هاجم مئات المسلحين المنتمين إلى حركة طالبان باكستان سجن مدينة بنون القريبة من المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان، مما أسفر عن تحرير حوالي 400 سجين، كما أفادت مصادر رسمية باكستانية.وأعلنت الشرطة أن المهاجمين استخدموا أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف صاروخية في اقتحام سجن بنون المركزي حيث تعتقل السلطات المحلية 944 سجينا بينهم الكثير من مسلحي الحركة، مما أسفر عن اشتباك مع القوات المحلية وحرس السجن.واستمر الاشتباك ساعتين، وأعلنت مصادر رسمية أن المسلحين تمكنوا من تحرير 383 سجينا، فيما أعلنت الحركة أنها حررت أكثر من 800 سجين بينهم عدنان رشيد، المتهم بالتخطيط لمحاولة اغتيال الرئيس الباكستاني السابق، الجنرال برويز مشرف، إضافة إلى 19 سجينا آخرين، وصفهم وزير الإعلام في حكومة إقليم بيشاور، بأنهم خطرون من الناحية الأمنية.وأكدت طالبان، أن السجناء المحررين وصلوا إلى أماكن آمنة في مناطق القبائل الباكستانية، فيما انتشرت قوات الأمن في محيط مدينة بنون، وضربت طوقا أمنيا حولها تساندها في ذلك المروحيات وقوات من الجيش الباكستاني لمحاولة إعادة اعتقال السجناء الفارين.وتعتبر هذه العملية الأكبر من نوعها للحركة، إذ شارك في الهجوم حوالي 500 مسلح مزودين صواريخ وأسلحة متوسطة، كما أن الهجوم وقع في مدينة خارج الحزام القبلي وهو ما يطرح تساؤلات عن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة المحلية في إقليم بيشاور، لحماية المنشآت العامة والسجون.وزاد من حدة الأمر، عدم تمكن قوات الأمن التي تساندها المروحيات العسكرية من إعادة اعتقال أي من السجناء الفارين.وتأتي العملية في وقت يدور جدل كبير في باكستان حول العلاقة مع واشنطن، ودور إسلام آباد في ما يسمى بالحرب على الإرهاب، بعد إقرار البرلمان الباكستاني توصيات حول إعادة رسم السياسة الخارجية لباكستان، وتحديدا العلاقة مع واشنطن، حيث أغفلت هذه التوصيات الحديث عن الغارات الأمريكية على مناطق القبائل ووجوب وقفها، فيما رفضت الولاياتالمتحدة تقديم أي اعتذار رسمي لباكستان عن الغارة التي شنتها مروحيات أمريكية تابعة لقوات الأطلسي في أفغانستان، في نوفمبر الماضي، مما أسفر عن مقتل ستة وعشرين جنديا باكستانيا في بلدة صلالة الباكستانية الحدودية.