ناقشت أسرة مكتبة أكمل مصر الليلة الماضية النصالمسرحى المتميز اللحظة الحرجة للكاتب الكبير يوسف أدريس ، بحضور مجموعة كبيرةمن المثقفين والمهتمين بحركة المسرح.وتدور مسرحية اللحظة الحرجة للكاتب الكبير يوسف إدريس حول إحدى الأسر التىتغلق باب الحجرة على ابنها الشاب لكي تمنعه من المخاطرة بحياته في الكفاح المسلحضد الإنجليز . لكن الباب لم يكن مغلقا بإحكام . وكان بوسع الشاب عمليا أن يتذرعأمام نفسه بأن الباب مغلق ، ومن ثم فإنه لا يستطيع الخروج للمشاركة مع الآخرين فيصد العدوان . وكان بوسع الشاب لو أراد أن يدفع الباب بكتفه دفعة بسيطة لينفتحفينطلق إلي مواجهة العدوان مع الآخرين . ولم يكن أحد يراقبه ، كانت تلك لحظتهالحرجة الخاصة ، ولم يكن الباب في حقيقة الأمر سوى تجسيد لتلك اللحظة ، بوسعه إذاشاء أن يعتبره حاجزا ، أو أن يتجاوزه .ويقول الناقد الكبير أحمد الخميسى - فى تحليله الخاص بالنص المسرحى - إن اللحظةالحرجة ارتفعت عند يوسف إدريس إلي مستوى علاقة الفرد بالوطن ، مكثفة ، وحادة ،وعلى خلفية تاريخية واجتماعية كبرى . هذا في الفن ، الذي يقوم بتكثيف الواقع ،وبلورته ، ورفعه إلي مستوى القضية الإنسانية العامة.وتابع قائلا لكن الأمر يختلف في الحياة ، ويختلف في كل يوم ، ولا تحل اللحظاتالحرجة بنا بهذه الصورة الحدية ، القوية ، والدرامية الملهمة. اللحظات الحرجة فيحياتنا تمر بنا متربة ، ومهملة ، ومن غير أن يبدو أنها ستحدد الكثير في حياتنا.وأضاف أن اللحظات الصغيرة تصنعنا ، وتخلق في مجموعها الطريق والإنسان ، والمغنيوالأغنية ، وخطورة هذه اللحظات أنها تبدو في حينها بلا بطولة ، وبلا خطورة ، معأنها تشكل وستشكل صلب وجودنا كله ، لأننا في كل لحظة من تلك اللحظات العابرةندافع عن كل ما هو جوهري وغير ملحوظ في حياتنا وحياة الآخرين.