رأت صحيفة واشنطنتايمزالأمريكية أن الصراع القبلي والأزمة المالية الطاحنة التي تتعرض لها دولة جنوب السودان والوضع الإنساني السئ الذي تمر به تمثل تهديدا صارخا لإستقرار هذه البلاد عقب نحو ثمانية أشهر من إعلان استقلالها، ولا سيما مع قرارها بوقف تدفق النفط إلى جمهورية السودان في الشمال الأمر الذي ألحق الألم والأضرار باقتصادها الضعيف.وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني- أن خلاف جنوب السودان مع جارتها الشمالية، والذي قررت حكومة الجنوب على إثره قطع تدفق النفط الى مصافي التكرير السودانية على نحو ادى إلى تعثر أداء بل شل اقتصاد الدولتين، من شأنه أن يشعل فتيل صراع جديد بالقارة الأفريقية ولا سيما مع توجيه الجنوب أصابع الإتهام إلى السودان بسرقة النفط وفرض رسوم باهظة على استخدام خطوط الأنابيب.ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى اتجاه جمهورية جنوب السودان إلى تغييرأولويات ميزانيتها العامة لتتمكن من رأب صدع المشاكل الإجتماعية التي تعصف بها بدلا من توجيهها إلى مشاريع البنية التحتية.وأشارت في السياق ذاته إلى مقتل المئات من المدنيين في الأجزاء الشرقية من البلاد جراء تجدد الصراعات القبلية التي تعود إلى عقود سابقة..قائلة إنه حتى مع استقلال الجنوب في شهر يوليو الماضي عقب حرب دامت عقدين بين الشمال والجنوب فإن السلام بين البلدين سوف يظل بعيد المنال.وذكرت واشنطن تايمز أن المحادثات الجارية حاليا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث سبل حل الخلافات بين السودان وجنوب السودان بشأن النفط والقضايا العالقة بينهما منذ إعلان الإستقلال قد وصلت إلى طريق مسدود.وأضافت إن قرار رئيس جنوب السودان سيلفا كير بقطع تدفق النفط إلى مصافي البترول في السودان قد أدى إلى حرمان بلاده من 98\% من دخل البترول، كما يثير تكهنات باحتمال تعرض السودان لموجات جديدة من عدم الاستقرار ولا سيما مع فرض عقوبات دولية على حكومة الرئيس عمر البشير بسبب اتهامه بالضلوع في اعمال إبادة جماعية بإقليم دارفور ومزاعم حول دعمه لارهابيين.واستطردت : أن قرار الجنوب في هذا الصدد قد خلق حالة من عدم الارتياح بين قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان، خشية أن يتسبب هذا القرار في اندلاع أعمال عنف جديدة مع السودان.ونقلت الصحيفة عن مسئول أوروبي، رفض الكشف عن هويته، قوله إن بعض قادة الجيش في دولة جنوب السودان يتحدثون حاليا عن احتمال قيامهم بإنقلاب عسكري..مضيفا إن جنرالات جيش جنوب السودان لا يرغبون في اندلاع حرب جديدة على نحو قد يدفعهم إلى الإطاحة بالحكومة إن كان هذا سيحول دون اشعال فتيل حرب جديدة.وفي ختام تقريرها، قالت الصحيفة الأمريكية انه على الرغم من توجية المسئولين في جنوب السودان أصابع الإتهام في حشد القوات قرابة الحدود والوقوف وراء الإنفجارات التي تحدث في الجنوب إلى حكومة السودان غير أنهم استبعدوا اندلاع حرب على المدى القريب.