتوجهون لصناديق الاقتراع أن يكون اختيارهم لمن يجمع ولا يفرق ولمن يسعى لليبيا قوية موحدة ومنيعة ولمن يعطى انطباعا بالحرص على تعزيز علاقات ليبيا الخارجية والمساهمة في خلق تنمية وتشجيع الاستثمارات الخارجية.وشد الهونى على أن مصير ليبيا يجب أن يقرره الناخبون عبر اختيار الأنسب والأصلح لهذه المرحلة الحرجة , مؤكدا على أهمية النظر لمن يتمكن من تقديم خدمات حقيقية وملموسة على الأرض.وأضاف : على كل ناخب ليبي أن يقدر المسئولية وأن يتحملها من أجل مستقبل أبنائه وأحفاده, لقد صنعنا ثورتنا وأسقطنا نظام الطاغية وينبغي الآن أن نفكر بشكل جاد في المستقبل وأن نعى خطورة لتحديات الراهنة.وأوضح الهونى أن عدم السماح للجاليات الليبية في كل من مصر وتونس بالمشاركة في هذه الانتخابات هو خطيئة قانونية يتحملها المجلس الانتقالي وحكومته المؤقتة, لكنه دعا في المقابل الليبيين المتضررين من هذا الإجراء إلى عدم الإقدام على أي خطوة قانونية لطعن في دستورية هذه الانتخابات لعدم تعطيل المسيرة الانتقالية في البلاد.