حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن العالم ينزلق إلى صراع أخطر مما كان في عهد الحرب الباردة، مشددا على ضرورة العمل على الحيلولة دون هذه النزعة. وأشار شويغو اليوم الأربعاء، في كلمته خلال الدورة التاسعة من مؤتمر موسكو للأمن الدولي، إلى أن نزعة تشكيل تحالفات دولية والتفريق بين الحلفاء والأعداء تستبدل حاليا قضايا محاربة الإرهاب على رأس الأجندة الدولية. وتطرق الوزير في هذا الصدد إلى سياسات حلف الناتو، مشددا على أن قمته الأخيرة التي انعقدت في بروكسل في 14 يونيو أكدت تحوله من حلف إقليمي إلى حلف عسكري- سياسي عالمي يكمن هدفه الرئيسي في ردع روسيا والصين. وأشار شويغو إلى تعزز نزعة استخدام الضغط الاقتصادي والقوة، بما يشمل عقوبات وشن حملات تضليل وتدبير حوادث عسكرية، لإجبار دول ذات سيادة على تغيير سياساتها، مشيرا إلى أن هذه النزعة تتبلور أكثر مما في أي مكان آخر في جنوب شرقي آسيا حيث تواجه دول المنطقة ضغوطا رامية إلى إجبارها على إنشاء هياكل مماثلة للناتو، بالتزامن مع تكثيف حلف شمال الأطلسي أنشطته في المنطقة ومشاركة قوات تابعة له في مناورات إقليمية. كما حذر شويغو من أن بعض الدول تشكل ضمن قواتها المسلحة قيادات خاصة بوضع خطط وتنفيذ عمليات هجومية في الفضاء والمجال السيبراني، قائلا: "ينزلق العالم بسرعة إلى نزاع جديد أخطر مما كان في عهد الحرب الباردة، ويدرك العسكريون في العالم حاليا أكثر من أي وقت مضى وبشكل أفضل من أي مجموعة مهنية أخرى أن الحرب هي كارثة" ووصف شويغو الوضع الحالي في أوروبا بأنه "قابل للانفجار ويتطلب خطوات محددة لتخفيف التوترات"، محذرا من أن زيادة دول حلف الناتو إنفاقها في المجال العسكري تعزز نزعة تشديد المواجهة العسكرية في القارة العجوز للسنوات القادمة.