شدد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على ان إطلاق عملية سياسية على أساس حل الدولتين والعودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967 ثمثل الطريق الوحيد لسلام حقيقي ومستدام وشامل في المنطقة محذرًا من أن البديل لحل الدولتين هو استمرار منظومة الاحتلال التي تقوم على التطهير العرقي والتهجير القسري والعنصرية الفجة. جاء ذلك في كلمة الامين العام امام الجلسة الافتتاحية المجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري ال ( 156 ) برئاسة الشيخ د . أحمد ناصر المحمد الصباح وزير الخارجية ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتي . وقال أبو الغيط ان العالم العربي مازال يعيش حال الأزمة على مستويات مختلفة .. سواء الأزمة الصحية لجائحة كورونا ، وتبعاتها المختلفة على معدلات النمو وحركة التجارة والنشاط الاقتصادي .. أو غير ذلك من الأزمات السياسية والأمنية المستمرة منذ عقب تقريبا في عدد من الدول العربية ، من دون إرادة للحل وبكلفة مروعة على كافة الأصعدة . غير أن الشهور الماضية قد شهدت تطورات تنطوي على بعض العناصر الإيجابية التي ينبغي البناء عليها ، حيث أظهرت الوقفة الباسلة للشعب الفلسطيني في مواجهة الة الاحتلال الإسرائيلي في مايو الماضي أن القضية الفلسطينية لا زالت حية نابضة .. وأنها قادرة على حشد التأييد الدولي ، وتحظى بإجماع عربي شامل على ثوابتها الرئيسية ولفت الى إن أهم ما تمخض عن هذه الجولة من المواجهات هو احتفاظ القضية الفلسطينية بجوهرها الأخلاقي والإنساني والسياسي ولفت الى ان الجامعة العربية ترحب بكافة الخطوات والجهود التي بذل حالية من أجل الوصول إلى إطلاق عملية سياسية على أساس حل الدولتين والعودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967.. بما في ذلك ما يتعلق بالعمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية أو إعادة إعمار غزة .. باعتبارها خطوات مهمة وضرورية من أجل إسناد الموقف الفلسطيني سياسية ، ودعم الشعب الفلسطيني الصامد في القدسالمحتلةوغزة ، وكافة الأراضي الفلسطينية . وأشار في هذا الصدد إلى إن الصعوبات الاقتصادية والمالية التي يواجهها أهلنا في فلسطين ثحتم تواصل هذا الدعم بكل السبل الممكنة في الفترة القادمة . وعلى الصعيد الإقليمي قال ابو الغيط ان القوى الإقليمية غير العربية لازالت ثمارس سياسات تستنزف عدة دول عربية وتطيل أمد أزماتها الداخلية .. واليمن مثال هام على ذلك حيث يجري تنفيذ أجندة خارجية تعادي الدول العربية وتهدد أمنها .. هو وضع لا يمكن أن يستمر .. فمن يدفع الثمن الحقيقي للحرب اليمنية هو الشعب الذي صار يعاني الأزمة الإنسانية الأخطر في العالم اليوم .. حيث 80 % من أبنائه بحاجة إلى المساعدات . واكد مجددًا على أن وقف إطلاق النار ، الشامل والكامل ، في كافة ربوع اليمن يمثل الخطوة الأولى نحو تسوية سياسية يمكن أن تفضي إلى سلام شامل في هذا البلد .. وبما يحفظ تكامله الإقليمي ووحدته وسيادته .. وأيضا بما يصون عروبته وعلاقاته التاريخية بجيرانه . واكد ابو الغيط وقوف الجامعة مع الشعب اللبناني في محنته .. وضرورة أبعاده عن كافة الإستقطابات في المنطقة .. فما صارت إليه الأوضاع في هذا البلد العزيز .. وما يتعرض له أبناؤه من معاناة .. هو أمر مؤسف حق واكد مجددا على أن المصادقة على تشكيل حكومة لبنانية جديدة وخروجها إلى النور يمثل مفتاح مهمة لإخراج البلاد من أزمة استحكمت حلقاتها منذ أكثر من عام .. وتتوالى المؤشرات المقلقة على تدهور الأوضاع بما يحتم على الجميع تحمل مسئولياتهم تجاه الوطن والتاريخ . وفي ليبيا فإن تاريخ 24 ديسمبر القادم .. تاريخ عقد الانتخابات .. صار يمثل محطة هامة وحاسمة ومعترف بها دولية على طريق الاستقلال الليبي . وناشد ابو الغيط الإخوة الليبيين في ملتقى الحوار الوطني على الإسراع بالاتفاق على القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات كما اكد على أهمية تطبيق مخرجات مؤتمر برلين ( 2 ) ، ومؤتمر دول الجوار الذي عقد بالجزائر نهاية الشهر الماضي ، وفي مقدمتها خروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية .. باعتبار ذلك سبيلا مهمة وشرطة ضرورية لتحقيق الاستقرار في ليبيا ، وعلى المستوى الإقليمي بوجه عام . الماضي .. ونوه ابو الغيط بقمة بغداد للتعاون والشراكة التي عقدت في 28 أغسطس حيث مثلت خطوة مهمة تعطي الرسالة الصحيحة لكافة الأطراف ، مؤكدا ان دعم سيادة العراق وإبعاده عن التجاذبات والصراعات يمثل مفتاحة أساسية الاستقرار المشرق العربي فالعراق المزدهر العراق المستقر والآمن هو مصلحة أكيدة لجميع جيرانه . واضاف إن الحوار مع الأطراف الإقليمية ينبغي أن ينطلق من أساس واضح ، وعلى أرضية احترام الدولة الوطنية العربية وعلى أساس مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية .. والتخلي عن الطائفية كأداة لإدارة السياسة الخارجية . ولفت الى التطلع الى أحداث مهمة لها علاقة بقضية العصر وهي التغير المناخي وهي ظاهرة ربما تكون المنطقة العربية من بين أكثر المناطق تضررة من آثارها المختلفة ، ومن المنتظر أن تستضيف مصر قمة المناخ في العام القادم 27 COP .. كما تقدمت الإمارات بترشيح لاستضافة 28 COP .. ونتمنى فوزها بهذا الترشيح بدعم عربي و ونتطلع إلى أن توفر هاتان القمتان الفرصة للدول العربية لتسليط الضوء على أولويات المنطقة وشواغلها في مجال التغير المناخي .. باعتبارها قضية الحاضر والمستقبل معا.