كان اول هذه التحديات المشاركة بقوة - دون رفع شعارات الإخوان - والانسجام التام مع كل شباب مصر وكل الاتجاهات بعيدا عن اي خلافات قد تفسد حالة الوحدة التي كنا نسعي إليها طوال السنوات السابقة مع تقديم أكثر جهد ممكن لنجاح الاعتصام بتقديم دعم لوجيستي للمعتصمين.ثانيها بعدما فشلت أخر محاولات النظام في فض الاعتصام بالميدان بأسلوب البلطجة وإهدار الدماء الذكية للشعب المصري وصار النصر قاب قوسين مع استمرار للعناد الذي تميز به النظام كان لزاما طمأنة لمن يدفع وراء بقاء النظام بالإعلان عن عدم ترشيح أحد من الإخوان لانتخابات الرئاسة القادمة تقديرا للظروف الداخلية والإقليمية والدولية وقد اتخذ القرار يوم 10 فبراير 2011م قبل تنحي المخلوع بيوم واحد وكنت شاهدا علي ذلك ! ومع فشل المجلس العسكري في إدارة البلاد والحذر من دوره في معركة الرئاسة القادمة وهو الاستحقاق الأخير للتحول الديمقراطي وكذلك دعمه لحكومات فشلت في مكافحة الفساد وحل مشاكل المصريين بل أثارت الشارع بشكل دائم وهيجت الجماهير في غياب عودة الأمن بشكل حقيقي وإثارة المشاكل في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لكل ذلك أعاد الإخوان دراسة قرارهم السابق وسط اختلافات في الرأي أوصلتهم لتقرير نزول أحدهم مرشحا للرئاسة بأغلبية بسيطة ( 56 في مقابل 54 صوتا) !! (أنظر مقالة ترشيح الشاطر ماله وماعليه)ثالثها حالة البطء التي اتسم بها أداء الحكومات التي جاءت بعد التنحي وبقاء كثير من الرموز في أماكنهم مما استلزم في البداية المشاركة في خمس مليونيات للضغط في اتجاه تغييرات لازمة ثم بدا الخلاف الأول حول وضع الدستور أولا أم الانتخابات أولا قبيل استفتاء 19 مارس وبعده مما جعل الإخوان يعيدون حساباتهم في مليونيات كانت تدعو للدستور أولا بعد إجراء الاستفتاء أو الرغبة في الصدام مع المجلس العسكري وهو المؤسسة الوحيدة المتبقية في مصر بعد حل مجلسي الشعب والشوري وانهيار الجهاز الأمني وحل المجالس المحلية ووجود وزارة ضعيفة لتسيير الأعمال والأهم هو عدم التنسيق المسبق قبل هذه التظاهرات وموافقة مؤسسات الجماعة ودون جدول واضح للأعمال وسقف للمطالب وطريقة انهاء التظاهرة وتأمينها خوفا من تسلل البلطجية والراغبين في تشويه التظاهرات السلمية وهو ما حدث فعلا فتم حرق مبان وإحراق تاريخ مصر واستفزاز أدي الي وقوع شهداء ومصابين جدد مما أصاب الشعب بملل من تكرارها وكثرة ضحاياها ! وهو ما أثار غضب بعض الاتجاهات السياسية من الإخوان !رابعا بعد التعديلات الدستورية والسماح بإنشاء الأحزاب بدا إنشاء الحزب وإعداد العدة لانتخابات برلمانية في وقت قصير مهمة صعبة للجميع حتي لحزب الإخوان الوليد لذا فقد استعان الحزب بإمكانات الإخوان وقوائم المرشحين الذين تم إعدادهم من قبل بمعرفة القواعد الإخوانية في الانتخابات البرلمانية وقد حققت نجاحا في هذه الانتخابات مما يعجل بتفعيل الحزب لممارسة اية انتخابات قادمة اعتمادا علي قواعد الحزب بشكل أساسي التي تمارس عملا سياسيا يجمع ولايفرق ويجعل من مصلحة مصر الهدف الأعلي .خامسا ظهور التيار السلفي متعدد الأطياف في شكل أحزاب سياسية وخوضه الانتخابات البرلمانية أثار كثيرا من المخاوف منها عدم وجود مراجعات فقهية للفتاوي التي صدرت من قبل تمنع الخروج علي الحاكم أو تفسق من يخوض الانتخابات أو تكفر بالديمقراطية باعتبارها آليات لجعل الشعب هو مصدر السلطات وغير ذلك مما اشتهر به التيار السلفي في محاولة للوصول لحالة من الانسجام النفسي والتراضي الفقهي كما فعلت الجماعة الاسلامية التي أقرت بخطأ بعض فتاويها وراجعت نفسها في كثير من الثوابت التي كانت تحكم حركتها في العشرين سنة الماضية وهو عمل جليل يحظي باحترام الجميع !