شدد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على ضرورة تضافر الجهود الدولية لتلبية الاحتياجات الملحة للاجئين العرب مؤكدا اهمية ايلاء اهتمام خاص في هذا الصدد بموضوع تحسين فرص نفاذ الأطفال والشباب من اللاجئين إلى التعليم، سواء المدرسي أو الجامعي، وذلك لضمان مستقبل أفضل لهم وحذر ابو الغيط من ان البديل لذلك هو تركهم فريسة للإرهاب والتطرف أو لفقدان الأمل في إمكانية الخروج من دائرة الأوضاع المتدهورة التي يواجهونها هم وعائلاتهم. جاء ذلك في مداخلة ابو الغيط امام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي تنظمه الحكومة البرتغالية في العاصمة لشبونة حول موضوع "التعليم في أوقات الطوارئ" والذي يناقش كيفية العمل على الارتقاء بتعليم الأفراد، خاصة على مستوى التعليم الجامعي، في المناطق التي تواجه نزاعات مسلحة أو تدفقات ضخمة للاجئين أو النازحين على غرار المنطقة العربية. واشار ابو الغيط الى ضرورة التوصل أيضاً إلى صيغ مبتكرة ومتكاملة للتعاون والتنسيق الدولي للتعامل مع هذا التحدي، بحيث يمكن توحيد الجهود من أجل الارتقاء بالعمل في هذا المجال والذي يحتاج إلى موارد مادية وبشرية وفنية ضخمة لمخاطبة الاتساع المتزايد بشكل متسارع في حجم ظاهرة اللجوء والنزوح على المستوى الدولي بشكل عام وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص باعتبار أنه يعيش بها حوالي 50٪ من لاجئي العالم و44٪ من نازحيه. وبدوره صرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن أبو الغيط اشار في مداخلته امام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلى مسببات وجذور ومظاهر التحديات الضخمة التي تواجهها المنطقة العربية نتيجة استمرار تدفقات اللاجئين والنازحين في التصاعد بشكل غير مسبوق منذ عام 2011 نتيجة الأزمات والنزاعات المسلحة التي ألمت بعدد من الدول العربية، منوهاً إلى التداعيات والضغوط الواسعة الناتجة عن هذا الأمر وعلى رأسها التداعيات الإنسانية وتلك المرتبطة بالأوضاع التعليمية والصحية للاجئين والنازحين العرب، بما في ذلك اللاجئين الفلسطينيين الذين تتزايد الضغوط التي يواجهونها نتيجة الضغوط المالية الحالية التي تواجهها وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بعد إعلان الإدار الأمريكية تجميد موالي نصف مساهمة الولاياتالمتحدة في ميزانية الوكالة. وأضاف المتحدث الرسمي أن أبو الغيط استعرض ايضا أهم أبعاد الجهود التي تقوم بها الآليات المعنية في جامعة الدول العربية للتعامل مع هذا الموضوع، وذلك استرشاداً بالتوجيهات والتكليفات الصادرة عن القادة العرب في هذا الشأن في ضوء ادراكهم لمدى أولوية وخطورة هذا الموضوع وتشابك أبعاده في ظل استمرار النزاعات المسلحة التي تواجهها المنطقة، مشيراً إلى أُطر التعاون القائمة في هذا الصدد بين الجامعة العربية وعدد من الهيئات والمؤسسات الدولية والإقليمية المعنية والمساعي الجارية لتوسيع دائرة هذا التعاون بما يمكن معه تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للاجئين والنازحين العرب في مجال التعليم باعتباره ضمانة رئيسية لمستقبل أفضل لهم وعنصراً حيوياً في ذات الوقت في الجهود المبذولة لاحتواء النزاعات والصراعات المسلحة القائمة