تبادل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع التأكيد على قوة العلاقة بين الجانبين، وذلك أثناء زيارة قام بها هنية إلى مكتب إرشاد الجماعة بالقاهرة الاثنين ضمن زيارته الحالية لمصر.وذكرت مصادر للجزيرة أن هنية استهل اللقاء بالقول إنه جاء إلى مصر لتهنئة الشعب المصري عموما وجماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص بالثورة، مؤكدا على قوة العلاقة بين الجانبين، ولافتا إلى أن حماس حركة جهادية تعبر عن الإخوان في فلسطين، فهي حركة فلسطينية الوجه وإسلامية المنشأ.وأضاف هنية أن حماس هي امتداد للحركة الأم في مصر، وأن مؤسسها الشهيد أحمد ياسين مثل حلقة من حلقات جهاد مؤسس الإخوان المسلمين الشهيد حسن البنا، معتبرا أن وجود حماس مع الإخوان يثير الفزع في قلب إسرائيل ويهدد كيانها، مؤكدا أن الأوضاع تغيرت وباتت إسرائيل تسعى الآن للحفاظ على وجودها أكثر من محاولة التوسع.كما حمل هنية على نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي اضطر للتخلي عن السلطة بضغط من ثورة 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وقال إن هذا النظام كان جزءا من ثلاثة محاور لفرض الحصار على غزة بالإضافة إلى المحورين الاقتصادي والعسكري.إشادة بحماسوبدوره، اتهم مرشد الإخوان نظام مبارك بإقامة حصار بين الإخوان وقلبهم، في إشارة لحماس، ورحب بهنية والوفد المرافق له، مؤكدا أن الإخوان كانوا على الدوام داعمين لقضايا التحرر وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية.وأشاد بديع بحماس وقال إنها قدمت نموذجا يثير الإعجاب، خصوصا في صفقة الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكذلك بإتمام المصالحة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وهي المصالحة التي اعتبر أن النظام السابق في مصر ساهم في تعطيلها على مدى السنوات الماضية.وكان هنية قد التقى في وقت سابق أمس الاثنين مدير جهاز المخابرات المصرية العامة اللواء مراد موافي.وذكر مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي للجزيرة نت أن اللقاء شهد مناقشة عدة ملفات، أبرزها تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع، حيث توجه هنية بالشكر لمصر الثورة على ما قامت به سواء في مجال المصالحة أو في اتفاقية تبادل الأسرى مع إسرائيل.كما التقى هنية الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، حيث بحثا تفعيل المصالحة إضافة إلى إعادة إعمار قطاع غزة، حيث أشار هنية إلى أن الدول المانحة تعهدت في ثلاثة مؤتمرات عقدت بمصر وقطر والكويت بتقديم ما يقرب من خمسة مليارات دولار ولم يصل منها شيء إلى غزة حتى الآن.كما بحث الجانبان ملف القدس، حيث طالب هنية بدور فعال للجامعة العربية تجاه ما يحدث في المدينة المقدسة، خاصة فيما يتعلق بمحاولات إسرائيل المستمرة لتهويدها، علما بأن هنية سيتوجه لاحقا إلى السودان لحضور مؤتمر دولي عن القدس يعقد خلال أيام قليلة.