رأى الكاتب بصحيفة الاندبندنت البريطانية باتريككوكبرن، أن الولاياتالمتحدةالامريكية بترسانتها العسكرية الضخمة فشلت فى شقطريقها فى أفغانستان والعراق وتقوم بإخراج قواتها من هناك للحفاظ فقط على هيبتهاكقوة عظمى بين الدول.وأشار الكاتب ومراسل الصحيفة أيضا لشئون الشرق الأوسط والمراسل الحربي إلىالعراق وأفغانستان ، فى مقال أوردته الصحيفة مساء اليوم على موقعها الإلكترونىإلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية - فى واقع الأمر- فشلت فى شق طريقها في العراقوأفغانستان على مدار العقد الماضى وأنه رغم نشرها لعناصر هائلة من قواتهاالعسكرية وإنفاق تريليونات الدولارات فى العراق إلا أنها وبطريقة استثنائية تقومبتدمير كيانها كقوة عظمى.وذهب كوكبرن إلى أن الوضع فى العراق لا يختلف كثيرا عنه فى أفغانستان ، إن لميكن متشابها ، فقد زادت الولاياتالمتحدة من تواجد قواتها العسكرية فى أفغانستانوإنفاق ما يربو على 100 مليار دولار سنويا ، لافتا إلى أنه لم يتمخض عن تلكالجهود المضنية هزيمة 25 ألفا من متمردى أفغانستان غير المدربين.وأرجع الكاتب البريطاني السبب وراء عدم تمكن الولاياتالمتحدةالامريكية منالفوز بحربها المزعومة على الإرهاب فى العراق وأفغانستان إلى عسكرية القراراتالسياسية - على حد تعبيره.وبمعنى آخر ، حسبما أوضح كوكبرن ، فإن القيادات العسكرية الأمريكية تدخلتوبصورة كبيرة فى عملية صنع القرار السياسي ، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكيةأصبحت كيانا ضخما جدا بين الوكالات الفدرالية الامريكية وذاع صيتها بقوة فى عمليةاتخاذ القرارات لاسيما التى تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.وأردف الكاتب أن القوى العظمي تعتمد على ما تشتهر به من قوة وأنها لا تقهرلكنها لا تتمتع بالحكمة الكافية عندما يتعرض صيت قوتها الذائع إلى اختباراتعملية.وذهب الكاتب البريطانى باتريك كوكبرن إلى أن الحال مع الامبراطورية البريطانيةلم يختلف كثيرا عنه مع الولاياتالمتحدة ، فعند تعرضها لاختبار عملي كهذا ، لمتتمكن من استرداد مكانتها تماما فى أعين العالم رغم الجهد الهائل الذى اضطرتلبذله من أجل القضاء على عشرات الآلاف من المزارعين فى أفغانستان ، على حد تعبيركوكبرن.وأشار الكاتب - بصحيفة الاندبندنت البريطانية - إلى أنه وسط مساع لحفظ ماءالوجه ، فمن المقرر أن يلتقى الرئيس الامريكي باراك أوباما مع رئيس الوزراءالعراقي نوري المالكي غدا الاثنين فى واشنطن ، حيث أن الهدف من الاجتماع ليس بحثانسحاب آخر فوج من القوات الأمريكية من العراق فى غضون الأسابيع الثلاثة المقبلةإنما لبرهنة أن الولاياتالمتحدة خرجت قوية وتركت وراءها دولة عراقية قويةديمقراطية مستقرة ومزدهرة.وعلى حد تعبير كوكبرن ، فهذا غزل مخادع ، تمت حياكته بعناية وحرص شديدينللسماح للرئيس الأمريكي أوباما بخوض الانتخابات الرئاسية الامريكية بقوة متباهيابانه أنهى حربا غير شعبية دون معاناة التعرض لأي خسارة.وقبل كل شيء ، بات جليا أن تأثير النفوذ الأمريكي على منطقة الشرق الاوسط آخذافى الانحسار ، فقد كانت الحرب العراقية كارثة ووبالا على الولاياتالمتحدة والحربفى أفغانستان ليست منها ببعيد ، فقد اثمر التواجد الكبير للقوات الامريكية هناكعن أرباح سياسية هزيلة لم تصب فى صالح حربها على الإرهاب .ونوه الكاتب البريطاني إلى أن النجاح الكبير الذى حققه الجنرال الأمريكي ديفيدباتريوس كقائد للقوات الامريكية فى العراق كان كفيلا بإقناع العديد من الأمريكيينبفوزهم فى الحرب على العراق إلا أنهم فى حقيقة الأمر لم يفوزوا ، كما أقنعهم أيضابأن الحرب انتهت رغم عدم انتهائها.وعمليا ، فانه من المحتمل ان يتعلق الحكم على الحرب الأمريكية على العراق علىعاتق السياسة الامريكية الخارجية لفترة طويلة قادمة .. ربما لا يوجد فائز محددللحرب على العراق ، لكن الحرب برهنت أنه ليس من السهل ترجمة أي قوة عسكرية عظمىعلى أنها نصر سياسي كبير.