كيف غيرت عالمي ومزجت ضحكتي بالألوان ..أرى يومي معك دافئا نديا وأرى نفسي حالمة بأرقى الأمنيات ... ستطير كل البالونات من يداي وسأجد الحلم والعالم الذي رسمته حيث لاتوجد سوى الخيالات الرقيقة التي صنعتها ... فأنت من جعلني اضحك حين بدأت الحلم وأنت من علمني كيف أقف شامخة حين افقده .صدرت رواية حديث الروح للكاتبة السعودية إيناس يونس، عن مؤسسة صوت القلم العربي، والتي برعت من خلالها الكاتبة في توصيل مشاعر الأم نحو جنينها، ففي البداية تظن أنها تتحدث مع زوج أو حبيب مسافر، لتفاجئ أنها مشتاقة لتلك الروح المصاحبة لها في كل لحظة، تستشعر تحركاتها حتى لحظة الميلاد السعيدة، وتتحدث إليها وتنسج معها الأحلام المستقبلية، فإن كانت فتاة فستكون امتدادا لحنان أمها، وإن كان ذكرا فسيكون سندها في الحياة.وتتابع الكاتبة قائلة أحبك أيها الروح كما أنت، هذا المنزل عالمنا وهذه الحيطان ستشهد أسرارنا، فكل شيء مهيأ لاستقبالك أيها الروح...هذه المرة التاسعة التي اجلس بها على هذا الكرسي الخشبي بجانب هذه النافذة ،ارقب حركاتك ،احتس نبضاتك واشعر بلكماتك ...لقد ازداد حجمك وثقلك وازداد وزني معك ،مازلنا مرتبطين ..اشعر بذلك... افكارك تراودني ،احلامك تنتابني وأسئلتك تزورني ،لذلك سأعيدها لك ولكن عدني أيها الروح بأنك ستصغي إلي ولن تخلد للنوم حتى انهي حديثي معك سأقف الان ليصلك الهواء الذي أشعر به وليداعبك كما يداعب خصلات شعري ...هل شعرت به ؟غدا سترى هذا النور الذي أراه وستلامس قدماك الرمال وسأسافر بك إلى مشارق الأرض ومغاربها، حتى ترى مالا كنت أراه وتتعلم ما كنت اجهله، وإلى أن تأتي سأغير شعري وهندامي، وسأقرأ لك الروايات السعيدة وسير الأبطال وسأزرع أشجار التفاح في حديقتنا وسأضيف بعض الزهور وسأملأ البركة بالماء وسأضيء منزلنا بالقناديل الصغيرة فلن يعرف الظلام إلينا طريقا، أيها الروح لاتقسو علي بلكماتك فالأيام ستمر سريعا ،فلا تتعجل بالظهور