حذر السفير احمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية من انزلاق سوريا نحو منحنى خطير ، مطالبا الجميع حكومة ومعارضة بالوصول الى الحل السلمي بما يضمن توقف العنف والاقتتال ويحقق تطلعات الشعب السوري نحو الديمقراطيةوفسر بن حلي الاختلافات التي شهدها مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة مؤخرا ، قائلا أنه لا يمكن بحال من الاحوال ان يجتمع الكل على رؤية واحدة لكننا نعمل من اجل التوصل الى رؤية مشتركة وحل سياسي للازمة التي طال أمدها .واشار بن حلي الى وقوع نقاشات حادة وفي بعض الاحيان صاخبة بين المشاركين على مدى اليومين ، مما استدعى تدخل د. نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية وكبار مسؤولي الامانة العامة لتهدئة الموقف خاصة عندما يتعلق الامر بالجوانب القانونية .واكد ان مؤتمر القاهرة حظي بدعم عربي واقليمي ودولي كبير وان الجامعة العربية وفرت له المناخ والاطار الملائم باعتباره يأتي تنفيذا لقرار وزاري عربي ، ولم تتدخل الجامعة لفرض وجهة نظر معينة بل تركت مسار المناقشات لممثلي المعارضة .وفي معرض رده على سؤال حول مدى ثقة الجامعة حول قدرة المعارضة السورية على ادارة مرحلة مابعد اسقاط النظام في ظل تفاقم الخلافات فيما بينها خلال المؤتمر ، اكد بن حلي أن الجامعة العربية ملتزمة بقرارات مجلسها الوزاري وكان من ضمنها عقد مؤتمر للمعارضة لاتاحة الفرصة لبلورة رؤيتها المشتركة ، موضحا في الوقت ذاته ان الجامعة تعمل بالتنسيق مع الاممالمتحدة ومجلس الأمن بشأن التعامل مع الازمة السورية في اطار خطة المبعوث الاممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي انان المحدد لها حتى شهر سبتمبر المقبل .واشار الى أنه في حال عدم تحقيقها اي اختراق حقيقي في الميدان وفي المسار السياسي سيتم اعادة النظر فيها .واضاف بن حلي انه فيما يتعلق بمهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا والتي ستنتهي في 20 يوليو الجاري فانه اذا لم تحقق نجاحا فان الموقف حيالها سيحدده مجلس الأمن الدولي ، مطالبا بضرورة اعادة تقييم اداء ودور هذه البعثة .وكشف في هذا السياق عن افكار تتعلق بسحب البعثة من سوريا والاكتفاء بمكتب اتصال .وردا على سؤال أكد بن حلي التزام الجامعة العربية بالحل السياسي للأزمة السورية وأن هذا الحل لابد أن يكون يأيدي السوريين انفسهم معارضة وسلطة في ظل خارطة الطريق التي تشكلها خطة انان بنقاطها الست .وقال انه لا يمكن الحديث عن اي حل عسكري او أمني لهذه الازمة معتبرا أن ما يجري من قتل وحصار وتجويع للشعب السوري يشكل منحى خطيرا وغير سليم ، معتبرا أن استمرار اعمال القتل وسلسلة العنف الاعمى والتي تؤدي الى سقوط السوريين يوميا باعداد مهولة يمكن ان تقود البلاد الى منزلقات تهدد سلامتها ، مضيفا: ان المراهنة على الحل العسكري ليست هي الطريق الصحيح ،مطالبا الجميع حكومة ومعارضة بضرورة التحلي بالحكمة والعقل وضرورة الانخراط فى عملية سياسية سلمية تفضى الى حل يرضى الجميع.واشار الى أن الامين العام للجامعة العربية سيشارك في مؤتمر اصدقاء سوريا في باريس يوم غد لطرح تقييمه لمؤتمر المعارضة السورية على الاطراف المشاركة فى مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر عقده غدا بباريس وسيجرى محادثات مع أطارف دولية فاعلة لبلورة الجهود من اجل التوصل الى حل سلمى للازمة السورية .